بدأت الولايات المتحدة إرسال دفعات من المهاجرين الذين تصفهم بالخطيرين إلى معتقل غوانتانامو سيئ السمعة، وذلك بعد إصدار الرئيس الأميركي دونالد ترامب، الأسبوع الماضي، أمرا لوزارتي الدفاع والأمن الداخلي بإعداد مركز لاحتجاز 30 ألف شخص.
وافتُتح معتقل غوانتانامو في عام 2002 داخل قاعدة عسكرية أميركية في كوبا، كجزء من "الحرب على الإرهاب" التي أطلقها الرئيس الأسبق جورج بوش الابن، عقب هجمات 11 سبتمبر. وسرعان ما أصبح المعتقل رمزا للانتهاكات الحقوقية، بسبب ظروف الاعتقال القاسية وممارسات التعذيب التي واجهت انتقادات واسعة من المنظمات الحقوقية.
وفي إطار حملته الموسعة لمكافحة الهجرة غير النظامية، نفذ ترامب مداهمات استهدفت منازل المهاجرين غير النظاميين، تبعها اعتقالهم وترحيلهم عبر طائرات عسكرية. كما أعطى القضية بعدا دوليا، مهددا كولومبيا بفرض عقوبات ورسوم جمركية بعد أن أصدر رئيسها أمرا بإعادة طائرتين أميركيتين كانتا تقلان مهاجرين مُرحّلين.. فماذا نعرف عن معتقل غوانتانامو؟ وما الذي تتضمنه خطة ترامب؟
اعرف أكثر
أعلن البنتاغون وصول 10 مهاجرين "يشكلون تهديدا كبيرا" إلى معتقل غوانتانامو، وجرى احتجازهم في مرافق شاغرة داخل القاعدة. وأشار البيان إلى أنهم "أجانب غير نظاميين"، في حين أكدت وزارة الدفاع الأميركية أن الإجراء يهدف إلى ضمان احتجازهم الآمن إلى حين ترحيلهم إلى بلدانهم الأصلية أو أي وجهة بديلة.
وقالت المتحدثة باسم البيت الأبيض، كارولاين ليفيت، إن المهاجرين الذين وصلوا كانوا 10 أعضاء من العصابة العابرة للحدود "ترين دي أراغوا"، وهي إحدى العصابات التي تعتبرها الولايات المتحدة خطرا إقليميا.
وأوضح توم هومان، مسؤول الحدود، أن إدارة الهجرة والجمارك ستدير المنشأة الموسعة في غوانتانامو، مع بقاء تفاصيل الخطة الكاملة غير واضحة حتى الآن.
وأكد ترامب أن المنشأة الموسعة ستكون قادرة على احتجاز "أسوأ الأجانب المجرمين"، وهي خطوة يعتبرها جزءا من حملته المستمرة لترحيل المهاجرين الذين دخلوا الولايات المتحدة بشكل غير قانوني.
يُعرف غوانتانامو تاريخياً باحتجاز المشتبه بهم في قضايا الإرهاب عقب هجمات 11 سبتمبر.
لكنه يضم أيضا مركزا أصغر يُستخدم منذ عقود لاحتجاز المهاجرين الذين يتم اعتراضهم أثناء محاولتهم الوصول إلى الولايات المتحدة عبر البحر، وغالبيتهم من كوبا وهايتي.
وأشار هومان إلى أن المركز الحالي سيتم توسيعه ليشمل مرافق إضافية لاستيعاب المهاجرين ذوي الأولوية العالية.
تعهد ترامب بترحيل ملايين المهاجرين، لكن الميزانية الحالية لإدارة الهجرة والجمارك لا تكفي إلا لاحتجاز نحو 41 ألف شخص.
ويجري حاليا احتجاز المهاجرين في مراكز احتجاز متعددة، بما في ذلك مراكز تابعة للشركات الخاصة، وسجون محلية، ومراكز معالجة.
لكن المشكلة الأكبر تكمن في عدم وجود مرافق كافية لاحتجاز العائلات، والتي تشكل ثلث الوافدين على الحدود الجنوبية للولايات المتحدة.
استأجرت الولايات المتحدة القاعدة البحرية في غوانتانامو من كوبا منذ أكثر من قرن، رغم اعتراض كوبا على ذلك واعتبارها أراضي القاعدة محتلة بشكل غير قانوني. وترفض عادة دفع الإيجار الاسمي من الولايات المتحدة.
وفي رد فعل على خطة ترامب، وصف الرئيس الكوبي، ميغيل دياز كانيل، الخطوة بأنها "عمل وحشي"، منتقدا استغلال القاعدة لأغراض تتعارض مع القوانين الدولية.