سياسة

كيف تتحول الجامعة إلى مصنع مسيرات؟.. الانتخابات العراقية تشهد

نشر
blinx
كيف تتحوّل الجامعات العراقية إلى ساحة الحسم بين نفوذ جماعات عراقية مسلّحة تُحكم قبضتها على وزارة التعليم العالي عبر استقطاب المتفوّقين لبرامج الطائرات المسيّرة، شراء الدرجات، وتمكين الموالين، وبين موجة مرشّحين شباب تحاول كسر الحلقة من داخل الكتل؟
الإشكالية لا تتعلق بصناديق الاقتراع وحدها، بل بالمستقبل الأكاديمي والمجتمعي الذي يهدّد، وفق التحذيرات، بانفجار احتجاجات إذا استمر النهج نفسه.

اعرف أكثر

الجامعة تحت القبضة.. التعليم بوابة النفوذ والطائرات المسيّرة

وفق ذا إيكونوميست، يظهر مشهد لافت خارج إحدى أبرز جامعات بغداد: جدران يغطيها حضور رمزي لمقاتلين، بينما تستعد الطالبات للتصويت.
تشير المجلة إلى أن العراق عاش خلال السنوات الأخيرة فترة استقرار ونمو اقتصادي في عهد حكومة محمد شياع السوداني، وأن نتيجة الانتخابات المقبلة قد لا تغيّر كثيرا من أسلوب الحكم، لكنها تشكّل اختبارا لقدرة الجماعات المسلحة على توجيه تشكيل الحكومة.
توضح المجلة أن جماعة قيس الخزعلي انتقلت من المواجهة العسكرية إلى الاستثمار في التجارة والحكومة، ما أسهم في سلام هش. ثم اتجهت لاحقاً إلى وزارة التعليم العالي، حيث تُسجّل ممارسات تشمل:
  • سحب أفضل طلاب الهندسة للعمل في برنامج تصنيع الطائرات المسيّرة.
  • تمويل اتحادات طلابية موالية.
  • شراء الدرجات العليا عبر علاقات حزبية.
منح المناصب الأكاديمية للمقرّبين وخنق النقاش داخل الحرم.
وتحذّر ذا إيكونوميست من تدهور متسارع في سمعة الجامعات.
ويقول ضياء الأسدي إن استمرار الوضع سيؤدي إلى احتجاجات قوية يتحدث فيها الناس علنا.
كما ينقل التقرير عن تحليل يرى أن اندماج الجماعات داخل الدولة قد يحوّل العنف المباشر إلى عنف بنيوي مستمر.
وتشير المجلة إلى أن الخزعلي يُعتبر "صانع ملوك" داخل البرلمان، وأن مفاوضات تشكيل الحكومة قد تمتد أشهرا طويلة، فيما تعيش الجماعات العراقية المسلّحة حالة توتر خشية سيناريوهات أمنية إقليمية، ما يجعل السيطرة على الجامعات خيارا أكثر أمانا من المواجهة. الثمن، وفق المجلة، تدفعه الأجيال الطلابية.

جيل جديد يترشّح.. إصلاح من داخل الكتل أم إعادة إنتاج الواقع؟

بحسب رويترز، يتقدم مرشّحون شباب إلى الانتخابات بدافع الإحباط من السياسة الطائفية، مطالبين بمنح الشباب والتكنوقراط مساحة لإدارة الدولة.
تكشف المفوضية العليا للانتخابات أن نحو 40% من المرشحين شباب، ونحو 15% منهم تتراوح أعمارهم بين 28 و35 عاما، في مقابل برلمان يبلغ متوسط أعمار أعضائه نحو 55 عاما. وفي انتخابات 2021، كانت نسبة من هم دون 30 عاما تبلغ 24%.
لكن المشاركة الشبابية منقسمة. بعضهم متحمّس للتغيير، وآخرون يعزفون عن التصويت بعد تجارب خيبت الآمال، مثل الشاب الذي مزّق بطاقته الانتخابية احتجاجا على وعود لم تتحقق.
لا ينشئ معظم هؤلاء الشباب أحزابا جديدة، بل ينضمون إلى كتل راسخة لمحاولة فرض التغيير من الداخل.
إلا أنّ الخبير الدستوري كاظم البهادلي يشير إلى أنّ شبكات المحسوبية التي توزّع الوظائف والعقود والمناصب الأمنية تحدّ من مساحة المشاركة، وأن كسر الحلقة يتطلب إعادة هيكلة جوهرية لموازين القوى الاقتصادية والأمنية.
ويحذّر المرشح الشاب حسين الغرابي من أن الأحزاب التي تمتلك أجنحة مسلّحة قد تستخدم السلاح لإيقاف أي تغيير حقيقي.
لذلك يدفع عدد من المرشحين الشباب نحو إصلاح قانون الانتخابات وتأسيس مفوضية مستقلة والحدّ من نفوذ الجماعات المتحالفة مع إيران على السياسة والاقتراع.

من ثمن الاستقرار الهشّ إلى امتحان الصندوق.. ماذا يحصل؟

يتقاطع ما ورد في ذا إيكونوميست ورويترز في أن الاستقرار الحالي في العراق هش. فبينما تمتد قبضة الجماعات العراقية المسلّحة داخل مؤسسات التعليم، يحاول جيل جديد انتزاع مساحة للإصلاح عبر الانتخابات. غير أن شبكات المحسوبية ووجود أجنحة مسلّحة يهددان فرص التغيير.
قد لا تغيّر الانتخابات أسلوب الحكم سريعا، وفق ذا إيكونوميست، لكن التحذير من احتجاجات مقبلة يجعل الجامعة نقطة حساسة.
بينما يرى المرشحون الشباب أن نجاحهم الانتخابي قد يكون الخطوة الأولى نحو مسار مختلف.

حمل التطبيق

© 2025 blinx. جميع الحقوق محفوظة

© 2025 blinx. جميع الحقوق محفوظة