عام التعويضات يلاحق بريطانيا في أفريقيا.. ماذا يحصل؟
في تطور جديد يعكس تصاعد الدعوات العالمية نحو العدالة التاريخية، انضمّ الاتحاد الأفريقي إلى الحملة المتنامية للمطالبة بتعويضات من بريطانيا عن "الجرائم التاريخية" المرتبطة بالاستعمار و"تجارة العبيد".
وخلال القمة الأفريقية- الكاريبية المنعقدة في أديس أبابا هذا الأسبوع، دعا التكتل المكوّن من 55 دولة إلى "عدالة تعويضية وتحرير حقيقي"، مؤكدًا أن الوقت قد حان لإعادة فتح ملف المظالم التاريخية التي خلّفها الاستعمار الأوروبي.
المطالب الأفريقية تأتي في سياق عالمي أوسع، شهد خلال السنوات الأخيرة تحركات مشابهة من الكاريبي، وفرنسا، وألمانيا، رغم التحديات السياسية "وصعود اليمين في أوروبا وأميركا"، حسب وصف المصادر.
الاتحاد الأفريقي يرفع السقف
أوضح محمود علي يوسف، السياسي الجيبوتي الذي يرأس مفوضية الاتحاد الأفريقي، أن القارة تعمل مع منطقة الكاريبي من أجل "تكريم الأسلاف، ورفع شأن الأحفاد، واستعادة المصير المشترك في الحرية والعدالة والوحدة".
وأكّد أن الاتحاد بصدد صياغة مطالبه الخاصة بالتعويضات، في وقت تدعو خلاله دول الكاريبي إلى تريليونات الدولارات كتعويض عن العبودية.
المطالب لا تقتصر على "تجارة العبيد" فحسب، بل تشمل "الاستعمار والظلم الهيكلي والممنهج" المستمرّ حتى اليوم، وفق
ذا تيليغراف و
دايلي إكسبريس.
ما هي أشكال التعويض المقترحة؟
وفق ما نُشر في الصحف البريطانية، يمكن أن تشمل التعويضات إصلاحات في الممارسات الاقتصادية العالمية، إعادة القطع الأثرية المنهوبة، وتعويضات عن آثار تغيّر المناخ.
وأكد الاتحاد الأفريقي أن "إعادة القطع الأثرية المسروقة إلى أصحابها الشرعيين خطوة نحو الاستعادة الثقافية والشفاء".
وقد بدأت متاحف بريطانية بالفعل بإعادة بعض الممتلكات مثل برونزيات بنين وذهب أشانتي، حسب ذا تيليغراف ودايلي إكسبريس.
قضية التعويضات ليست محصورة بأفريقيا والكاريبي، فحسب.
ففي فرنسا، أبدت الحكومة استعدادها لمناقشة التعويضات عن "المجازر الاستعمارية" في النيجر، رغم أنها لم تُقرّ بالمسؤولية حتى الآن.
وفي ألمانيا، اعترفت برلين عام 2021 بجرائم الإبادة الاستعمارية في ناميبيا وتعهدت بتقديم 1.1 مليار يورو كمساعدات على مدى 30 عامًا، وفق
ذا غارديان.
ورغم الزخم المتزايد، يواجه الملف عقبات كبيرة.
فقد رُفضت مطالب التعويض مرارًا من قادة أوروبيين، من بينهم رئيس الوزراء البريطاني، كير ستارمر، فيما قال الرئيس الأميركي، دونالد ترامب، إنه "لا يرى الأمر ممكنًا".
كما حذّر قادة في الكاريبي، مثل رئيس الرأس الأخضر، خوسيه ماريا نيفيس، من أن النقاش العام حول الموضوع قد يزيد الاستقطاب السياسي في الدول الأوروبية وفق ذا تيليغراف و
رويترز.
أعلن الاتحاد الأفريقي عام 2025 "عام التعويضات"، في خطوة تهدف إلى مأسسة الجهود القارية وإبرازها على الساحة الدولية.
وقد بدأت منذ ٨ أشهر أعمال لصياغة سياسات خاصة، لكنها لا تزال في مراحلها الأولى.
وتأتي هذه الخطوة بعد سنوات من التنسيق مع مجموعة الكاريبي التي قدّمت خطة من 10 نقاط تشمل التعويض المالي، الاعتذارات الرسمية، إعفاء الديون، ودعم التنمية الاقتصادية والتعليم، حسب ذا تيليغراف.