ساعات عمل قاتلة وهوس ألتمان.. موظفو ماسك "يهربون" من شركاته
يواجه الملياردير الأميركي إيلون ماسك موجة متصاعدة من الاستقالات بين موظفيه الأساسيين، لا بسبب الطموح الفردي أو الرغبة في تأسيس مشاريع جديدة، بل نتيجة الضغوط الخانقة التي يفرضها عليهم مدفوعاً بصراع شخصي مفتوح مع سام ألتمان، شريكه السابق في تأسيس "أوبن إيه آي"، حسب تقرير نشرته صحيفة
فاينانشال تايمز.
يقول أحد مستشاريه: "الثابت الوحيد في عالم إيلون هو سرعة استنزافه لمساعديه". هذا الاستنزاف يتفاقم يوماً بعد يوم مع إصرار ماسك على خوض منافسة الذكاء الاصطناعي كأنها صراع وجود لا يحتمل الخسارة.
لم تقتصر الاستقالات الأخيرة على المراتب الدنيا، بل طالت مسؤولين بارزين من فرق المبيعات والبطاريات والطاقة في تسلا، إضافة إلى قسم العلاقات العامة وكبير مسؤولي المعلومات. كما خرج من الشركة عناصر أساسية من فرق الروبوت "أوبتيموس" والذكاء الاصطناعي، وهي المشاريع التي عوّل عليها ماسك لمستقبل تسلا.
كان النزيف أسرع في شركة xAI التي اندمجت مع منصة إكس، حيث استقال المدير المالي بعد ثلاثة أشهر فقط لينضم مباشرة إلى منافس ماسك، أوبن إيه آي.
كما غادر المستشار القانوني بنهاية خدمة قصيرة مرفقاً استقالته بفيديو ساخر عن الإرهاق، ثم لحق به كبير المهندسين والمؤسس المشارك ليؤسس مشروعاً خاصاً في أبحاث الأمان.
حتى منصب الرئيس التنفيذي لـ"إكس" شغر بعد أن استقالت ليندا ياكارينو احتجاجاً على قرارات ماسك المنفردة وضغوطه المستمرة.
الضغوط المرتبطة بالصراع مع ألتمان
مع إطلاق تشات جي بي تي نهاية 2022 تغيّرت أولويات ماسك، وأصبح صراعه مع سام ألتمان دافعاً رئيسياً لسلوكه.
يرى موظفون سابقون أن ساعات العمل الطويلة، التي تتجاوز 120 ساعة أسبوعياً لبعض المناصب، تعكس هوسه بقطع الطريق أمام أوبن إيه آي.
علّق أحد المغادرين قائلاً: "إيلون يقضي كل لحظة يقظة في محاولة إخراج سام من السوق"، فيما أكد آخر أن ذلك أدى إلى تراجع الروح المعنوية وإضعاف القدرة على استقطاب المواهب الجديدة.
انسحاب من مشاريع السيارات لصالح الذكاء الاصطناعي
جزء من أسباب الاستقالات يعود إلى إحساس موظفي تسلا بأن ماسك لم يعد ملتزماً برسالة الشركة. فقد ألغى مشروع السيارة منخفضة التكلفة الموجّهة للأسواق الناشئة، وأوقف التوسع في محطات الشحن السريع، وحوّل الموارد إلى الروبوتات والسيارات ذاتية القيادة.
هذه التحولات رآها كثيرون خيانة لهدف "تقليل الانبعاثات"، ودفعت قيادات محورية مثل دانيال هو، الذي أشرف على برامج المركبات؛ وروهان باتيل، المسؤول عن السياسات العامة؛ ودرو باغلينو، الذي ترأس وحدات الطاقة وأنظمة الدفع؛ وريبيكا تينوكي، القائدة السابقة لفريق الشحن الفائق، إلى المغادرة.
خوف وصمت.. مع استثناءات قليلة
تغادر الغالبية بصمت خوفاً من انتقام ماسك، لكن بعض الأصوات تجرأت على الكلام.
أحد الموظفين القدامى في إسبانيا صرّح علناً أن ماسك ألحق "ضرراً هائلاً بمهمة تسلا وبصحة المؤسسات الديمقراطية". فيما نصح موظف آخر زملاءه: "إذا قالت لك بوصلتك الأخلاقية أن عليك الرحيل، فلا تتجاهلها، لأن الشعور لن يزول".