سياسة

إسرائيل تستنفر لاقتحام غزة.. والجنرالات يطالبون بصفقة

نشر
blinx
مساران متعارضان بآن واحد في إسرائيل حيال المرحلة المقبلة من الحرب في غزة:
  • مسارٌ عملياتيّ تمهيدي لاقتحام مدينة غزة يبدأ بوقف المساعدات وتقليص إدخالها إلى شمال القطاع لدفع مئات الآلاف جنوباً.
  • ومسارٌ سياسي- أمني يدفع باتجاه قبول مقترح مرحلي لوقف إطلاق النار وتبادل الرهائن حظي بموافقة حماس في 18 أغسطس.
ويقول قادة عسكريون إن إسرائيل "قاتلت من أجله" سابقاً. وبينما ينقل المستوى السياسي للجيش الإسرائيلي رسالة بأن "التحرّك لاحتلال المدينة سيبدأ قريباً" واستدعاء عشرات الآلاف من جنود الاحتياط.
ويستعدّ رؤساء الأجهزة الأمنية لعرض جبهة شبه موحّدة أمام الكابينت تطالب بعدم إطلاق الهجوم على المدينة واغتنام فرصة الصفقة، محذّرين من "مقامرة متهوّرة بأرواح الرهائن والجنود" إذا مضت العملية قدماً.

اعرف أكثر

خطوات تمهيدية للهجوم.. تقليص المساعدات شمالاً

تعتزم إسرائيل، خلال الأيام القليلة المقبلة تقليص إدخال المساعدات إلى شمال القطاع، بهدف "إفهام أكثر من 800 ألف من سكان مدينة غزة" ضرورة البدء بالإخلاء جنوباً، وفق وصف صحف إسرائيلية.
صباح الجمعة، وبعد شهر من تطبيق هدن تكتيكية في المدينة، وقف لإطلاق النار 10 ساعات يومياً، وجّه المستوى السياسي بإلغائها داخل مدينة غزة، على خلفية انتقادات دولية وادعاءات بوجود مجاعة.
وتستمرّ الهدنة التكتيكية في المخيمات الوسطى ومنطقة المواسي التي تريد إسرائيل نقل السكان إليها.
نُقلت إلى المستوى العسكري رسالة مفادها أنّ العملية العسكرية في مدينة غزة "ستنطلق قريباً"، مع استدعاء عشرات الآلاف من جنود الاحتياط وتسريع عملية إخلاء السكان.

خطة السيطرة والجدول الزمني و"التجهيزات الإنسانية" جنوباً

وفق خطة العملية، يُفترض أن يعمل الجيش الإسرائيلي في غزة ويحكم السيطرة عليها قبل "رأس السنة العبرية"، مع إخلاء السكان أثناء التنفيذ.
وقد أعدّ الجيش خططاً للسيطرة على المخيمات الوسطى إذا لم تستسلم حماس في مدينة غزة.
تُقدَّر مدة السيطرة على غزة بشهرين، فيما قد تستغرق السيطرة على المخيمات الوسطى نحو ٣ أشهر.
مصدر أمني قال، وفق صحف إسرائيلية، إن "حكم حماس يجب أن يتفكك وأن تستسلم الحركة وتعيد سلاحها"، مضيفاً: "يجب إبعادهم ونزع سلاح القطاع لإدخال قوة دولية، التي ترفض الدخول ما دامت حماس غير مُبعَدة والقطاع غير منزوع السلاح".
وتُستكمَل في إسرائيل التحضيرات لإقامة مجمّعي توزيع طعام إضافيين تابعين لمؤسسة غزة الإنسانية في جنوب القطاع.
وأُدخلت خيام، وبدأ إنشاء مستشفيات ميدانية وإصلاح خطّي مياه من إسرائيل.
ونقلت صحف إسرائيلية عن مصدر أمني، "معظم البنى التحتية الإنسانية في جنوب القطاع مهيّأة لتحريك السكّان". وتقدّر الجهات الأمنية أنّه "بعد نحو أسبوع ونصف" ستُرسَل الإخطارات الأولى إلى سكان مدينة غزة بوجوب الإخلاء فوراً.

