فضيحة Signal جديدة.. هل هدد توقيت "ضربة الحوثي" حياة طياري F18؟
نشرت مجلّة "
ذي أتلانتيك"، الأربعاء، خطط الجيش الأميركي لتوجيه ضربات على معاقل للحوثيين في اليمن والتي تلقّاها رئيس تحريرها عن طريق الخطأ، في حين أكّدت إدارة ترامب، الثلاثاء، أن هذه المعلومات لم تكن مشمولة بالسرّية الدفاعية.
وتضمّن هذا المقال الثاني بعد ذاك الذي صدر الإثنين، وفجّر القضيّة لقطات لرسائل من وزير الدفاع الأميركي بيت هيغسيث تظهر المواعيد المحدّدة للضربات على مواقع الحوثيين في اليمن قبل ساعتين من شنّها في 15 مارس.
وكانت قد نشرت مقالها الأوّل في هذا الصدد تحت عنوان "حكومة ترامب أرسلت إليّ خطأ خططها الحربية".
وضمت المجموعة السرية التي تناقش خططا حربية حساسة للغاية على تطبيق سيغنال للمراسلة المشفرة كبار مستشاري ترامب للأمن القومي للتنسيق بشأن اليمن.
تفاصيل محادثة سيغنال السرية
تروي "ذي أتلانتيك" في مقالها الجديد أنها تواصلت مع مسؤولين في الحكومة لمعرفة إن كانوا يوافقون على نشر مزيد من الرسائل تكون أكثر دقّة من تلك التي وردت في المقال الأوّل.
وأعرب البيت الأبيض عن عدم تأييده هذه الخطوة، بحسب "ذي أتلانتيك" التي نشرت بالرغم من ذلك فحوى المحادثات مع تمويه اسم عميل في "سي آي ايه".
وكتب وزير الدفاع بيت هيغسيث في المجموعة التي أنشأها مستشار الأمن القومي في البيت الأبيض مايك والتز "12:15 إقلاع إف-18 (أوّل سلسلة من الضربات)".
وأردف بأسلوب مقتضب أن الهدف "هو في موقعه المعروف وينبغي لنا أن نلتزم بالمواقيت وأيضا انطلاق ضربات المسيّرات (ام كيو-9)".
وأضاف "15:36 إف-18 بداية الضربة الثانية وأيضا إطلاق أولى توماهوك من البحر".
و"إف-18" هي طائرات حربية أميركية، في حين أن "إم كيو-9" هي مسيّرات هجومية أميركية و"توماهوك" صواريخ كروز.
ولم تتضمن المحادثة فيما يبدو أي أسماء أو مواقع محددة للمسلحين الحوثيين المستهدفين أو معلومات كان من الممكن استخدامها لاستهداف القوات الأمريكية التي تنفذ العملية.
بادرت الناطقة باسم البيت الأبيض كارولاين ليفيت إلى التعليق على المقال، معتبرة أن "ذي أتلانتيك أقرّت بأنها لم تكن خططا حربية".
وكتب تايلور بودوفيتش، معاون رئيسة المكتب الرئاسي على إكس أن "ذي أتلانتيك تخلّت عن روايتها بشأن خطط حرب ومن خلال الكشف عن المحادثة الكاملة، يقرّون بأنهم يكذبون لتدبير خدعة جديدة".
أما نائب الرئيس الأميركي جاي. دي. فانس الذي كان من بين المشاركين في مجموعة الدردشة عبر "سيغنال" والتي ضُمّ رئيس تحرير "ذي أتلانتيك" إليها عن طريق الخطأ، فاعتبر من جانبه أن المجلّة "بالغت" في المعلومات التي أفصحت عنها.
وتقول الصحيفة "لو وقعت هذه المعلومات وخاصة الأوقات الدقيقة لإقلاع الطائرات الأميركية باتجاه اليمن، في الأيدي الخطأ خلال تلك الساعتين الحاسمتين، لكان الطيارون الأميركيون وغيرهم من الأفراد الأميركيين معرضين لخطر أكبر مما يواجهونه عادة".
سعى دونالد ترامب إلى التخفيف من جسامة هذا الخطأ، واصفا إيّاه بـ"الهفوة".
وقال في مقابلة الأربعاء، مع صاحب البودكاست فينس كولانيز "لم يكن هناك من تفاصيل أو أيّ معلومة كانت لتقوّض العملية ولم يكن لذلك أيّ أثر على الهجوم الذي كلّل بالنجاح".
والثلاثاء، أشار ترامب إلى أن مايك والتز سيحجم "على الأرجح" في الوقت الراهن عن استخدام تطبيق الدردشة "سيغنال".
وأكّدت مديرة الاستخبارات الأميركية تالسي غابارد الثلاثاء، أن "ما من معلومات مصنّفة سرّية تمّ تشاركها" في مجموعة الدردشة تلك.
ديمقراطيون يطالبون بـ"المحاسبة"
سعى الديمقراطيون في الولايات المتحدة إلى محاسبة مسؤولين في إدارة ترامب الأربعاء، بسبب مناقشتهم خطط هجوم حساسة على تطبيق تراسل تجاري، قائلين إن أرواحا ربما كانت ستزهق إذا سقطت المعلومات في الأيدي الخطأ.
ودعا عضو جمهوري كبير بمجلس الشيوخ الأميركي، الأربعاء، إلى إجراء تحقيق رسمي.
وقال السناتور روجر ويكر، من ولاية مسيسيبي، ورئيس لجنة القوات المسلحة بمجلس الشيوخ، للصحفيين إنه والسناتور جاك ريد، كبير الديمقراطيين في اللجنة، سيطلبان من إدارة الرئيس دونالد ترامب سرعة إعداد تقرير المفتش العام وتقديم إحاطة سرية.
وعلق جيم هايمز، النائب الديمقراطي عن ولاية كونيتيكت، في جلسة استماع للجنة المخابرات في مجلس النواب بالقول "أعتقد أنه بفضل النعمة العظيمة من الرب، فإننا لسنا في حداد على طيارين قتلى الآن".
وأضاف هايمز "يعلم الجميع هنا أن الروس والصينيين ربما كانوا ليحصلوا على كل هذه المعلومات".
وشهد في جلسة الاستماع بشأن التهديدات العالمية اثنان من كبار المسؤولين من إدارة الرئيس دونالد ترامب الذين شاركوا في الدردشة، وهما تولسي جابارد مديرة المخابرات الوطنية وجون راتكليف مدير وكالة المخابرات المركزية (سي.آي.إيه).
البيت الأبيض يدافع عن سيغنال و"فريق الأمن القومي"
قال البيت الأبيض، الأربعاء، إن تطبيق سيغنال للتراسل تطبيق معتمد.
وأضافت كارولين ليفيت، المتحدثة باسم البيت الأبيض، أن التطبيق محمل على هواتف حكومية في وزارة الدفاع الأميركية (البنتاغون) ووزارة الخارجية والمخابرات المركزية (سي.آي.إيه).
وأكدت أن الرئيس الأميركي دونالد ترامب لا يزال يثق بفريقه للأمن القومي، وذلك لدى سؤاله عن إمكان الاستغناء عن أي من اعضاء هذا الفريق بعد تسريب مضمون محادثة عن الضربات الأميركية على اليمن.
وقالت ليفيت للصحافيين "ما يمكنني قوله في شكل مؤكد هو ما تحدثت للتو مع الرئيس في شأنه. هو لا يزال يثق بفريقه للأمن القومي".