الخارجية الأميركية لبلينكس: على حزب الله نزع سلاحه فورا دون شروط

في ظل تصاعد الجدل حول مستقبل سلاح "حزب الله" في لبنان، وجّهت بلينكس استفسارًا إلى وزارة الخارجية الأميركية حول موقفها من ربط ملف السلاح بالمفاوضات مع إيران، خاصة مع استعداد الحزب للمشاركة في مناقشة "الاستراتيجية الدفاعية الوطنية" بحسب ما أعلنه مسؤولون فيه.

ورغم أن الرد الأميركي لم يتطرق إلى إيران، فقد جاء حاسمًا ومباشرًا: "على حزب الله أن ينزع سلاحه فورًا - من دون شروط مسبقة ومن دون أي تأخير"، وفق ما أكده متحدث باسم وزارة الخارجية الأميركية في تصريح خاص لبلينكس.

وأضاف المتحدث أن "الولايات المتحدة كانت واضحة، علنا وسرا، بشأن هذه المسألة"، معتبرا أن "الوقت قد حان لكي تبسط الحكومة اللبنانية الشرعية سيطرتها الكاملة على أراضيها".

كما أشار إلى أن نائبة المبعوث الأميركي إلى الشرق الأوسط، مورغان أورتاغوس، جدّدت خلال زيارتها إلى بيروت بين 4 و6 أبريل، موقف واشنطن القاضي بأن السلام والاستقرار لا يمكن أن يتحققا إلا بعد نزع سلاح حزب الله بالكامل، وبسط الدولة اللبنانية احتكارها الكامل للقوة.

وتابع المتحدث: "احترام سيادة لبنان هو عنصر أساسي في اتفاق وقف الأعمال العدائية، وقدرة حزب الله على جرّ لبنان إلى حرب نيابة عن حماس تثبت أنه، لا غيره، يشكل التهديد الأكبر لسيادة البلاد"، مشيرا إلى دعم بلاده للجيش اللبناني "ليتمكن من تنفيذ الاتفاق وتوفير الأمن للشعب اللبناني".

وفي وقت تتزايد الدعوات لتجريد الحزب من سلاحه، نقلت وكالة رويترز عن مسؤول كبير في حزب الله أن الجماعة مستعدة لبحث ملف سلاحها مع الرئيس اللبناني، جوزيف عون، إذا انسحبت إسرائيل من 5 نقاط في جنوب لبنان وأوقفت هجماتها.

كما قال النائب حسن فضل الله إن الحزب منفتح على النقاش حول استراتيجية وطنية للدفاع، شرط أن تركز على مواجهة الاعتداءات الإسرائيلية وتحرير الأرض، مؤكدا استعداد الحزب للحوار "عندما يضع رئيس الجمهورية أسسا وطنية واضحة لإدارته".

وكانت ثلاثة مصادر سياسية لبنانية قد قالت لرويترز إن الرئيس اللبناني، جوزيف عون، ينوي فتح قنوات حوار مع الحزب بشأن ترسانته، تطبيقًا لتعهداته بأن يكون السلاح حصريًا بيد الدولة.

وقالت المصادر إن عون يعتبر أن معالجة هذا الملف يجب أن تتم بالحوار، لأن أي محاولة لنزع السلاح بالقوة قد تؤدي إلى نزاع.

كما نقلت رويترز عن الوزير كمال شحادة قوله إن "تحديد جدول زمني هو السبيل الوحيد لحماية المواطنين من الهجمات المتكررة التي تدمر الاقتصاد وتزهق الأرواح"، مشيرا إلى إمكانية نزع السلاح في غضون ستة أشهر.

وتزامن النقاش مع تغيرات إقليمية لافتة، أبرزها "ضعف كبير في قدرات حزب الله بعد الصراع الأخير مع إسرائيل عام 2024، ومقتل قادة بارزين وتدمير قسم كبير من ترسانته الصاروخية"، بالتزامن مع انهيار خطوط الإمداد من سوريا بعد الإطاحة ببشار الأسد.

ورغم إعلان الحزب التزامه بوقف إطلاق النار وعدم وجود مسلحين له جنوب الليطاني، إلا أن إسرائيل ما زالت تحتفظ بخمس نقاط داخل الأراضي اللبنانية، وقد قررت عدم الانسحاب منها "حتى يسمح الوضع الأمني بذلك".

وبعد نشر تصريحات مسؤوليه، أصدر المكتب الإعلامي لحزب الله بيانًا قال فيه إن المعلومات المنشورة في "بعض وسائل الإعلام" والمنسوبة إلى مصادر في الحزب "عارية عن الصحة جملة وتفصيلًا"، من دون أن يسمي "رويترز" أو يحدد ما يراه غير دقيق.