سياسة

بعد مقتل معظم قادتها.. من يحسم "قرار الهدنة" في حماس؟

نشر
blinx
تسببت الاغتيالات الإسرائيلية المتواصلة، منذ اندلاع حرب غزة عقب هجمات 7 أكتوبر 2023، في إحداث فراغ غير مسبوق داخل قيادة حماس، إذ قُتل معظم القادة البارزين الذين كانوا يشكّلون العمود الفقري العسكري والسياسي للحركة. وكان أبرزهم يحيى السنوار، القائد العام للحركة في غزة، ومحمد الضيف، القائد الغامض لكتائب القسام، الجناح العسكري لحماس، والذي تمكّنت إسرائيل من اغتياله في يوليو العام الماضي. وبعد أيام، اغتالت إسرائيل رئيس المكتب السياسي للحركة إسماعيل هنية أثناء زيارته إلى طهران.
تسلّم شقيق السنوار، محمد، القيادة في غزة لفترة وجيزة قبل أن يُقتل هو الآخر في غارة إسرائيلية في مايو 2025. ومع هذا الاغتيال، تكون إسرائيل قد قضت على كامل المجلس العسكري لحماس في القطاع تقريباً، ولم ينجُ سوى عزّ الدين الحداد، قائد كتيبة أصبح اليوم القائد العسكري الفعلي للتنظيم داخل غزة، إلى جانب رائد سعد، مسؤول عن وحدة التجهيز العسكري.
في هذا الشأن، قال المحلل السياسي الغزّي مخايمر أبو سعدة لصحيفة ذا تايمز البريطانية: "كل الصف الأول قُتل باستثناء الحداد. هناك صف ثانٍ، ولدى الحركة مؤسسات لملء الفراغات، لكن من الصعب تعويض أولئك الذين قُتلوا بخبرتهم وكفاءتهم".

من تبقّى في القيادة؟

بعد مقتل السنوار، قررت الحركة عدم تعيين قائد جديد، بل شكّلت "مجلس قيادة" تهيمن عليه شخصيات في المنفى.
يضم المجلس كلاً من خليل الحيّة (64 عاماً) الذي يُعتبر القائد الفعلي للحركة حالياً، وخالد مشعل (69 عاماً) الزعيم السابق الذي تنحّى عام 2017 لصالح هنية، إضافة إلى نزار عوض الله، الذي كان مقرّباً من مؤسس الحركة الشيخ أحمد ياسين قبل اغتياله عام 2004، إلى جانب زاهر جبارين ومحمد درويش.
وبحسب دبلوماسيين ومسؤولين مطّلعين على مسار المفاوضات، فإن هؤلاء القادة أكثر مرونة من السنوار.

ولكن أين يُحسم القرار؟

لكن رغم وجود هذا المجلس في الخارج، فإن مركز القرار يعود الآن إلى غزة. وبحسب ما ذكرته القناة 12 الإسرائيلية، فإن إعلان الرئيس الأميركي دونالد ترامب يوم الثلاثاء إلزام حماس بالرد على خطته للسلام خلال أربعة أيام، أعاد "الثقل المركزي" للحركة إلى القطاع.
فرغم أن قادة "حماس" في قطر هم المخوّلون رسمياً بالتفاوض، إلا أن القرار الحاسم سيصدر من الجناح العسكري داخل غزة. والشخصية الأبرز في هذا السياق هي رائد سعد، القيادي الكبير في كتائب القسام، حسب القناة 12.

من سيحسم القرار؟

في خضم هذه التطورات، ذكر موقع يديعوت أحرونوت وجود تلميحات تفيد أن عزّ الدين الحداد، قد يلعب دوراً مباشراً في إدارة مسار المفاوضات، إذ أوردت صحيفة الشرق الأوسط أنّ الحداد نقل رسالة تدعو إلى التعامل مع الخطة "بشكل إيجابي" وأوصل هذا الموقف إلى قيادة الحركة في الخارج.
في المقابل، ذكر موقع القناة ١٢ الإسرائيلي أنّ رائد سعد، أحد مؤسسي كتائب القسام والمسؤول عن وحدة التصنيع فيها، يُعدّ من أبرز الوجوه التي ستقود مسار المفاوضات وتحسم القرار، إذ يمتلك خبرة طويلة تتجاوز العقدين في بناء البنية العسكرية للحركة وتطوير ترسانتها القتالية، بدءاً من تأسيس لواء غزة، وهو الأكبر والأكثر أهمية ضمن ألوية حماس، وصولاً إلى إشرافه على منظومات الصواريخ ومضادات الدروع واستراتيجية القتال عبر الأنفاق.
ولم يذكر الموقع كيف يمكن لقائد ذو خبرة في التجهيز العسكري أن يتحوّل إلى لاعب رئيسي في مسار سياسي معقّد كالتفاوض على هدنة.
وبحسب تقييم القناة 12، فإن "القرار سيُتخذ في غزة ويُرسل من هناك إلى قطر، وليس العكس"، لتقرر الحركة ما إذا كانت ستواصل القتال أم تبحث عن مخرج عبر الهدنة.

حمل التطبيق

© 2025 blinx. جميع الحقوق محفوظة

© 2025 blinx. جميع الحقوق محفوظة