"رسالة تاريخية".. أوجلان يدعو إلى حل الـPKK وإلقاء السلاح
في رسالة تاريخية، دعا زعيم حزب العمال الكردستاني المسجون عبد الله أوجلان جماعته، الخميس، إلى إلقاء سلاحها وحل نفسها في رسالة قرأها حزب مؤيد للأكراد في تركيا.
ونُقل عن أوجلان قوله "اعقدوا مؤتمركم واتخذوا قرارا. يجب على جميع المجموعات إلقاء أسلحتها ويجب على حزب العمال الكردستاني حل نفسه".
لكن التساؤلات تثار حول مدى حرية أوجلان في التعبير، إذ يشكك دبلوماسيون غربيون في أن يتمكن الزعيم الكردي من التحدث دون قيود، نظرا إلى أنه محتجز في السجن منذ عقود، مما قد يؤثر على مصداقية الرسالة.
قال نائب رئيس حزب العدالة والتنمية التركي الحاكم افكان علاء، الخميس، إن تركيا "ستتحرر من القيود" إذا ألقى حزب العمال الكردستاني السلاح وحل نفسه بعد أن وجه زعيمه المسجون عبد الله أوجلان دعوة للحزب إلى حل نفسه.
وفي أول رد من حزب الرئيس رجب طيب أردوغان، قال علاء إن الحكومة تتوقع أن يمتثل حزب العمال الكردستاني لدعوة أوجلان.
كيف تصل رسالة أوجلان المحتجز؟
غادر وفد من حزب المساواة وديمقراطية الشعوب صباح الخميس إلى جزيرة إيمرالي، حيث يُعتقل أوجلان، بهدف نقل رسالة سيعلن عنها في إسطنبول الساعة 17:00 بالتوقيت المحلي.
وتعتبر هذه الزيارة الثالثة من نوعها منذ ديسمبر، لكنها المرة الأولى التي يرافق فيها الوفد محامي أوجلان، فايق أوزغور إيرول، مما يثير التكهنات حول فحوى الرسالة وما إذا كانت تتضمن موقفا جديدا أو تنازلات غير مسبوقة.
هل يمكن الإفراج عن أوجلان؟
في خطوة غير متوقعة، اقترحت الحكومة التركية، بدعم من حزب الحركة القومية بقيادة دولت بهجلي، إنهاء عزلة أوجلان بعد 27 عاما من الاحتجاز. لكن الإفراج عنه يبدو مستبعدا، خاصة في ظل التهديدات المتكررة بالانتقام من قبل جهات معارضة للإفراج عنه.
في المقابل، تسعى الحكومة إلى استخدام القضية كأداة سياسية، إما لاستقطاب الدعم الشعبي أو للضغط على المعارضة.
تركيا والأكراد.. سياسة "اليد الممدودة" أم القمع المتزايد؟
رغم تأكيد الرئيس التركي رجب طيب أردوغان على سياسة "مد اليد للأكراد"، إلا أن الواقع على الأرض يروي قصة مختلفة، إذ تعرض حزب المساواة وديمقراطية الشعوب لضغوط هائلة، شملت عزل 10 رؤساء بلديات ينتمون إليه خلال العام الماضي، بالإضافة إلى حملة اعتقالات واسعة طالت سياسيين وفنانين وصحافيين بتهم تتعلق بالإرهاب.
ويثير وجود شخصيات كردية بارزة مثل أحمد تورك (82 عاما) ضمن زوار إيمرالي الخميس، تساؤلات حول ما إذا كانت هذه التحركات تمهيدا لتفاهمات سياسية أوسع.
هل تصل رسالة أوجلان إلى المقاتلين؟
رغم الكاريزما التاريخية التي يتمتع بها أوجلان، إلا أن الموقف داخل حزب العمال الكردستاني غير واضح، خصوصا أن مقاتلي الحزب المتمركزين في جبال قنديل شمال العراق قد يرون أن الزعيم المحتجز لا يتمتع بحرية التعبير الكاملة، مما قد يدفعهم إلى مواصلة القتال بدلاً من الالتزام بأي دعوة للتهدئة.
ويحذر دبلوماسيون غربيون من أن تركيا لن تتردد في تنفيذ رد عسكري فوري إذا رفض المقاتلون الامتثال لأي اتفاق جديد.
الدعم الأميركي والتعقيدات الدولية
ورغم اعتبار تركيا قوات سوريا الديمقراطية تهديدا لأمنها، إلا أن هذه القوات تحظى بدعم أميركي قوي في إطار محاربة تنظيم داعش. ويظل موقف واشنطن غير واضح في هذه المرحلة، وسط تساؤلات حول ما إذا كانت الولايات المتحدة ستدعم أي تفاهم تركي-كردي جديد، أم ستواصل سياستها الحالية التي تبقي الوضع على حاله.