غضب آسيوي من الحوثي.. هل تموّل الصين هجمات تطالها؟

قال مسؤولون لبوليتيكو إن "مشتريات الصين من النفط الإيراني تموّل، بشكل غير مباشر، سلسلة الهجمات الأخيرة التي يشنها الحوثيون في البحر الأحمر والتي أثرت بشكل كبير على الشحن العالمي، إذ يتدفق نحو 15% من بضائع التجارة العالمية عبر الممر الذي يمتد من خليج عدن عبر البحر الأحمر وقناة السويس، ويربط بين آسيا وأوروبا.

تشتري الصين نحو 90% من النفط الإيراني، بما في ذلك النفط الخام الذي يبيعه فيلق القدس، المسؤول عن العمليات العسكرية الخارجية لطهران.

ففيلق القدس يمول ويدرب جماعات مدعومة من إيران في أنحاء عدة بالشرق الأوسط، بما في ذلك حزب الله في لبنان وجماعة الحوثيين. ولم يستجب متحدث باسم الحكومة الصينية لطلب بوليتيكو التعليق.

لا تشتري معظم الدول النفط الإيراني بسبب العقوبات، خاصة تلك التي فرضتها واشنطن. واستفادت الصين، التي تستمد نحو 10% من نفطها من إيران وتعارض العقوبات، من عزلة إيران، إذ إن ذلك مكّن الشركات الصينية من شراء النفط الإيراني بخصم كبير.

أطلق الحوثيون 4 صواريخ بالستية مضادّة للسفن باتجاه البحر الأحمر بالقرب من السفينة هوانغ بو، قبل أن يصيبوها بصاروخ خامس. وبحسب قيادة الأميركية الوسطى، سنتكوم، فإن "الحوثيين هاجموا السفينة "رغم أنّهم قالوا سابقا إنّهم لن يهاجموا السفن الصينيّة".

واندلع حريق على متن السفينة لكنه أخمِد في غضون 30 دقيقة. فغادرت السفينة الصينية البحر الأحمر إلى خليج عدن، متّجهة، بحسب شركة الأمن البحري "أمبري"، نحو وجهتها التالية ميناء نيو مانغالور في الهند.

وقع الهجوم على بُعد 23 ميلا بحريا غرب مدينة المخا، وفقا لهيئة عمليّات التجارة البحريّة البريطانيّة، فيما لم تعلن أيّ جهة مسؤوليتها، وفق فرانس برس.

وبحسب بوليتيكو، فإن الهجوم يسلط الضوء على النتائج العكسية لمشتريات الصين من النفط الإيراني.

أثارت هجمات الحوثي غضب بلدان المحيط الهندي، بما في ذلك الهند وسريلانكا، اللتين تحملتا العبء الأكبر من اضطراب البحر الأحمر.

انخفضت حركة المرور بنسبة 60% في البحر الأحمر وفقا لمعهد كيل للاقتصاد العالمي، وهو مركز أبحاث مقره ألمانيا.

وفي وقت سابق من هذا الشهر، قتل الحوثيون 3 من أفراد الطاقم على متن السفينة "ترو كونفيدنس" المملوكة لليبيريا، والتي استهدفوها بصاروخ بالستي مضاد للسفن على بعد نحو 100 كيلومتر قبالة ساحل اليمن.

وفي فبراير، شن الحوثيون هجوما صاروخيا على السفينة "روبيمار" المملوكة لبريطانيا، والتي غرقت في جنوب البحر الأحمر وكانت تحمل أكثر من 40 ألف طن من الأسمدة.

وفي مؤتمر حول التجارة عبر المنطقة، عقد في سريلانكا الشهر الماضي، واجهت إيران انتقادات حادة، إذ دعا بعض الممثلين المنظمة البحرية الدولية التابعة للأمم المتحدة، والتي أرسلت أيضا مسؤولا كبيرا إلى الاجتماع، إلى اتخاذ إجراءات قانونية ضد طهران، وفق ما ذكرت رويترز.

وقال أحد هؤلاء الأشخاص "من وجهة النظر الآسيوية، لا أحد يهتم بالحرب في إسرائيل". "إنها ليست ذريعة لتدمير الاقتصاد العالمي".

أعلن الحوثيون، الثلاثاء، أنهم شنّوا 6 هجمات بصواريخ بالستية وطائرات مسيّرة خلال الساعات الـ72 الماضية، ضد سفن ومدمرتين أميركيتين في البحر الأحمر، وإسرائيل.

لكن شركة "ميرسك" الدنماركية العملاقة للشحن، أكدت في بيان أنه "في ما يتعلق بالتقارير الإعلامية الأخيرة التي تزعم الهجوم على سفينة ميرسك ساراتوغا في خليج عدن، يمكننا أن نؤكد أنه لم يتم الإبلاغ عن حادث مماثل من قبل السفينة".

ويشنّ الحوثيون عشرات الهجمات بصواريخ ومسيّرات ضدّ سفن تجارية منذ أكثر منذ نوفمبر من العام 2023، وأعلنوا مؤخراً توسيع دائرة هجماتهم لتشمل المحيط الهندي باتجاه رأس الرجاء الصالح.

وتغيير السفن لمسار رحلاتها حول رأس الرجاء الصالح في أفريقيا، يضيف ما يصل إلى 14 يوما من الرحلة. رغم أن اتخاذ الطريق الأطول لا يحدث فرقا كبيرا في السعر، وذلك بسبب التكلفة العالية لعبور قناة السويس، فإن الوقت الإضافي يمكن أن يعوق سلاسل التوريد التي يعتمد عليها قطاع التصدير في الصين.