سياسة

ليلة دامية واشتباكات طائفية.. ماذا يحصل في جرمانا السورية؟

نشر
blinx
 & 
شهدت ضاحية جرمانا الواقعة جنوب شرق دمشق ليلة دامية، إثر اندلاع اشتباكات مسلحة عنيفة ذات طابع طائفي بين مجموعات مسلحة، في سياق توتر متصاعد أثار قلقًا داخليًا وتحذيرات دولية.
وبحسب المرصد السوري لحقوق الإنسان، فقد قتل ما لا يقل عن أربعة مسلحين دروز في هذه المواجهات، فيما تحدثت شبكات محلية عن مقتل خمسة على الأقل، إلى جانب إصابة ستة أشخاص آخرين بجروح متفاوتة.
ولاحقا، نقلت رويتر عن عمال إنقاذ محليين، تأكيدهم أن الاشتباكات أدت إلى مقتل 13 شخصا.

كيف بدأت الاشتباكات؟

الاشتباكات بدأت بعدما اقتحمت قوات أمنية أحياء في جرمانا، على خلفية تسجيل صوتي منسوب لمواطن درزي، يتضمن إساءات دينية، بحسب رواية المرصد، ولكن الداخلية السورية قالت إن الاشتباكات وقعت بين مجموعات لمسلحين، بعضهم من خارج المنطقة وبعضهم الآخر من داخلها، وقد أسفرت هذه الاشتباكات عن وقوع قتلى وجرحى، من بينهم عناصر من قوى الأمن المنتشرة في المنطقة.
وأضافت: على إثر ذلك، توجهت وحدات من قوى الأمن العام مدعومة بقوات من وزارة الدفاع لفض الاشتباك وحماية الأهالي والحفاظ على السلم المجتمعي، كما تم فرض طوق أمني حول المنطقة لمنع تكرار أي حوادث مشابهة.
وقد اعتبر التسجيل بمثابة الشرارة التي أطلقت موجة من التحريض الطائفي، تجلت في مظاهرات غاضبة في جامعات حلب وحمص، وانتشار مشاعر كراهية دفعت إلى حملة ميدانية مسلحة، وصفها المرصد بأنها "حملة مدروسة وممنهجة".
وذكرت وزارة الداخلية السورية في بيانها أنها تتابع عن كثب التحقيقات لتحديد هوية صاحب التسجيل وتقديمه للعدالة، مشددة على ضرورة عدم الانجرار إلى أعمال قد تهدد النظام العام.

ماذا قال السكان المحليون؟

وأكد سكان محليون لوكالة فرانس برس أن الاشتباكات التي دارت قرابة النصف ساعة كانت مصحوبة بإطلاق نار كثيف وقذائف، ما دفع بالعائلات إلى الاحتماء داخل منازلها.
وذكر أحد السكان، متحفظًا عن اسمه لأسباب أمنية، أن الشوارع خلت في اليوم التالي من الحركة، ولم يتمكن الأطفال من التوجه إلى مدارسهم. وأضاف: "حوصرنا في منازلنا مع استمرار سماع رشقات متقطعة".

إدانة للهجوم على جرمانا

في السياق ذاته، قالت الهيئة الروحية لطائفة المسلمين الموحدين الدروز في بيان إنها تدين "الهجوم المسلح غير المبرر على مدينة جرمانا، الذي استُخدمت فيه مختلف أنواع الأسلحة، واستهدف المدنيين الأبرياء"، محملة السلطات "المسؤولية الكاملة عما حدث، وعن أي تطورات لاحقة أو تفاقمٍ للأزمة".
من جهة أخرى، وثّق المرصد السوري لحقوق الإنسان أن قوات الأمن نفذت عملية عسكرية انطلقت من حي النسيم، استخدمت خلالها الأسلحة المتوسطة والخفيفة، وأصابت أحياء سكنية مأهولة، ما أدى إلى تصاعد التوتر والفوضى، وسط مناشدات من وجهاء المنطقة وعقلائها بضرورة التدخل الفوري لتفادي اندلاع فتنة أوسع.
وتسود مخاوف حقيقية من انتقال الصدامات إلى مناطق أخرى، لا سيما بعد أحداث دامية في الساحل السوري الشهر الماضي راح ضحيتها أكثر من 1700 شخص معظمهم من الطائفة العلوية.

حمل التطبيق

© 2025 blinx. جميع الحقوق محفوظة

© 2025 blinx. جميع الحقوق محفوظة