هل تُحاصر إيران؟.. 60٪ تخصيب و10 قنابل محتملة
"نحو 42 كيلوغرامًا من اليورانيوم المخصب بنسبة 60% تُعد كافية نظريًا لصنع قنبلة نووية واحدة إذا تم تخصيبها إلى 90%"، وإيران لديها "408.6 كيلوغرمات من اليورانيوم المخصب حتى نسبة 60%".
وتاليا فإن كمية 408.6 كيلوغرامات من اليورانيوم المخصب بنسبة 60% قد تكفي نظريًا لإنتاج نحو 10 قنابل نووية، إذا تم تخصيبها إلى 90%.
ففي توقيت بالغ الحساسية، خرج تقرير سري للوكالة الدولية للطاقة الذرية إلى العلن، كاشفًا عن ارتفاع لافت في مخزون إيران من اليورانيوم المخصب بنسبة 60%، وهي نسبة قريبة جدًا من عتبة 90% المستخدمة في الأغراض العسكرية.
التقارير المتداولة، التي اطلعت عليها وكالات دولية مثل رويترز، فرانس برس، أسوشييتد برس، ووسائل إعلام أميركية وإسرائيلية، توثق هذا التراكم الجديد في وقت لا تزال المحادثات بين واشنطن وطهران تدور من دون اتفاق نهائي، وسط تحذيرات غربية متصاعدة من أنشطة نووية غير معلنة، ودعوات عاجلة لإيران بالتعاون الكامل مع التحقيقات المفتوحة.
وبينما تؤكد طهران الطابع السلمي لبرنامجها النووي، ترتفع وتيرة القلق الدولي وتزداد الدعوات لاتخاذ خطوات ملموسة، وسط تساؤلات حول مدى التزام إيران بمعاهدة منع الانتشار النووي.
مخزون يتضخم.. والعتبة النووية تقترب
بحسب تقرير صادر عن الوكالة الدولية للطاقة الذرية، واطّلعت عليه وكالة أسوشييتد برس، بلغ مخزون إيران من اليورانيوم المخصب بنسبة 60% نحو 408.6 كيلوغرامات حتى 17 مايو، بزيادة قدرها 133.8 كيلوغرام مقارنة بتقرير فبراير الماضي، أي بنسبة تقارب 50%.
وقد وصفت الوكالة في تقريرها، بحسب فرانس برس، هذه الزيادة بأنها "كبيرة" ومصدر "قلق كبير"، مشيرة إلى أن إيران هي الدولة غير النووية الوحيدة التي تنتج هذه المادة بهذا المستوى.
مواقع مغلقة وتحقيقات معطّلة
بحسب تقرير شامل صدر بطلب من مجلس محافظي الوكالة الدولية في نوفمبر، وأوردت تفاصيله فرانس برس ورويترز، فإن إيران قامت بتنفيذ أنشطة نووية غير معلنة في مواقع لم تُصرّح بها للوكالة، هي: لاويسان شيان، وورامين، وتورقوز آباد.
التقرير أوضح أن هذه المواقع، إلى جانب مواقع أخرى محتملة، كانت جزءًا من "برنامج نووي منظم غير معلن نفذته إيران حتى أوائل العقد الأول من القرن الـ21"، وأن بعضها استخدم مواد نووية غير معلن عنها.
كما لفتت الوكالة إلى أن إيران "نظّفت" هذه المواقع ولم تقدم "إجابات ذات مصداقية من الناحية الفنية"، ما أدى إلى عرقلة أنشطة التحقيق، وفق ما نقلته فرانس برس.
واشنطن وطهران.. مفاوضات بلا موعد واضح
أفادت فرانس برس بأن إيران والولايات المتحدة أجرتا 5 جولات من المحادثات بوساطة عمان منذ أبريل، من دون تحقيق تقدم حاسم حتى الآن.
وبينما أكد الرئيس الأميركي، دونالد ترامب، أن البلدين "قريبان جدًا من اتفاق"، قال وزير الخارجية الإيراني، عباس عراقجي، عبر منصة "إكس" إنه "غير واثق" من أن اتفاقًا "وشيك".
وتختلف الرؤى بين الجانبين حول استمرار تخصيب اليورانيوم، الذي تعتبره طهران "حقًا" في إطار الطاقة النووية السلمية، بينما تراه واشنطن "خطًا أحمر" في أي اتفاق مستقبلي.
تحذيرات إسرائيلية وعقوبات وشيكة
وفق فرانس برس، وصف مكتب رئيس الوزراء الإسرائيلي، بنيامين نتنياهو، تقرير الوكالة الدولية بأنّه "إشارة إنذار واضحة"، مؤكدًا أن إيران "مصممة تمامًا على استكمال برنامجها النووي العسكري".
واعتبر البيان الإسرائيلي أن مستوى التخصيب "لا يمكن تبريره بأي غرض مدني"، داعيًا المجتمع الدولي إلى التحرك فورًا.
كما أوردت واشنطن بوست أن الدول الأوروبية قد تتجه إلى تفعيل آلية "العودة التلقائية" للعقوبات (Snapback) التي كانت قد رُفعت بموجب الاتفاق النووي لعام 2015، قبل حلول أكتوبر، تاريخ انتهاء صلاحية هذا الخيار.
ووفق وول ستريت جورنال، فقد حذّرت إيران من أنها قد تنسحب من معاهدة عدم الانتشار النووي وتُغيّر عقيدتها النووية في حال أُعيد فرض العقوبات عليها.