سياسة

إسرائيل بعد عامين من الحرب.. نهاية العزلة برحيل نتنياهو؟

نشر
blinx
بعد مرور عامين على هجمات حماس الدامية التي أشعلت سلسلة من الحروب في الشرق الأوسط، يجتمع المفاوضون في مصر لمحاولة إنهاء النزيف المستمر من خلال صفقة تبادل أسرى وانسحاب إسرائيلي من قطاع غزة المدمّر.
ورغم أن إسرائيل تخرج من هذه الحرب وقد عززت موقعها العسكري كقوة إقليمية، فإنها تواجه عزلة سياسية متزايدة وخطر تراجع الدعم الغربي الذي شكّل ركيزة أساسية لبقائها، بحسب تقرير لصحيفة "وول ستريت جورنال".
فقد أدت الحرب، التي أودت بحياة أكثر من 67 ألف فلسطيني في غزة وفقًا للسلطات المحلية، إلى تجدد الدعوات العالمية لإقامة دولة فلسطينية، وأصبحت إسرائيل في مواجهة مع إجماع دولي آخذ في التشكل حول هذا المطلب.
منذ تجاوز صدمة هجوم 7 أكتوبر 2023، وجّه الجيش الإسرائيلي سلسلة من الضربات القاصمة لخصومه الإقليميين: تم تحجيم حماس وحزب الله، وانهيار نظام الأسد في سوريا، وتعرّض البنية العسكرية والنووية الإيرانية لأضرار جسيمة.

هل من مكاسب لإسرائيل على المدى الطويل؟

يقول شالوم ليبنر، الزميل في المجلس الأطلسي والمستشار السابق لعدد من رؤساء الحكومات الإسرائيلية: "من الناحية الإقليمية، إسرائيل تواجه تهديدات أقل مما كانت عليه قبل عامين، لكن دوليًا، تواجه مأزقًا حقيقيًا، والاتجاهات الطويلة الأمد لا تصب في مصلحتها".
الغضب من إسرائيل تجاوز حدود العالم العربي والإسلامي ليصل إلى أوروبا والولايات المتحدة، حيث تتصاعد المعارضة داخل قطاعات واسعة من الحزب الديمقراطي الأميركي وجناح "حركة ترامب" اليميني ضد استمرار المساعدات الأميركية لإسرائيل.

ترامب وحملة ضغط على نتنياهو

ورغم استمرار دعم الرئيس الأميركي دونالد ترامب، فإن عزلة إسرائيل الجديدة منحت واشنطن نفوذًا غير مسبوق، استخدمه ترامب، بحسب التقرير، للضغط على رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو للتراجع عن خطط ضم الضفة الغربية، والاعتذار عن قصف قطر، والموافقة على أحدث خطة لوقف إطلاق النار في غزة والتي بدأت أول جولة من مباحثاتها الإثنين في مدينة شرم الشيخ المصرية.

تقويض مكانة إسرائيل.. من سيدفع الثمن؟

يرى محللون أن هذا التباعد بين إسرائيل وحلفائها يهدد بتقويض مكانتها الدولية ومشروعها على المدى الطويل. وبينما تزداد موجات التضامن مع الفلسطينيين في الجامعات الأميركية والمدارس الأوروبية، يتراجع التأييد التقليدي لإسرائيل بين الأجيال الشابة.
تقول مئيراف زونسزين، كبيرة المحللين في "مجموعة الأزمات الدولية": "اليهود والإسرائيليون العاديون، وليس الساسة أو العسكريون، سيدفعون ثمن هذا التحول لسنوات قادمة".
وفي الأمم المتحدة، دافع نتنياهو الشهر الماضي عن سياساته، زاعما أن كثيرًا من القادة الذين ينتقدون إسرائيل علنًا "يشكرونه سرًا"، معتبرًا أن مواقفهم العلنية تأتي تحت ضغط "إعلام منحاز وجماعات متشددة وجماهير معادية للسامية".
لكن محللين غربيين يرون أن موجة الاحتجاجات العالمية تعكس أساسًا غضبًا شعبيًا واسعًا من معاناة الفلسطينيين ومن استمرار دعم الغرب لإسرائيل.
تقول ناتالي توتشي، مديرة "معهد الشؤون الدولية" في روما: "إسرائيل تجاوزت كل الحدود لأنها مُنحت الضوء الأخضر من حلفائها الغربيين، الذين لم يمنعوها من الإضرار بنفسها على المدى الطويل".

هل يدفع نتنياهو الثمن؟

ومع ذلك، يرى آخرون أن الضرر الذي لحق بصورة إسرائيل الدولية قد يكون قابلًا للإصلاح. يقول جوناثان شانزر، المدير التنفيذي لـ"مؤسسة الدفاع عن الديمقراطيات" في واشنطن: "لا أعتقد أن العزلة دائمة (..) مع انتهاء الحرب، سيعود الوضع تدريجيًا إلى طبيعته".
لكن دبلوماسيين أميركيين سابقين يحذرون من أن "العودة إلى الوضع الطبيعي" لن تكون ممكنة طالما بقي نتنياهو في الحكم.
يقول دانيال شابيرو، السفير الأميركي الأسبق لدى إسرائيل: "لكي تستعيد إسرائيل مكانتها، يجب أن تنتهي الحرب أولًا، وربما يحتاج الأمر إلى قيادة جديدة. الطريق طويل وشاق".

حمل التطبيق

© 2025 blinx. جميع الحقوق محفوظة

© 2025 blinx. جميع الحقوق محفوظة