سياسة

من قاعة المحكمة إلى الانقسام الأمني.. من صوّت لضربة قادة حماس؟

نشر
blinx
في خطوة وُصفت بالتحوّل الاستراتيجي، شنّت إسرائيل غارة جوية على مقرّ لحركة حماس في العاصمة القطرية الدوحة، مستهدفةً اجتماعاً لقيادات سياسية بارزة كانت تناقش خطة وقف إطلاق نار أميركية.
صحيفة وول ستريت جورنال أفادت بأنّ أكثر من 10 مقاتلات إسرائيلية أطلقت صواريخ بعيدة المدى، في عملية هدفت إلى اغتيال شخصيات مثل خليل الحيّة وزاهر جبارين، وهما قياديان مسؤولان عن العلاقات الدولية والتمويل، من دون مشاركة مباشرة في العمليات العسكرية.
الهجوم، الذي أسفر عن مقتل ٥ من الصفوف الدنيا في الحركة، شكّل كسراً للمحظور الدبلوماسي، ورغم ذلك، منح رئيس الوزراء الإسرائيلي، بنيامين نتنياهو، ظهر الثلاثاء الضوء الأخضر للعملية، مؤكداً في تصريحات لاحقة أن "الأيام التي يتمتع فيها قادة (حماس) بالحصانة في أي مكان قد انتهت"، حسب وصفه، وفق ما نقلت وول ستريت جورنال.
وتحدثت وول ستريت جورنال عن أنه "في الأسابيع التي سبقت الهجوم، تلقّى قادة حماس تحذيرًا مبهمًا لكن صارمًا: شدّدوا الإجراءات الأمنية حول اجتماعاتكم، بحسب ما أبلغه لهم مسؤولون مصريون وأتراك".
وأوردت الصحيفة أنه في الواقع، بدأت إسرائيل قبل أشهر بالتحضير لهجوم معقّد يستهدف قادة حماس خارج غزة.

اعرف أكثر

كواليس القرار في إسرائيل

القناة 14 الإسرائيلية نقلت عن المراسل السياسي، يعقوب بردوغو، أنّ نتنياهو هو من بادر شخصياً إلى طرح فكرة اغتيال قادة حماس في الدوحة مساء الإثنين.
وخلال إدلائه بشهادته في المحكمة صباح اليوم التالي، اتخذ القرار بالمضي قدماً.
وأوضح بردوغو أنّ جهاز الشاباك أيّد العملية، بينما أبدى مسؤولون آخرون تحفظاتهم.
غير أنّ نتنياهو كان حاسماً، وأصدر التعليمات بدعم من وزير الدفاع الإسرائيلي، يسرائيل كاتس، الذي شدد لاحقاً على أنّ "يد إسرائيل الطويلة ستعمل ضد أعدائها في كلّ مكان"، حسب زعمه.

نتائج الضربة تحت التقييم.. ماذا في التفاصيل؟

القناة 12 الإسرائيلية أشارت إلى أنّ نجاح العملية لا يزال موضع شك.
مصدر إسرائيلي قال لـN12 إنّه "ما زال هناك علامة استفهام حول العملية"، مؤكداً أنّ احتمال إصابة القادة المستهدفين تراجع.
الجيش الإسرائيلي يجري تقييماً لأضرار القصف عبر وحدة متخصصة لتحليل صور جوية ومنشورات على وسائل التواصل، فيما هدّد وزير الدفاع مجدداً قادة الحركة قائلاً: "إذا لم يقبلوا (..) شروط إسرائيل، (..) غزة ستُدمَّر".

ترامب يعرب عن أسف شديد لمكان الهجوم

بحسب وول ستريت جورنال، فإنّ الهجوم نفذ من خارج الأجواء القطرية باستخدام صواريخ بعيدة المدى، في تصعيد يعكس تطوير سلاح الجو الإسرائيلي لتكتيكات تسمح بالضرب من مسافات تتجاوز الألف ميل، كما حصل في مهام سابقة ضدّ الحوثيين وضدّ أهداف داخل إيران.
الرئيس الأميركي، دونالد ترامب، علّق على العملية في منشور على "تروث سوشال"، معتبراً أن "القضاء على حماس هدف جدير"، حسب تعبيره، لكنه أعرب عن "أسف شديد لمكان الهجوم"، مضيفاً أنّ إسرائيل لم تخطره مسبقاً، وأنه "غير سعيد للغاية بكل جوانب العملية".

إدانات عربية وعالمية واسعة للهجوم على قطر

توالت المواقف العربية والدولية المندّدة باستهداف إسرائيل بغارات جوية في قطر الثلاثاء قياديين في حركة حماس، واصفة هذه الضربة غير المسبوقة بأنّها "عمل إجرامي" وانتهاك للقانون الدولي.
يأتي هذا في وقت يعقد مجلس الأمن الدولي اجتماعا طارئا الأربعاء لمناقشة الغارات الإسرائيلية.
  • قطر: لحظة مفصلية
أكّد رئيس الوزراء القطري الشيخ محمد بن عبد الرحمن آل ثاني، الثلاثاء، أنّ بلاده "تحتفظ بحق الردّ" على الضربة الإسرائيلية، وشدّد على أنّ الدوحة "لن تتهاون بما يتعلق بالمساس بسيادتها وسلامة أراضيها، وأنّها ستتعامل بحزم مع أيّ اختراق متهوّر أو اعتداء يطال أمنها ويهدّد استقرار المنطقة".
وإذ وصف الضربة بأنّها "لحظة مفصلية" في الشرق الأوسط، أشار إلى أنّ الدوحة التي تؤدي مع مصر والولايات المتحدة دور الوساطة في محاولة لوضع حدّ للحرب في غزة، ستواصل جهودها على هذا الصعيد، مشدّدا على أنّ "الوساطة في الدبلوماسية القطرية هي جزء من الهوية وستستمرّ ولن يثنينا أيّ شيء عن الاستمرار في هذا الدور في كافة القضايا المختلفة حولنا في المنطقة".
  • دولة الإمارات "تدين الاعتداء السافر"
أدان الشيخ عبدالله بن زايد آل نهيان، نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الخارجية الإماراتي، "بأشد العبارات، الاعتداء الإسرائيلي السافر والجبان الذي استهدف دولة قطر الشقيقة"، مؤكّدا أنّ "هذا الهجوم المتهور يشكل انتهاكًا صارخًا لسيادة دولة قطر، واعتداءً خطيرًا على القانون الدولي وميثاق الأمم المتحدة، وتصعيدًا غير مسؤول يهدد الأمن والاستقرار الإقليمي والدولي"، وفق ما نقلت وكالة أنباء الإمارات، وام.
  • السعودية تضع كافة إمكاناتها لمساندة قطر
أجرى ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان اتصالا هاتفيا بأمير قطر تميم بن حمد آل ثاني، وأكّد "وقوف المملكة التام مع دولة قطر الشقيقة وإدانتها للهجوم الإسرائيلي السافر" الذي وصفه بأنه "عمل إجرامي".
وقال، وفق وكالة الأنباء السعودية الرسمية "واس" إنّ الضربة "انتهاك صارخ للقوانين والأعراف الدولية".
ووضعت المملكة "إمكاناتها كافة" لمساندة قطر و"ما تتخذه من إجراءات لحماية أمنها".

حمل التطبيق

© 2025 blinx. جميع الحقوق محفوظة

© 2025 blinx. جميع الحقوق محفوظة