سياسة

صواريخ حزب الله تعبر من سوريا.. وأورتاغوس تراقب من بيروت

نشر
blinx
تتداخل المسارات العسكرية والسياسية في لبنان بين حدود تهرب عبرها الصواريخ ومكاتب تدار فيها مفاوضات نزع السلاح. فبينما كشفت تقارير إسرائيلية عن عبور مئات الصواريخ القصيرة المدى من سوريا إلى الأراضي اللبنانية خلال الأسابيع الأخيرة، وصلت نائبة مبعوث الرئيس الأميركي، مورغان أورتاغوس، إلى بيروت لمتابعة تنفيذ اتفاق وقف إطلاق النار، في لحظة دقيقة يسابق فيها الجيش اللبناني الزمن لحصر السلاح بيد الدولة تحت أعين واشنطن وإسرائيل.
وبينما يواصل الجيش اللبناني تفجير مخازن الأسلحة في الجنوب، تُكثّف واشنطن ضغوطها لمتابعة تنفيذ اتفاق وقف إطلاق النار المبرم مع إسرائيل، وسط تقديرات متباينة حول نيات حزب الله بين التهدئة والتحضير لتحركات محدودة.

اعرف أكثر

تهريب الصواريخ من سوريا إلى لبنان

ذكرت هيئة البث الإسرائيلية مساء الإثنين أنّ حزب الله تمكّن خلال الأشهر الأخيرة من تهريب مئات الصواريخ القصيرة المدى من سوريا إلى داخل الأراضي اللبنانية.
وأوضحت أنّ مسؤولين أميركيين زاروا إسرائيل الأسبوع الماضي تم إطلاعهم على هذه المعلومات، وخلال اجتماعاتهم مع رئيس الوزراء الإسرائيلي وكبار قادة المؤسسة الأمنية، طلبت إسرائيل الاستمرار في تنفيذ ضربات داخل لبنان معتبرة أن عمليات التهريب تُعدّ خرقا للاتفاق.
وأضافت الهيئة أنّ إسرائيل نجحت في إحباط جزء من هذه العمليات، لكنها لم تتمكن من منعها بالكامل.
ونقلت الهيئة عن مصدر غربي كان في بيروت قوله إن هناك شعورا في لبنان بأن احتمال اندلاع مواجهة جديدة مع إسرائيل مرتفع "ولا يمكن منعها"، مشيرا إلى رغبة إسرائيل في رؤية حزب الله منزوع السلاح تماما، فيما يركّز الجيش اللبناني على تنفيذ مهمة حصر السلاح بيد الدولة، خاصة في مناطق الجنوب، بعيدا عن الأضواء.

حزب الله بين التهدئة والمخاطرة

وفي حديث إلى موقع Israel National News، قال محلل الشؤون العربية زفي يحزكيلي إنّ حزب الله لا يسعى إلى استئناف الحرب مع إسرائيل، بل إلى تحقيق مكسب تكتيكي عبر خطف جنود إسرائيليين.
واعتبر أنّ التقارير التي تفيد باستعداد الحزب لاستئناف القتال "غير دقيقة"، لكنّه حذّر من "تهديدات أخرى محتملة قادمة من لبنان".
وأوضح يحزكيلي أنّ إسرائيل أنهت حملتها ضدّ الحزب بعد تحقيق نحو 80% من أهدافها، مشيرا إلى أنّ النظام السياسي اللبناني فشل في نزع سلاح الحزب رغم الاستثمارات الأميركية، وأنّ الولايات المتحدة لم تدعم إسرائيل في لبنان كما فعلت في غزة، ما جعلها تواصل العمل بحرية في الجنوب.
وأضاف أنّ إيران استخلصت دروسا من اغتيال نصرالله وضربات أجهزة النداء، وأن الحزب يعيد الانتشار في الجنوب من دون نية لخوض حرب شاملة حاليا، لكنه قد يقدم على عملية خطف لتعزيز صورته.

