من الفيزياء لإزالة الألغام.. كيف غيّرت طفلة مصير "هبة" السورية؟
ترتدي السورية هبة كدع، 29 عاما، سترة وخوذة بينما تعمل بجد على التخلص من ذخائر غير منفجرة من مواقع مختلفة في ريفي حلب وإدلب بعد حرب استمرت 14 عاما.
وأمضت خريجة الفيزياء السنوات الثلاث الماضية في التوعية بمخلفات الحرب ضمن فريق تدعمه منظمة "هالو تراست"، وهي منظمة غير حكومية متخصصة في إزالة الألغام الأرضية وغيرها من مخلفات الحرب.
وقبل أربعة أشهر فقط بدأت هبة المشاركة في نشاط إزالة وتدمير الذخائر غير المنفجرة.
وقالت هبة إنها وفريقها المؤلف من امرأتين وثلاثة رجال يزيلون شهريا ما بين 100 و200 نوع مختلف من مخلفات الحرب، منها قذائف وألغام وقذائف مورتر.
وقالت لتلفزيون رويترز "يعني شهريا احنا بنزيل مخلفات بين 100 و200 مخلف حربي متعدد الأنواع، كان قذائف، ألغام، فيوزات، مورتر".
وأضافت "لما تحررت سوريا، صار فيه انتشار لمخلفات حرب كتير في مناطق كتير. كنا حقيقة أمام كارثة إنسانية".
ومضت قائلة "نحنا أثبتنا أن النساء قادرات تتميز، وبرزت كفاءتهن بهذا المجال. اشتغلت صف لصف مع الشباب، وأدت عملها بكل كفاءة، حافظت أول شيء على أطفالها، وحافظنا على حياة الملايين الموجودين في محيطنا".
وأوضحت هبة، التي تعيش مع أسرتها في ريف إدلب، أنها أكملت عدة دورات تدريبية للتحضير لمخاطر إزالة الألغام.
وقالت "خضعت لدورات متعددة من مدربين أجانب ومدربين عرب في هذا المجال وبروتوكولات السلامة والأمن المعتمدة دوليا وطريقة إزالة مخلفات الحرب بطريقة آمنة وصحيحة بحيث احنا نحافظ على حمايتنا أولا، وبعدين نحافظ على حماية الأشخاص الموجودين".
طفلة دفعتها لـ"عمل إنساني"
وأكدت قائلة "هو مو عمل وظيفي؛ هو عمل إنساني. لازم أشتغل فيه أول شيء لحماية أهلي وحماية الناس المحيطين".
وعن وفاة قريبة لها في عام 2019 بينما كانت تلهو بقذيفة غير منفجرة قالت "أنا عشت حالة لأحد أقربائي. هي بتلعب بمقذوف، طفلة عمرها تسع سنين، فانفجر فيها وتوفت هاي الطفلة. نتيجة هاي الحالة اللي صابتني قررت إني أشتغل في التوعية في البداية. لكن مع كثرة حالات الإصابة، صار لازم نشتغل على إزالة هاي المخلفات لأن صار الخطر كتير كبير".
وفي تأكيد لشعورها بواجبها في حماية من حولها، قالت "مع كل رجعة شخص على بيته، بيتم إبلاغنا عن مخلف جديد. عدد البلاغات كتير يا اللي عم بيوصلنا خلال اليوم، وما فينا نلحق عليها".
وقال أحمد جدوع، الذي يعمل أيضا مع منظمة هالو تراست، "بالنسبة لهبة فإنها تؤدي مهامها بشكل كتير كويس. كل شي بينطلب منها بتؤديه لكن بعض الشغلات احنا بنساعدها فيها. بالعكس وجود النساء ضمن الفريق، هذا شيء كويس".
وأُطيح بالرئيس السوري السابق بشار الأسد في ديسمبر 2024، مما أنهى حربا استمرت 14 عاما وأسفرت عن مقتل مئات الآلاف ونزوح الملايين وتدمير أنحاء واسعة من سوريا.