"شينغ شونغ تشي" في لبنان.. الكنائس تدق ناقوس الخطر

تظهر جماعات عدة في العالم تحمل لواء الأديان، وجماعة "شينغ شونغ تشي" ليست إلا واحدة منها، تحاول الاختلاط بالشباب الراغبين في التعرف إلى الديانة المسيحية، لكن بطرق "مبتدعة ومغلوطة"، وفقا لرجل الدين المسيحي، الشمّاس روني فاضل.

تأسست جماعة "شينغ شونع تشي" عام 1984 على يد زعيمها، لي مان-هي، 93 سنة، بحسب موقعها الرسمي.

لي مان-هي مؤسس الجماعة، اتُّهم بخرقه لقوانين الإقفال العام، وإصراره على إقامة القداس في إحدى كنائس الجماعة، في كوريا الجنوبية، خلال ذروة انتشار وباء كورونا، ما أدى إلى إصابة عدد كبير من الحاضرين وانتشار الوباء في البلاد.

لاحقا، اعتذر مان-هي إلى الشعب الكوري عبر مؤتمر صحافي عقده، بعدما أثار الموضوع ضجة في بلاده، وعلى الرغم من ذلك، أُحيل إلى المحكمة الكورية التي فتحت تحقيقا في الملف.

وعام 2021، برّأت المحكمة الكورية مان-هي من انتهاك قوانين مكافحة الفيروسات، لكنها أدانته باختلاس الأموال، إذ حكم عليه بالسجن مع وقف التنفيذ.

لم يحصر عمل "شينغ شونغ تشي" في كوريا الجنوبية فقط، وإنما انتشرت في أنحاء العالم كافة، وعبرت عددا من القارات؛ أبرزها آسيا وأوروبا وأميركا، حتى إنها افتتحت عددا من المدارس والكنائس في دول مختلفة؛ مثل الفلبين والولايات المتحدة الأميركية، إضافة إلى بعض الدول الأفريقية، وفقا لموقع الجماعة الرسمي.

غالبا ما تبني الجماعات المشابهة لـ"شينغ شونغ تشي" عقائدها على بدعة، حسبما قال فاضل في حديثه مع بلينكس، شارحا أن بدعة هذه الجماعة تتمحور حول شخص واحد، بعيدة عن المسيح أو "يسوع".

أما عن مان-هي، فيعتبر نفسه الشخص الموعود أو المخلّص أو امتداد المسيح، وهذا ينافي تعاليم الديانة المسيحية، ويحرف ما أتى به الإنجيل، كما يقول فاضل.

ومن باب "حرص الكنائس في لبنان على لجم هذه الظاهرة من الانتشار"، قال فاضل إنها عمدت إلى تحذير الأشخاص الذين يتوافدون إلى الكنيسة بشكل دوري، وحذرتهم من الانضمام إلى مثل هذه الجماعات التي "تحرف وتحوّر بمحتوى الإنجيل".

والأخطر بالنسبة إلى فاضل وبعض الرهبان، أن الجماعة تعتمد على أشخاص بأسماء وهمية، خصوصا على مواقع التواصل الاجتماعي حيث انتشارهم الأبرز، إذ اعتمدت في لبنان على إعطاء الدروس عبر تطبيق "زووم" لمدة 11 شهرا، تليها فروض وامتحانات.

وإلى جانب انتشارها ميدانيا في عدد من دول العالم، وبناء الكنائس الخاصة بها، شقت "شينغ شونغ تشي" طريقها نحو الإنترنت ومواقع التواصل الاجتماعي، إذ لديها نحو 200 ألف متابع على قناتها الخاصة على يوتيوب.

وفي لبنان، لا يتعدى عدد المتابعين على منصة إنستغرام بضع عشرات (139 شخصا حتى كتابة هذه السطور)، لكن لديها حسابات في دول عدة، منها نيوزيلندا وأستراليا وفرنسا وإندونيسيا، وغيرها.

ويعتقد فاضل أن الأسلوب الحديث أخطر على الجيل الجديد الذي يدمن العالم الافتراضي، لأن احتمالية انسجامه مع هذه الجماعة أصبحت أكبر. وتابع أن الأفراد الذين يعتبرون أنفسهم "مبشرين"، يتوجهون إلى المناطق المكتظة، بهدف جذب أكثر عدد ممكن من الناس.

وفي حال لم تنجح باستقطاب العدد المطلوب من الناس، فتعمل "شينغ شونغ تشي" على جمع الناس الذين آمنوا برسالتهم ليعيشوا معا، حتى إنه في غالب الأحيان ينتهي بهم المطاف بالانتحار أو الانطواء على العالم، وفقا لفاضل.