سياسة

الحلم الأميركي يحول تطبيق اللجوء لأداة "ترحيل ذاتي"

نشر
AP
أجرت إدارة الرئيس دونالد ترامب تعديلات جوهرية على تطبيق لطلبات اللجوء الذي كان يُستخدم سابقًا، وحولته إلى منصة مطوّرة تتيح للأشخاص المقيمين في الولايات المتحدة بشكل غير قانوني، الإعلان عن رغبتهم في مغادرة البلاد طوعا.
التطبيق، الذي تمت إعادة تسميته إلى "CBP Home" وأُعلن عنه رسميًا يوم الإثنين، يأتي ضمن حملة الإدارة الأميركية لتشجيع ما يُعرف بـ"الترحيل الطوعي"، وهو إجراء يُروج له باعتباره وسيلة سهلة وفعالة من حيث التكلفة لدفع المهاجرين غير الشرعيين إلى مغادرة الولايات المتحدة دون الحاجة إلى عمليات ترحيل قسرية مكلفة.
وقال بيت فلوريس، المفوض المؤقت لهيئة الجمارك وحماية الحدود الأميركية: "يوفر التطبيق وسيلة مباشرة للأجانب المقيمين بشكل غير قانوني في الولايات المتحدة للإعلان عن نيتهم المغادرة طوعًا، مما يمنحهم فرصة الرحيل قبل مواجهة عواقب أكثر صرامة."
مع تولي ترامب منصبه، توقفت النسخة السابقة من التطبيق، المعروفة باسم "CBP One"، عن قبول طلبات اللجوء، وتم إلغاء عشرات الآلاف من المواعيد . وبين يناير 2023 و2025، دخل أكثر من 900 ألف شخص إلى الولايات المتحدة بموجب "إفراج مشروط" عبر هذا التطبيق، في الغالب لمدة عامين، وفق شبكة آيه بي سي الإخبارية.

موقف متشدد تجاه الهجرة غير الشرعية

وتعكس هذه التعديلات التزام إدارة ترامب بموقفها المتشدد تجاه الهجرة غير الشرعية، حيث دعت مرارًا المهاجرين غير الشرعيين إلى مغادرة البلاد.
وفي تعليق لها على منصة X، قالت وزيرة الأمن الداخلي، كريستي نويم "يوفر تطبيق CBP Home للأجانب فرصة لمغادرة البلاد الآن وترحيل أنفسهم ذاتيًا، مما قد يمنحهم إمكانية العودة بشكل قانوني في المستقبل لتحقيق الحلم الأميركي. وإذا لم يفعلوا ذلك، فسنجدهم، وسنرحلهم، ولن يتمكنوا من العودة أبدًا".
لكن يبقى التساؤل قائمًا حول مدى إقبال المهاجرين غير الشرعيين على استخدام التطبيق الجديد، وما الذي تأمل الإدارة فعلا تحقيقه من هذه المنصة.

دائرة الهجرة والجمارك الأميركية (ICE)

خلق ثقافة الخوف

تقول كولين بوتزل-كافاناغ، المحللة السياسية في معهد سياسة الهجرة: "لست متأكدة تمامًا من نواياهم، (إدارة ترامب)، لكن يبدو أنهم يخلقون ثقافة خوف حول الهجرة، سواء من خلال الاعتقالات التي تنفذها دائرة الهجرة والجمارك الأميركية (ICE) أو إرسال المهاجرين إلى معسكر احتجاز في خليج غوانتانامو. هذا التطبيق قد يكون جزءًا من حملة علاقات عامة مدروسة لدفع المزيد من المهاجرين لمغادرة الولايات المتحدة".
يُذكر أن بعض المهاجرين غير الشرعيين كانوا قد غادروا البلاد طواعية حتى قبل تنصيب ترامب، وإن كان من غير الواضح عددهم.
ومع ذلك، فإن عمليات القمع الجماعي السابقة ضد الهجرة غير الشرعية، وأبرزها الحملة العسكرية في منتصف الخمسينيات، التي أشاد بها ترامب مرارًا، دفعت حتى بعض المهاجرين الذين كانوا مقيمين بشكل قانوني إلى مغادرة الولايات المتحدة.

حمل التطبيق

© 2025 blinx. جميع الحقوق محفوظة

© 2025 blinx. جميع الحقوق محفوظة