لماذا استهدفت إسرائيل سجن إيفين الإيراني؟

استهدفت إسرائيل سجن إيفين في طهران الإثنين فيما وصفته بأنه أعنف قصف للعاصمة الإيرانية منذ بداية الهجمات، وذلك بعد يوم من قصف الولايات المتحدة مواقع نووية.

وقال المتحدث باسم السلطة القضائية في إيران أصغر جهانجير الثلاثاء عبر التلفزيون الرسمي إن أجزاء من المبنى الإداري لسجن إيفين في العاصمة طهران تضررت جراء الغارة، وإن ذلك أسفر عن سقوط قتلى ومصابين.

وأضاف جهانجير "بعد وقوع الأضرار، أُصيب بعض الزملاء من العاملين في القطاعين الإداري والقضائي... بالإضافة إلى نزلاء وأفراد من أسرهم"، مؤكدا وقوع عدد من القتلى "لكن عددهم لم يتحدد بعد"، بحسب قوله.

من جهتها، اعتبرت مفوضية الأمم المتحدة السامية لحقوق الإنسان إن الغارة الجوية التي استهدفت سجن إيفين تمثل انتهاكا جسيما للقانون الإنساني الدولي.

وقال المتحدث باسم المفوضية ثمين الخيطان للصحفيين في جنيف اليوم الثلاثاء "سجن إيفين ليس هدفا عسكريا، واستهدافه يشكل انتهاكا جسيما للقانون الإنساني الدولي".

وجاءت هذه الضربة قبل ساعات من إعلان الرئيس الأميركي عن اتفاق بين إيران وإسرائيل لوقف إطلاق النار.

وسجن إيفين هو السجن الرئيسي للمعتقلين السياسيين والسجناء الأمنيين، لا سيما منذ الثورة الإيرانية عام 1979، وموقعا لعمليات الإعدام، ولا يزال رمزا قوية للمعارضة.

ويعرف عن السجن أنه "سيئ السمعة"، بحسب وكالة أسوشيتد برس، التي قالت إنه "يعرف باحتجاز الأشخاص مزدوجي الجنسية والأجانب الغربيين به، الذين كثيرا ما تستخدمهم إيران كأوراق ضغط أو مساومة في مفاوضاتها مع الدول الغربية".

ويضم سجن إيفين أيضا وحدات متخصصة للسجناء السياسيين والأشخاص الذين تربطهم صلات بالغرب، وتشرف على هذه الوحدات قوات الحرس الثوري شبه العسكرية، التي تتبع مباشرة للمرشد الأعلى علي خامنئي. ويخضع السجن للعقوبات المفروضة من قبل الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي.

وتضاربت التقارير الإعلامية الإيرانية حول النطاق الكامل للضربات على طهران، المدينة التي يبلغ عدد سكانها 10 ملايين نسمة، والتي فر قاطنيها بعد 10 أيام من القصف.

وأوضح وزير الدفاع الإسرائيلي يسرائيل كاتس أن هجمات إسرائيل لم تعد تقتصر على أهدافها المعلنة الأولية، مثل البرنامج النووي الإيراني والصواريخ، وأنها ستستهدف قدرة حكومة طهران على الحفاظ على السلطة.

وقال في بيان "يضرب الجيش الإسرائيلي حاليا، بقوة غير مسبوقة، أهدافا للنظام وأجهزة قمع حكومية في قلب طهران".

وأظهر مقطع فيديو نشره وزير الخارجية الإسرائيلي جدعون ساعر على موقع إكس انفجارا في مبنى يحمل لافتة تشير إلى أنه مدخل سجن إيفين شمال طهران، وعلق قائلا باللغة الإسبانية "تحيا الحرية". ولم تتمكن رويترز من التحقق من صحة الفيديو بعد.

أما الولايات المتحدة التي قصفت ٣ مواقع نووية إيرانية، فقد أكدت إدارة الرئيس الأميركي دونالد ترامب مرارا أن هدفها هو تدمير البرنامج النووي الإيراني فقط، وليس شن حرب أوسع.