نورا المطروشي لـبلينكس: حدودنا ليست السماء

قالت نورا المطروشي، الموجودة في هيوستن بولاية تكساس عقب تخرجها، في حوار مع بلينكس، إن البشر أصبحوا مؤهلين أكثر من أي وقت مضى للرحلات الطويلة للفضاء.

وأشارت إلى أن برنامجها التدريبي الذي امتد على مدار عامين، تدربت خلاله على "كيفية البقاء على قيد الحياة في الفضاء، والتكنولوجيا الفضائية، وكيفية التحكم في الروبوتات، فضلا عن أساسيات اللغة الروسية وغيرها".

تخرّجت المهندسة الميكانيكية الإماراتية وزميلها الإماراتي محمد الملا، و10 رواد فضاء أميركيين من التدريب خلال حفل أقامته وكالة ناسا في هيوستن مؤخرا.

المطروشي، التي حضر أصدقاؤها وزملاؤها وعائلتها حفل التخرّج، قالت إنها تحلم بأن تكون أول رائدة فضاء عربية وإماراتية، تهبط فوق سطح القمر، مشيرة إلى أن الطيران إلى القمر كان حلمها منذ صغرها.

قالت "ما جعلني مهتمة بالفضاء في الواقع هو الدرس الذي تلقيناه عندما كنت في روضة الأطفال، عندما كان عمري 5 سنوات، وكان هناك درس خاص بالفضاء والمجرات".

وأضافت "طلبت منا المعلمة تصنيع خوذات كرتونية للذهاب للقمر، وكانت هناك خيمة في منتصف الحجرة المدرسية على شكل مركبة فضائية، فاعتبرناها المركبة الفضائية التي سوف تقلنا إلى القمر، لنخرج بعدها من الخيمة أو (المركبة الفضائية) وقد أغلقت المعلمة أضواء الحجرة، وقامت بتغطية كل الأدوات في الحجرة المدرسية من أثاث وكراسي بقطع قماش لتوحي لنا بأن هذا هو القمر، وبصراحة كانت أجواء رائعة لنا كأطفال، ويومها قررت أن أكون رائدة فضاء وأذهب للقمر".

وقد حصلت نورا المطروشي، على دبوسها الفضي، الذي يُمنح لرواد الفضاء الذين أكملوا تدريبهم ولكنهم لم يسافروا بعد إلى الفضاء، خلال حفل التخرّج الذي أقيم في مركز جونسون للفضاء في هيوستن.

المطروشي هي أول امرأة إماراتية يتم اختيارها كرائدة فضاء، وكانت ريانة البرناوي، وهي مواطنة سعودية، أول امرأة عربية تطير إلى الفضاء عندما ذهبت إلى محطة الفضاء الدولية في رحلة مدتها 8 أيام العام الماضي.

وكشفت المطروشي، أنها قامت بالتدريب على السير في الفضاء في أحد أكبر حمامات السباحة الداخلية في العالم، والذي يوجد في أسفله نموذج بالحجم الطبيعي لمحطة الفضاء الدولية.

ويتدرب رواد الفضاء في حوض السباحة وهم يرتدون بدلات فضائية يبلغ وزنها 115 كيلوغرام، وهي البدلات التي يرتدونها عادة أثناء السير في الفضاء.

بعد 24 شهرا من التدريب الصارم، قالت المطروشي، وهي من مواطني إمارة الشارقة، "اتطلّع بشدة للعودة للإمارات وزيارة جدتي".

ولدت نورا المطروشي عام 1993، وحصلت على درجة البكالوريوس في الهندسة الميكانيكية من جامعة الإمارات العربية المتحدة في 2015، وتلقت تدريبا في جامعة فاسا للعلوم التطبيقية في فنلندا.

وتنتمي نورا لعضوية الجمعية الأميركية للمهندسين الميكانيكيين، وتعمل حاليا مهندسة في شركة الإنشاءات البترولية الوطنية، وتمتلك ٥ سنوات من الخبرة العملية في مجالها.

من إنجازاتها المهنية العديدة، إدارة المشاريع الهندسية لشركة بترول أبوظبي الوطنية، أدنوك. وسبق لها أن شغلت منصب نائب رئيس مجلس الشباب لمدة ٣ سنوات متتالية في الشركة الوطنية للإنشاءات البترولية.

وإلى جانب تفوقها في الهندسة والرياضيات، نالت المرتبة الأولى في دولة الإمارات في الأولمبياد الدولي للرياضيات 2011.

واختيرت أيضا لبرنامج سفراء شباب الإمارات للعام 2013 في كوريا الجنوبية، والذي نُظم تحت رعاية ديوان ولي عهد أبوظبي.

وانضمت نورا إلى برنامج ناسا لرواد الفضاء 2021، حيث تخوض تدريبات في مجال إدارة مهام مختلفة في محطة الفضاء الدولية، والتدرب على مهمات السير في الفضاء، والبقاء لفترات طويلة في المحطة.

بالإضافة إلى التدرب على جوانب عدة في نطاق العمليات، والمهمات الروتينية.

وتشمل التدريبات التعامل مع أنظمة المحطة، والتحكم في الروبوتات، وكيفية التعامل مع أنظمة الحواسيب، وتخزين المعدات وتحديد مواقعها، والتواصل مع المحطات الأرضية، ودورات على طائرة T-38، ومهارات اللغة الروسية، ودورات أخرى حول المهارات القيادية، وصولا إلى تمارين النجاة على اليابسة والماء، وتمارين بدنية متنوعة.