كيف تراجع نفوذ اللوبي الإسرائيلي داخل الكونغرس الأميركي؟

في مقابلة أجراها مع موقع ديلي كولر من داخل المكتب البيضاوي، يوم الجمعة 29 أغسطس، أقرّ الرئيس الأميركي، دونالد ترامب، بأنّ اللوبي الإسرائيلي في الولايات المتحدة لم يعد يمتلك النفوذ نفسه الذي كان يتمتع به في السابق داخل الكونغرس، مؤكداً أنّ "السيطرة الكاملة" التي كان يتمتع بها قبل سنوات أصبحت الآن شيئاً من الماضي.

أوضح ترامب، الذي جلس مع مراسل البيت الأبيض ريجان ريس لساعة كاملة، أن إسرائيل كانت قبل عقدين من الزمن "أقوى لوبي في الكونغرس" بحيث لا يستطيع أي سياسي انتقادها علناً، مضيفاً: "اليوم لم تعد إسرائيل تملك ذلك اللوبي القوي، الأمر مدهش".

وأشار إلى أنه فوجئ بتراجع الدعم، موضحاً أنّ شخصيات مثل ألكساندريا أوكاسيو-كورتيز وزملائها وغيرهم ساهموا في تغيير الخطاب داخل المؤسسة التشريعية.

وأضاف ترامب: "إذا عدت 15 عاماً إلى الوراء، سترى أن إسرائيل كانت تسيطر بالكامل على الكونغرس. اليوم لم يعد الأمر كذلك".

جاءت تصريحات ترامب في سياق سؤال حول استطلاع أجراه مركز بيو للأبحاث في مارس، أظهر أن 53% من البالغين الأميركيين لديهم نظرة سلبية تجاه إسرائيل، ارتفاعاً من 42% في عام 2022. كما بيّن الاستطلاع أن 50% من الجمهوريين دون سن الـ٥٠ ينظرون إلى إسرائيل بشكل غير إيجابي، مقابل 35% قبل عامين.

كما أقرّ ترامب بأنّه على علم بهذا التحول، مؤكداً أنّه لا يزال يحظى بدعم قوي من إسرائيل لكنه يرى أن "الحرب على غزة" وما تلاها من صور وأحداث، إضافة إلى حرب الرواية في الإعلام العالمي، أضرت بصورة إسرائيل وأضعفت نفوذها السياسي في واشنطن.

أوضح ترامب أن هجوم 7 أكتوبر كان "يوماً مروعاً"، لكنه أشار إلى أن إسرائيل رغم تقدمها العسكري "لا تكسب معركة العلاقات العامة"، معتبراً أن هذا العامل يضر بمكانتها على المستوى الدولي ويؤثر على حضورها داخل الكونغرس.

وتأتي التصريحات في وقت يزداد فيه الانقسام داخل الحزب الجمهوري نفسه بشأن الدعم غير المشروط لإسرائيل.

فقد وصفت النائبة، مارغوري تايلور غرين، الحليفة المقربة من ترامب، أن ما تقوم به إسرائيل في غزة "إبادة جماعية"، لتصبح أول جمهوري في مجلس النواب يستخدم هذا الوصف.

كما ذهب ستيف بانون، المقرّب من ترامب، إلى حدّ التشكيك في كون إسرائيل "حليفاً حقيقياً" للولايات المتحدة، واصفاً معسكر نتنياهو بأنه "غير جدير بالثقة".