عراقجي في جنيف.. هل تحيي الدبلوماسية "فرصة النجاة من الحرب"؟
في لحظة سياسية مشبعة بالتوتر، تشهد مدينة جنيف السويسرية، الجمعة، اجتماعًا دبلوماسيًا عالي المستوى بين وزير الخارجية الإيراني، عباس عراقجي، ووزراء خارجية فرنسا وبريطانيا وألمانيا والاتحاد الأوروبي، وسط تصعيد عسكري إيراني-إسرائيلي غير مسبوق، وتلويح أميركي متزايد بالتدخل العسكري.
الاجتماع الذي يُعقد بعيدًا عن طاولة مجلس الأمن، وفي ظل غياب الولايات المتحدة، يُنظر إليه على أنه آخر نافذة مفتوحة أمام المسار الدبلوماسي، فيما تتعالى الأصوات داخل الأمم المتحدة وخارجها لدفع إيران وإسرائيل إلى كبح جماح التصعيد، والعودة إلى لغة التفاوض.
وبينما تسعى الدول الأوروبية إلى إحياء مسار الاتفاق النووي وتقديم "عرض تفاوضي شامل"، تشترط طهران وقف القصف الإسرائيلي قبل أي حديث مع واشنطن، في وقت تتبادل الأطراف الضربات على الأرض وتحت الأرض، في محطات نووية ومراكز أبحاث وقواعد عسكرية.
جنيف في قلب المعركة الدبلوماسية
أعلنت وكالة فرانس برس بدء المباحثات بين إيران والدول الأوروبية، الجمعة، بهدف إعادة إحياء المحادثات النووية المتوقفة، وذلك في اليوم الثامن من الحرب بين طهران وتل أبيب.
ويأمل الأوروبيون في تقديم "عرض تفاوضي شامل" يمكن أن يشكل قاعدة للعودة إلى الاتفاق النووي.
في الوقت نفسه، سحبت الحكومة البريطانية موظفي سفارتها من إيران مؤقتًا، بسبب الوضع الأمني، مؤكدة استمرار العمل من بعد، وفق رويترز.
موقف إيران: لا مفاوضات تحت القصف
قال وزير الخارجية الإيراني، عباس عراقجي، في تصريح الجمعة: "لا مجال للتفاوض مع الولايات المتحدة حتى يتوقف" القصف الإسرائيلي.
وأكد مسؤول إيراني كبير لرويترز أن طهران مستعدة لمناقشة قيود على تخصيب اليورانيوم، لكنه شدد على أن التواصل مع واشنطن غير مطروح حاليًا في ظل الضربات الإسرائيلية، مضيفًا أن الدور الأوروبي بات أكثر أهمية.
ميدانيًا، أعلن الجيش الإسرائيلي تنفيذه هجمات على عشرات المواقع العسكرية في إيران، من بينها منشآت في طهران وغرب البلاد ووسطها، بالإضافة إلى مركز بحثي مرتبط بتطوير الأسلحة النووية.
وفي المقابل، أطلقت إيران صواريخ سقطت في بئر السبع، بينما أفادت وسائل إعلام إسرائيلية عن سقوط صواريخ في تل أبيب والنقب وحيفا.
وأكد مدير الوكالة الدولية للطاقة الذرية عدم رصد أي تسرب إشعاعي حتى الآن، لكنه قال إن "الخطر قائم"، محذرًا من المساس بالمنشآت النووية.
الأمم المتحدة والصين: دعوات متكررة لوقف النار
في كلمته أمام مجلس الأمن، ناشد الأمين العام للأمم المتحدة، أنطونيو غوتيريش، أطراف النزاع بـ"إعطاء فرصة للسلام"، محذرًا من أن النزاع قد "يخرج عن السيطرة".
وأضاف غوتيريش: "لا نُدفع إلى أزمة، بل نندفع نحوها.. لا نشهد حوادث معزولة، بل نسير على طريق فوضى محتملة".
من جهتها، دعت الصين خلال جلسة مجلس الأمن إلى وقف فوري لإطلاق النار وعودة الملف النووي الإيراني إلى طاولة المفاوضات.
إسرائيل: لا نريد جلسة حوار.. بل تفكيك البرنامج
قال السفير الإسرائيلي في الأمم المتحدة بجنيف، دانيال ميرون، إن تل أبيب تتوقع من وزراء الخارجية الأوروبيين اتخاذ موقف حازم تجاه إيران، يشمل "التراجع الكامل عن برنامجها النووي، وتفكيك ترسانة الصواريخ الباليستية، وإنهاء دعم وكلائها في المنطقة".
وفي نيويورك، اعتبر السفير الإسرائيلي لدى الأمم المتحدة، داني دانون، أن الاجتماع يجب ألا يكون "جولة حوار أخرى"، بل جهدًا حقيقيًا لتفكيك قدرات إيران النووية.