جبهة عسكرية إسرائيلية تضغط للصفقة.. من هم وماذا تتضمن المبادرة؟

أفادت القناة 12 أنّ قيادات المنظومة العسكرية الإسرائيلية ستعرض، الأحد، جبهة شبه موحّدة أمام المجلس الوزاري المصغّر، يشمل رئيس الأركان، إيال زمير، ورئيس الموساد، دافيد برنيع، ورئيس مجلس الأمن القومي، تساحي هنغبي، أما الاستثناء البارز هو القائم بأعمال رئيس الشاباك من دون تفصيل موقفه، متوسّلةً الوزراء قبول المقترح الحالي لصفقة وقف إطلاق النار وتحرير الرهائن، بدلاً من الهجوم على مدينة غزة.
سيسأل رؤساء الأجهزة أيضاً عن سبب عدم عقد اجتماع وزاري للنظر بجدّية في العرض الأخير المطروح، "وهو عرض كانت إسرائيل نفسها قد وافقت عليه مؤخراً".
المقترح المرحلي الذي صاغه الوسطاء ووافقت عليه حماس في 18 أغسطس، ينصّ على إطلاق سراح 10 رهائن مع جثامين 18 أسيراً قُتلوا، على 5 دفعات خلال هدنة مدتها 60 يوماً، تُجرى خلالها محادثات على شروط الإفراج عن بقية الرهائن وإنهاء دائم للحرب.
وبعد تراجع حماس عن تلك المطالب، قالت إسرائيل إنها "لم تعد مهتمة باتفاق مرحلي".

تحذيرات بشأن الرهائن وموقف نتنياهو

قال مصدر أمني رفيع للقناة 12 الإسرائيلية: "هناك صفقة على الطاولة قاتلت إسرائيل من أجلها. يجب أن نغتنم الفرصة لإعادة الرهائن أحياء، وأن نستخدم وقف إطلاق النار للوصول إلى نهايةٍ للقتال. أي قرار آخر، قائم على فكرة أنّ حماس ستستسلم إذا دخلنا مدينة غزة، هو مقامرة متهوّرة بأرواح الرهائن والجنود".
وأضاف أنّ "عدة رهائن أحياء كان يمكن أن يعودوا الأسبوع الماضي لو أنّ إسرائيل قبلت الصفقة".
وحذّرت حماس من أنّ الهجوم المخطَّط لاحتلال مدينة غزة سيعرّض الرهائن في المنطقة "للمخاطر نفسها" التي يتعرّض لها مقاتلوها.
وبحسب نتنياهو، يجب أن تنتهي الحرب بـ"نزع سلاح حماس وتجريد القطاع من السلاح وقيام حكومة مدنية جديدة ليست حماس ولا السلطة الفلسطينية".

استعدادات عملياتية ومعارضة داخلية وخارجية واستطلاع رأي

بدأ الجيش الإسرائيلي استعدادات عملية للهجوم الجديد، فقد تم استدعاء آلاف جنود الاحتياط إلى الخدمة، ومن المتوقع التحاقهم اعتباراً من 2 سبتمبر، على أن تنطلق المناورة في الأسابيع التالية. وتسير إسرائيل قدماً بالخطة "رغم معارضة دولية واسعة، باستثناء الولايات المتحدة"، فضلاً عن سخط داخلي لدى كثيرين يرون أنّ الخطوة "تنطوي على أخطار غير مبرّرة على الرهائن المتبقّين وعلى الجنود".
أظهر استطلاع بثّته القناة 12 الإسرائيلية أنّ 60% من الإسرائيليين يرون أن "الخطوة التالية" ينبغي أن تكون "إبرام صفقة للرهائن"، مقابل 31% يؤيدون المضي أولاً في خطط السيطرة على مدينة غزة.
وقال 65% إن "إعادة الرهائن" هو الهدف الأهم في الحرب، مقابل 27% اعتبروا "تدمير حماس" الهدف الأهم.
تزايدت الاحتجاجات في الأسابيع الأخيرة بعد موافقة الحكومة على خطط السيطرة على مدينة غزة.

حمل التطبيق

© 2025 blinx. جميع الحقوق محفوظة

© 2025 blinx. جميع الحقوق محفوظة