تشهد الساحة السياسية الأميركية توترا غير مسبوق داخل الحزب الجمهوري، حيث تتزايد الانقسامات بين القاعدة الشعبية والمشرعين بسبب القرارات التي اتخذها الرئيس الأميركي، دونالد ترامب.
ففي اجتماعات بلدية محتدمة، واجه نواب جمهوريون انتقادات لاذعة من ناخبيهم بسبب تخفيضات DOGE الهائلة التي أدت إلى فصل آلاف الموظفين الفيدراليين، بالإضافة إلى مواقف ترامب المثيرة للجدل بشأن أوكرانيا، والتي تضمنت تحميلها مسؤولية الحرب مع روسيا.
في جورجيا، وجد النائب، ريتش مكورميك، نفسه في مواجهة غضب الناخبين الذين طالبوه بتبرير تخفيضات الإنفاق وأوامر ترامب التنفيذية.
في ويسكونسن، واجه النائب، سكوت فيتزجيرالد، أسئلة محرجة حول تعاونات ترامب مع إيلون ماسك وتأثير ذلك على السياسات الداخلية والخارجية.
تشير هذه الانتقادات إلى تصاعد حالة الاستياء بين قواعد الحزب، خاصة مع اتهامات ترامب بالاستبداد واستخدام السلطة التنفيذية بشكل مفرط.
وبينما يجد المشرعون الجمهوريون أنفسهم في معضلة بين دعمهم للرئيس ومواجهة غضب الناخبين، يبقى السؤال الأبرز..
هل ستؤدي هذه الانقسامات إلى أزمة داخلية تهدد تماسك الحزب الجمهوري؟
اعرف أكثر
بحسب تقرير وول ستريت جورنال، شهدت الاجتماعات البلدية في دوائر انتخابية جمهورية مواجهة حادة بين الناخبين وممثليهم الجمهوريين بسبب قرارات ترامب.
في إحدى هذه الاجتماعات في منطقة مؤيدة للجمهوريين بالقرب من أتلانتا، واجه النائب ريتش مكورميك صيحات استهجان أثناء محاولته الدفاع عن تخفيضات ترامب في الحكومة الفيدرالية.
تحدت إحدى الحاضرات مكورميك حول كيفية "كبح جماح الديكتاتور في البيت الأبيض"، حسب وصفها، مما دفعه للاعتراف بمخاوف الجمهور بقوله: "لا أريد أن أرى أي رئيس يصبح ذا سلطة مفرطة".
كما شهدت اجتماعات بلدية أخرى، مثل تلك التي عقدت في ويسكونسن، مواجهة بين الناخبين والنائب سكوت فيتزجيرالد حول تخفيضات الإنفاق واتهامات ترامب لأوكرانيا بالمسؤولية عن الحرب مع روسيا.
وأفاد تقرير وول ستريت جورنال بأن هذه المواجهات تعكس قلقا متزايدا من الناخبين بشأن الطابع الأحادي لأوامر ترامب التنفيذية.
وفقا لـABC نيوز، تعرض النائب ريتش مكورميك في اجتماع بلدي في جورجيا لانتقادات شديدة من ناخبيه بشأن تخفيضات DOGE الهائلة التي أدّت إلى فصل آلاف الموظفين الفيدراليين.
اعترف مكورميك بصعوبة الدفاع عن هذه التخفيضات قائلا: "بشكل عام، للرئيس صلاحيات واسعة بشأن كيفية تخصيص هذه الأموال"، مما زاد من استياء الجمهور.
كما تناولت ABC نيوز قضية أوكرانيا، حيث واجه مكورميك انتقادات حول تصريح ترامب بأن أوكرانيا مسؤولة عن الحرب مع روسيا، عندما حاول مكورميك توضيح موقف ترامب قوبل بمزيد من الصيحات الغاضبة.
أفادت وول ستريت جورنال بأن تصريحات ترامب بشأن أوكرانيا، بما في ذلك وصفه للرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي بـ"الديكتاتور" وتحميل أوكرانيا مسؤولية الحرب مع روسيا، تسببت في صدمة لبعض الجمهوريين في الكونغرس.
أشارت وول ستريت جورنال إلى أن العديد من الجمهوريين في الكونغرس يواجهون معضلة صعبة في التوازن بين دعمهم لترامب ومواجهة الانتقادات المتزايدة من قواعدهم الشعبية.
وأبرزت الصحيفة أن هذه المواجهات تعكس الانقسام الداخلي في الحزب الجمهوري، خاصة في ظل تزايد الانتقادات بسبب سياسات ترامب الجريئة.
وفي سياق متصل، ذكرت ABC نيوز أن بعض النواب الجمهوريين، مثل سكوت فيتزجيرالد من ويسكونسن ونيك بيغيتش من ألاسكا، تعرضوا لضغوط شديدة من ناخبيهم بشأن مواقفهم من قرارات ترامب وماسك.
وفي مواجهة هذه الانتقادات، حاولوا الدفاع عن سياسات ترامب من دون أن يظهروا أي معارضة علنية له، ما يعكس المعضلة التي يواجهها العديد من الجمهوريين. وتكشف التقارير عن تصاعد الانقسامات داخل الحزب الجمهوري بسبب قرارات ترامب، سواء فيما يتعلق بتخفيضات DOGE أو المواقف من أوكرانيا.