الجيش اللبناني على خط النار

من جهتها، لفتت رويترز إلى أنّ الجيش اللبناني يسلك طريقا سياسيا وعرا لتنفيذ اتفاق نزع السلاح، إذ فجّر عددا كبيرا من مخازن أسلحة حزب الله إلى درجة نفاد المتفجرات لديه.
وأفاد مصدران، أحدهما أمني والآخر مسؤول لبناني، الوكالة، بأن الجيش يسابق الزمن للوفاء بالموعد النهائي نهاية العام، في وقت تواصل الولايات المتحدة الضغط لدفع عملية نزع السلاح قدما.
وأشارت الوكالة إلى وجود نائبة مبعوث الرئيس الأميركي، دونالد ترامب، إلى الشرق الأوسط، مورغان أورتاغوس، في بيروت لمناقشة التقدم المحرز في العملية مع المسؤولين اللبنانيين.
وأكّدت مصادر مطلعة أن الجيش أغلق مواقع عُثر فيها على مخابئ أسلحة بانتظار وصول دفعات أميركية جديدة من العبوات الناسفة، بعدما عثر على ٩ مخابئ جديدة في سبتمبر وأغلق عشرات الأنفاق.

طريق سياسي وعر واتفاق مراقب دوليا

وبحسب رويترز، يهدف الاتفاق الموقّع في نوفمبر 2024 إلى حصر السلاح بيد الدولة فقط، وهو ما قد يعني عمليا نزع سلاح حزب الله بالكامل. وأفاد المسؤولون اللبنانيون بأنّ الجيش يعتمد على المعلومات الاستخباراتية التي تقدمها لجنة الآلية المشتركة، والتي تضمّ الولايات المتحدة وفرنسا وإسرائيل ولبنان وقوات الأمم المتحدة.
وأشارت المصادر إلى أنّ الجيش اللبناني واجه إصابات بنيران إسرائيلية أثناء مهام التفتيش، فيما تعرّض جنود للقصف بطائرات مسيّرة إسرائيلية. كما حذّرت المؤسسة العسكرية من أن احتلال إسرائيل لقمم تلال داخل الأراضي اللبنانية يعرقل عمليات التمشيط الكاملة.
وتوقعت مصادر مطلعة أن يستكمل الجيش تمشيط الجنوب بحلول نهاية العام، في حين تبقى الخطوات التالية محفوفة بالتحديات السياسية. فالجماعة الشيعية لم تطلق النار منذ اتفاق الهدنة لكنّها ترفض التنازل عن سلاحها في الشمال والشرق، ملمّحة إلى إمكانية اندلاع مواجهة إذا تحرّكت الدولة ضدّها.
وفي بيان مكتوب لرويترز، قال المكتب الإعلامي لحزب الله إنّ وقف إطلاق النار يجعل الجيش مسؤولا عن المنطقة الواقعة جنوبي نهر الليطاني فقط، مشيرا إلى أنّ أي محاولة لنزع السلاح شمال النهر "تتطلب توافقا سياسيا".
وأكد مسؤول لبناني مقرّب من الحزب أن "الباقي يعتمد على التسوية السياسية التي لا نملكها بعد، والجيش يراهن على الوقت".

واشنطن تتابع وتلوّح بالعقوبات

وأفاد متحدث باسم الخارجية الأميركية لرويترز بأنّ الولايات المتحدة "تدعم تماما قرار لبنان الشجاع والتاريخي بنزع سلاح حزب الله"، مؤكدا أن "المنطقة والعالم يراقبان الوضع عن كثب".
كما حذّر المبعوث الأميركي، توم باراك، من ردّ إسرائيلي محتمل إذا لم يلتزم لبنان بالموعد النهائي، في حين اعتبر إد جابرييل، رئيس مجموعة العمل الأميركية من أجل لبنان، أنّ الجيش اللبناني يعتمد "نهجا حذرا لتجنب الاضطرابات المدنية".
أما السناتور الأميركية جين شاهين، فأكّدت بعد زيارتها الجنوب في أغسطس أنّ جهود الجيش تستحق الدعم، مشددة على أهمية تسريع تسليم المساعدات الأميركية المقرّرة، فيما كشفت مصادر أنّ تسليم الموادّ المتفجرة قد يستغرق أشهرا.

حمل التطبيق

© 2025 blinx. جميع الحقوق محفوظة

© 2025 blinx. جميع الحقوق محفوظة