سفينة مساعدات غزة.. رحلة "مادلين" من إيطاليا حتى الترحيل
أعلنت إسرائيل، الثلاثاء، أن الناشطة البيئية السويدية غريتا تونبرغ رحلت من البلاد بطائرة متجهة إلى السويد عبر فرنسا، بعد توقيفها مع عدد من الناشطين المؤيدين للقضية الفلسطينية على متن السفينة الشراعية "مادلين" أثناء محاولتهم كسر الحصار المفروض على قطاع غزة.
وفي سياق متصل، قال وزير الخارجية الفرنسي جان-نويل بارو الثلاثاء إن ناشطَين فرنسيَين كانا على متن السفينة، قَبِلا ترحيلهما من إسرائيل، في حين رفض أربعة آخرون من بينهم النائبة الأوروبية اليسارية ريما حسن.
وقال بارو للصحافيين "حتى الآن، وافق اثنان منهم على توقيع استمارة الترحيل التي تسمح لهما بالعودة ورفض أربعة منهم ذلك"، مضيفا أن ريما حسن كانت من بين الذين رفضوا.
ووصلت السفينة مادلين مساء الإثنين إلى ميناء أشدود الإسرائيلي، وفقا لمصور فرانس برس، بعد أن اعترضتها إسرائيل فجرا أثناء محاولتها الوصول إلى قطاع غزة وهي تحمل مساعدات إنسانية وعلى متنها 12 ناشطا مؤيدين للقضية الفلسطينية.
واعترضت السلطات الإسرائيلية السفينة مادلين التي كانت متجهة إلى غزة تضامنا مع أهالي القطاع المحاصرين وغيرت مسارها ليل الأحد الاثنين إلى أحد موانئها على أن يعود الناشطون ومن بينهم السويدية غريتا تونبرغ إلى بلدانهم.
وقالت وزارة الخارجية الإسرائيلية في بيان إن السفينة الشراعية "تتجه بأمان إلى سواحل إسرائيل ومن المقرر أن يعود الركاب إلى بلدانهم".
ونشرت الوزارة مشاهد تظهر توزيع الطعام والمياه على الناشطين الذين ارتدوا سترات النجاة.
وقرب ميناء أشدود تجمع متظاهرون رافعين الأعلام الفلسطينية ولافتات كتب عليها "حرروا غزة" و"قاوموا الإبادة" و"لا تلزموا الصمت".
أبحر الناشطون وهم 12 فرنسيا وألمانيا وبرازيليا وتركيا وسويديا وإسبانيا وهولنديا في الأول من يونيو من إيطاليا بهدف "كسر الحصار الإسرائيلي" المفروض على قطاع غزة الذي يعاني وضعا إنسانيا كارثيا بعد عشرين شهرا على اندلاع الحرب فيه.
وما إن اقتربت السفينة من غزة رغم تحذيرات إسرائيل التي أصدرت الأوامر لجيشها بمنعها من الوصول إلى القطاع.
خلال الليل، أعلن تحالف أسطول الحرية المنظم للرحلة أن الجيش الإسرائيلي اعترض المركب.
وكتب التحالف عبر تلغرام "الاتصال انقطع مع السفينة مادلين. الجيش الإسرائيلي صعد على متن السفينة"، مضيفا أن القوات الاسرائيلية "اختطفت" طاقم السفينة.
وإلى جانب الناشطة البيئية غريتا تونبرغ، تشارك في الرحلة النائبة الأوروبية الفرنسية الفلسطينية ريما حسن وهي من أوساط اليسار.
وندد تحالف اسطول الحرية بـ"انتهاك واضح للقوانين الدولية" مؤكدا أن الاعتراض تم في المياه الدولية.
ولم تُحدد إسرائيل مكان اعتراض السفينة.
قالت مسؤولة التحالف هويدا عراف "لا تملك إسرائيل السلطة القانونية لاحتجاز المتطوعين الدوليين على متن مادلين".
وقالت تونبرغ في مقطع فيديو سجّلته مسبقا شاركه تحالف أسطول الحرية "إذا شاهدتم هذا الفيديو، يعني أنه تم اعتراضنا واختطافنا في المياه الدولية".
مركز "عدالة" القانوني لحقوق الأقلية العربية في إسرائيل والذي يمثّل الناشطين قانونيا وفق بيان أصدره، قال إن السلطات الإسرائيلية تستخدم "استمرار فرض الحصار غير القانوني على غزة كمبرر لاحتجاز نشطاء دوليين، من بينهم أطباء وصحفية ونائب برلمان من دول مختلفة".
وتابع المركز "إن هؤلاء الأفراد نفذوا مهمتهم احتجاجا على الجرائم غير المحتملة والمستمرة التي ترتكبها إسرائيل بحق المدنيين الفلسطينيين في غزة. على الدول والمجتمع الدولي أن يطالبوا فورا بالإفراج عن النشطاء الـ12 المحتجزين، وبالوقف الفوري للجرائم التي دفعتهم إلى التحرك".
واستنكرت إيران الاثنين اعتراض السفينة ووصفته بأنه "قرصنة"، كما وصفته تركيا بأنه "هجوم شائن".
من جهتها، قالت منظمة العفو الدولية إن "اعتراض إسرائيل للسفينة مادلين واحتجاز طاقمها هو انتهاك للقانون الدولي".
بدورها، أعربت باريس عن رغبتها في "تسهيل العودة السريعة إلى فرنسا" للمواطنين الستة الذين كانوا على متنها.
اتهمت الحكومة الإسرائيلية الاثنين "غريتا تونبرغ والآخرين بمحاولة القيام باستفزاز إعلامي هدفه الوحيد الدعاية".
واتهم الوزير كاتس الناشطين بأنهم "أبواق دعاية لحماس".
وأضاف "لن تسمح دولة إسرائيل لأي شخص بكسر الحصار البحري على غزة الذي هدفه الرئيسي منع وصول الأسلحة إلى منظمة حماس الإرهابية المجرمة التي تحتجز رهائننا وترتكب جرائم حرب".
في العام 2010، قتل عشرة ناشطين كانوا ضمن أسطول دولي يضم ثماني سفن شحن تقل نحو 700 شخص أبحروا من تركيا في محاولة لكسر الحصار على قطاع غزة، عندما اقتحمت القوات الإسرائيلية السفن.