سياسة

مَن يحسم مصير مقاتلي الخط الأصفر.. أميركا أم إسرائيل؟

نشر
blinx
تجد إسرائيل نفسها أمام واحدة من أعقد القضايا المتبقية بعد وقف إطلاق النار في غزة: مقاتلو حماس العالقون على الجانب الإسرائيلي من "الخط الأصفر" في رفح وخانيونس، داخل شبكة أنفاق محصّنة تقدر بأنها تضم ما بين 100 و200 مقاتل.
وبينما يضغط البيت الأبيض لإيجاد مخرج "إنساني" يسمح بعبورهم إلى غرب غزة، تتمسك إسرائيل برفضها، من دون أن تحدد بوضوح ما إذا كان الخيار الوحيد أمامهم هو الاستسلام أو القتل.

عمليات الاغتيال خلف الخط الأصفر

أعلن الجيش الإسرائيلي يوم الأربعاء أنه قتل 4 مسلحين على الجانب الإسرائيلي من الخط الأصفر في جنوب غزة، بعدما رصدتهم قواته أثناء تنفيذ عمليات لهدم أنفاق في رفح، وفق صحيفة تايمز أوف إسرائيل.
وقال الجيش إن الجنود "أطلقوا النار فور اكتشافهم للمسلحين"، قبل أن يؤكد لاحقا مقتل 3 منهم في غارة جوية موجهة، بينما بقي مصير الرابع مجهولا.
وفي حادث منفصل، قتل الجيش مسلحا خامسا في خانيونس بعدما اجتاز الخط الأصفر واقترب من القوات الإسرائيلية. وقالت المؤسسة العسكرية إنه "شكل تهديدا فوريا"، وأن القوات "فتحت النار لإزالة الخطر".
وتقول تايمز أوف إسرائيل إن ما بين 100 و200 عنصر من حماس ما زالوا محاصرين داخل الأنفاق على الجانب الإسرائيلي من الخط، ما يجعل كل احتكاك محتملا شرارة لانهيار وقف إطلاق النار الهش.

الخلاف الأميركي-الإسرائيلي حول مصير المقاتلين

كشفت تايمز أوف إسرائيل أن إدارة الرئيس الأميركي دونالد ترامب تضغط على إسرائيل للسماح بمرور مقاتلي حماس "غير المسلحين" نحو غرب غزة، باعتبار أن إبقاءهم محاصرين داخل رقعة إسرائيلية لن يسمح بانتقال خطة ترامب ذات الـ20 نقطة إلى مرحلتها الثانية.
وتشير الصحيفة إلى أن الولايات المتحدة أبلغت إسرائيل بأنها "لن تقبل" بحل تكون نتيجته قتل المقاتلين المحاصرين.
بحسب القناة 14 الإسرائيلية، رفض رئيس الوزراء الإسرائيلي، بنيامين نتنياهو، مقترحا قدمه جاريد كوشنر يسمح بخروج المقاتلين إلى غرب غزة من دون سلاح، رغم التشديد الأميركي على أن هذا الملف "مصيري" لاستمرار الخطة.
وبينما تقول واشنطن إن 20 ألفا من مقاتلي حماس ما زالوا في غرب القطاع، تعتبر إسرائيل أن السماح بعبور المئات المحاصرين سيعد "انتصارا معنويا" للحركة.
أبلغ كوشنر مسؤولين إسرائيليين أنه يعمل على "خطة بديلة لغزة"، بسبب صعوبة نزع سلاح حماس والعثور على دول توافق على إرسال قوات قادرة على مواجهة الحركة.

إلى أين يذهب مقاتلو حماس؟

تكشف قناة 14 الإسرائيلية أن إسرائيل "لا تملك جوابا واضحا" حول ما إذا كانت الخيارات المتاحة أمام مقاتلي حماس هي الاستسلام أو الموت، لكنها تنفي وجود أي اتفاق يسمح بخروجهم.
أما الخيار الأكثر إثارة للجدل فهو الترحيل إلى دولة ثالثة. قال المعلق العسكري نوعام أمير في تقرير على قناة 14 إن إسرائيل تدرس ترحيل المقاتلين إلى دولتين إحداهما تركيا.
ويضيف التقرير أن النقاش داخل إسرائيل يتجاوز الجانب العملياتي، إذ يرى اللواء احتياط أوزي ديان أن "لا أحد في العالم يريد الفلسطينيين.. الجميع يتحدث بشكل جميل، لكنهم يعرفون أنهم مصدر إزعاج"، داعيا إلى أن "تمارس إسرائيل سيطرة كاملة على قطاع غزة، وألا تعتمد على دول لا ترغب في تحمل المسؤولية".
كما حذّر ديان من أن السؤال الحقيقي ليس "إلى أين يذهب الفلسطينيون؟" بل "أين ستكون إسرائيل وكيف ستحكم غزة؟"، مؤكدا أن ما تحتاجه إسرائيل هو "حدود يمكن الدفاع عنها".

سيناريوهات النهاية.. أزمة مفتوحة بلا حسم

لا تزال القضية من دون مخرج واضح:
  • الولايات المتحدة تريد ممر عبور آمن.
  • إسرائيل ترفض، ولا تقدم بديلا عمليا غير العمليات القتالية.
  • خطة ترامب متوقفة على مصير هؤلاء المقاتلين.
  • القادة العسكريون يدرسون الترحيل أو "حلولا أكثر صرامة".
  • الواقع الميداني يبقيهم محاصرين في شبكة أنفاق قد تتحول إلى "مصيدة موت".
وبينما تتزايد المخاوف من أن يؤدي أي خطأ إلى انهيار وقف إطلاق النار، تبدو هذه القضية اختبارا لمستقبل إدارة القطاع. فإما حلّ تفاوضي يتيح العبور، أو حسم عسكري، أو سيناريو ثالث أكثر غموضا يأخذ شكل ترحيل قسري إلى دول لا تزال، حتى الآن، ترفض استقبالهم.
يبقى المقاتلون العالقون خلف الخط الأصفر ورقة شديدة الحساسية، قد تحدد ما إذا كانت غزة تتجه نحو تسوية سياسية أم نحو جولة جديدة من الحرب.

حمل التطبيق

© 2025 blinx. جميع الحقوق محفوظة

© 2025 blinx. جميع الحقوق محفوظة