طهران تنسحب بصمت وبعبارة "بلا معنى".. لا مفاوضات مع أميركا الأحد
في يومٍ تصاعدت خلاله التوترات بين إيران وإسرائيل على خلفية ضربات جوية استهدفت منشآت نووية ومراكز عسكرية، بقي سؤال واحد معلّقًا: هل ستُعقد الجولة السادسة من المحادثات النووية مع واشنطن في مسقط الأحد؟
ثم جاء الجواب من وزير الخارجية العماني، مساء السبت، الذي قال إن المحادثات بين أميركا وإيران المقررة غدا لن تعقد.
وقبل هذا الإعلان، ورغم اتساع رقعة الضربات الإسرائيلية التي استهدفت منشآت في نطنز وفوردو وأصفهان وطهران، ورغم مقتل شخصيات قيادية بارزة، لم تصدر طهران موقفًا رسميًا حاسمًا بإلغاء الجولة التفاوضية المقبلة.
فاكتفت حينها بتوصيف المحادثات بأنها "عديمة المعنى" و"بلا مبرر"، بينما ظلّ القرار النهائي بشأن المشاركة قيد الترقب، وفق ما نقله المتحدث باسم وزارة الخارجية إسماعيل بقائي.
وفي وقت باتت طهران "غير آمنة"، بحسب وصف الجيش الإسرائيلي، الذي أكد أنه بات يتمتع بـ"حرية الحركة في الأجواء من غرب إيران حتى طهران"، تقف إيران أمام خيارين: التصعيد الميداني أو الانخراط في مسار دبلوماسي معقّد أصبح أكثر هشاشة من أي وقت مضى.
قال وزير الخارجية العماني، مساء السبت، إن المحادثات بين أميركا وإيران المقررة الأحد لن تعقد.
وحتى صباح السبت 14 يونيو، بقيت الجولة السادسة من المفاوضات النووية بين الولايات المتحدة وإيران، والمقررة الأحد في سلطنة عُمان، معلقة على قرار إيراني لم يُحسم، وفق ما أوردته نيويورك تايمز.
طهران وصفت المحادثات بأنها بلا معنى، بعد الهجمات الإسرائيلية التي وصفتها بأنها استهدفت "قلب برنامجها النووي"، بحسب تصريح لنتنياهو نفسه.
وقال إسماعيل بقائي، المتحدث باسم الخارجية الإيرانية، إن القرار بخصوص مشاركة طهران في محادثات الأحد "لا يزال غير واضح"، بينما أشارت وكالة أنباء إيران إلى أن المفاوضات "قد لا تُجرى"، بحسب تصريحات وزير الخارجية عباس عراقجي، الذي أكّد أن لا مبرر للحوار في ظل ما وصفه بـ"الهجمات الهمجية".
واشنطن تدعو للتفاوض وطهران تندد بالتواطؤ
في مواجهة الضربات، صعّدت طهران من لهجتها تجاه واشنطن، متهمة إياها بـ"الدعم المباشر" للهجمات الإسرائيلية، وفق ما ورد في بيان عراقجي خلال اتصال مع ممثلة الاتحاد الأوروبي للشؤون الخارجية كايا كالاس.
كذلك، قال بقائي إن الولايات المتحدة "تزعم أنها تريد الحوار"، لكنها "تمنح الضوء الأخضر لإسرائيل لضرب الأراضي الإيرانية"، على حدّ وصفه.
في المقابل، أكدت إدارة الرئيس الأميركي، دونالد ترامب، أنها لا تسعى إلى التصعيد، بل تدعو إيران للعودة إلى طاولة الحوار، وهو ما عبّر عنه المسؤول في الخارجية الأميركية ماكوي بيت خلال جلسة لمجلس الأمن، قائلًا إن "القيادة الإيرانية سيكون من الحكمة لها أن تفاوض الآن".
وكتب ترامب على وسائل التواصل الاجتماعي أن إيران إن لم تتجاوب مع المطالب، فستواجه "هجمات أكثر قسوة"، وحذّر من أن الضربات المقبلة ستكون أكثر عنفًا إن لم تبرم طهران اتفاقًا".
منشآت متضررة لا مشلولة.. "القدرات النووية ما زالت قائمة"
رغم استهداف مواقع عدة بينها نطنز وفوردو وأصفهان، لم تُسجل أضرار غير قابلة للعكس في البنية النووية الإيرانية، بحسب تحليل خبراء ومراكز أبحاث نقلته واشنطن بوست.
فالمواقع المدفونة مثل فوردو بقيت سليمة، والأجهزة المستخدمة لتخصيب اليورانيوم ما زالت قائمة.
وأكد ريتشارد نيفيو، المفاوض الأميركي السابق، أن الخطر لا يزال قائمًا، مضيفًا: "ما لم أعرف أين خُزّن اليورانيوم عالي التخصيب، فلن أطمئن".
من جهتها، أشارت كيلسي دافنبورت من جمعية مراقبة التسلح إلى أن إسرائيل لا تملك الوسائل العسكرية لتدمير منشآت مثل فوردو من دون دعم أميركي مباشر.
الضربات دمّرت محطة كهرباء ومنشآت سطحية في نطنز، لكنها لم تؤثر على القدرة الشاملة لإنتاج الوقود النووي، بحسب تقرير صادر عن مؤسسة أولبرايت.
كما بقي مصنع أجزاء أجهزة الطرد المركزي سليمًا، وفقًا للخبير جيفري لويس.
التفتيش معلّق.. ضربة للمراقبة الدولية تعقّد أفق الحوار
الهجمات الأخيرة أرغمت الوكالة الدولية للطاقة الذرية على سحب مفتشيها من موقعي فوردو ونطنز لأسباب أمنية، بحسب تصريح المدير العام، رافاييل غروسي، وهو ما يزيد من تعقيد أي مسار تفاوضي مستقبلي.
ورأت كيلسي دافنبورت أن وقف التفتيش يمثل "ثغرة خطيرة" في الرقابة الدولية، مشيرة إلى أن إيران باتت على "عتبة امتلاك القدرة النووية".
كما حذّر خبراء مثل نيفيو من احتمال نقل أسطوانات اليورانيوم أو إخفاء أجهزة متطورة في مواقع غير معلنة.