بغياب عدالة انتقالية حقيقية، لم يستعد لبنان استقراره وبقي عرضة لجولات اقتتال وصراعات وأعمال عنف على وقع انقسامات طائفية وسياسية عميقة.
إلى ذلك، تتالت التدخلات الخارجية. فقد أحكمت سوريا التي كانت قواتها دخلت إلى لبنان عام 1976، أي بعد عام من بدء الحرب الأهلية، قبضتها على الحياة السياسية لمدة 30 عاما، تخللها عمليات اغتيال طالت سياسيين وصحافيين ومفكرين مناوئين لدمشق.
إلى ذلك، احتلت اسرائيل أجزاء من جنوب لبنان عام 1978، وشنّت اجتياحا عام 1982 فرضت خلاله حصارا على غرب بيروت، وشنّت حروبا متتالية ضدّ حزب الله، الفصيل العسكري الوحيد الذي احتفظ بسلاحه بعد انتهاء الحرب الأهلية، آخرها العام الماضي.
وخرج حزب الله المدعوم من طهران من تلك المواجهة أضعف في الداخل. ويشكل نزع سلاحه حاليا إحدى القضايا الخلافية المطروحة للنقاش على وقع ضغوط خارجية تقودها الولايات المتحدة.
لا يخفي نسيم أسعد، المقاتل السابق في الحزب الشيوعي، مخاوفه من عودة شبح الحرب.
ويقول لفرانس برس "ثمة قلق كبير من عودة الحرب، فالخطاب التحريضي ما زال قائما، وإذا أردت المقارنة بين الظروف التي بدأت معها الحرب عام 1975 وتلك الموجودة الآن، تجد أن الظروف الراهنة مشجعة أكثر".
على خطوط التماس السابقة بين عين الرمانة والشياح، تشهد أبنية على ضراوة المعارك.
لكن في الجهة الأخرى، في الشياح، اختفى مقاتلو الأمس: غادر المقاتلون الفلسطينيون لبنان بعد الهجوم الإسرائيلي عام 1982، وحلّ حزب الله تباعا مكان الأحزاب اليسارية.
منذ سنوات، ينشط أسعد الذي كان في الثامنة عشرة حين اندلعت الحرب، في صفوف جمعية "محاربون من أجل السلام" التي تضم مقاتلين سابقين من أحزاب عدة، أجروا مراجعة نقدية لتجربتهم وقرروا العمل من أجل السلام وتوعية الطلاب والشباب على مخاطر حمل السلاح.