لقاء نتنياهو - ترامب.. تنسيق لاستمرار الحرب؟
في خضم هدنة هشة في غزة ومخاوف متصاعدة من اتساع رقعة المواجهة الإقليمية، يتوجه رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو إلى الولايات المتحدة في زيارة جديدة يلتقي خلالها الرئيس الأميركي دونالد ترامب
.
وتأتي الزيارة وسط مؤشرات على سعي نتنياهو إلى إبقاء خيار الحرب مفتوحا في أكثر من ساحة، من غزة ولبنان إلى إيران، باعتباره أداة ضغط سياسية وأمنية في آن واحد، بحسب الصحيفة، وفق ما أوردته صحيفة
إل باييسهدنة غزة.. مرحلة ثانية معلقة
ذكرت قناة
فرانس 24 أن لقاء نتنياهو وترامب في فلوريدا يتركز رسميا على الانتقال إلى المرحلة الثانية من اتفاق وقف إطلاق النار في غزة، والتي تنص على انسحاب إسرائيلي من مواقع داخل القطاع مقابل نزع سلاح حركة حماس، وهو بند وصفته القناة بـ"العقدة الأساسية" في المفاوضات.
ونقلت القناة عن المتحدثة باسم الحكومة الإسرائيلية شوش بدروسيان قولها إن نتنياهو سيبحث "ضمان نزع سلاح حماس وجعل غزة منطقة منزوعة السلاح"، في وقت عبر فيه مسؤولون أميركيون، بحسب
أكسيوس، عن إحباط متزايد من ما اعتبروه مماطلة إسرائيلية في تنفيذ المرحلة الثانية.
من جهته، قال غيرشون باسكين، المشارك في قنوات تفاوض خلفية مع حماس، بحسب
الغارديان إن "المرحلة الثانية يجب أن تبدأ فورا"، مضيفا أن التأخير يمنح حماس وقتا لإعادة تنظيم صفوفها، وهو ما لا ترغب فيه واشنطن.
توسيع بوصلة الحرب.. من غزة إلى إيران ولبنان
بحسب صحيفة
الغارديان، يزور نتنياهو الولايات المتحدة وسط مخاوف من شنّ عمليات عسكرية إسرائيلية جديدة في الإقليم، تشمل لبنان وإيران، في ظل اتهامات إسرائيلية لطهران بإعادة بناء قدراتها النووية والصاروخية.
وأشارت الصحيفة إلى أن نتنياهو يسعى إلى إقناع ترامب بمنح إسرائيل هامشا أوسع للتحرك عسكريا ضد إيران، وكذلك للضغط على حزب الله في لبنان، رغم وجود وقف إطلاق نار قائم هناك.
وفي السياق نفسه، ذكرت
تايمز أوف إسرائيل أن نتنياهو يحاول ترسيخ معادلة مفادها أن "التهديد بالحرب هو السبيل الوحيد لفرض السلام"، معتبرا أن أي تسوية سياسية لا تكون مدعومة بقدرة عسكرية رادعة ستفشل، في ظل رفض حماس التخلي عن سلاحها واستمرار إعادة تسليح حزب الله، وفق توصيف الصحيفة.
الحسابات السياسية والضغط الأميركي
أفادت صحيفة
إل باييس بأن نتنياهو يسعى للحصول على "مباركة أميركية" لاستمرار المواجهات، في وقت يواجه فيه ضغوطا داخلية متزايدة، تشمل انتخابات وشيكة وانتقادات واسعة لأدائه خلال الحرب.
ونقلت الصحيفة عن مصادر دبلوماسية أن نتنياهو يستخدم ملفي إيران وغزة لإعادة توحيد قاعدته السياسية وتقديم نفسه كضامن للأمن، بينما ترى أطراف داخل الإدارة الأميركية أن هذا النهج يعقد فرص التهدئة.
وقال الباحث في معهد تشاتام هاوس يوسي ميكلبرغ، في تصريحات نقلتها الغارديان، إن "كل شيء لدى نتنياهو مرتبط بالبقاء في السلطة"، مضيفا أن واشنطن تبدو مترددة بين دعم إسرائيل أمنيا ومحاولة منع انزلاق المنطقة إلى حرب أوسع.