اغتصاب الأطفال.. 352 مأساة مسجلة في لبنان

آخر حادثة تحرش واغتصاب ضجت في أوساط الرأي العام اللبناني، حصلت في بلدة رحبة في شمال البلاد يوم السبت 8 يونيو، للطفل "ع.ر.".

والدة الطفل، تروي أن المغتصِب كان يأخذ دروسا مع نجلها عند إحدى المدرّسات، مشيرة إلى أن هناك معرفة مسبقة تجمع الطرفين بعلم العائلتين، وتضيف "يوم السبت الماضي، أبلغ المغتصب "ط." ابني أنه سيصطحبه إلى المنزل بعد الانتهاء من حلقة التدريس لدى المعلمة، وهذا ما حصل.

تضيف: "عندها، وفي مكان ما ضمن البلدة، أبلغ المغتصب طفلي الصغير أنه يريد أن يجرب معه مشهدا كان قد اطلع عليه عبر الإنترنت".

تتابع الأم أن ابنها أبدى رفضه، لكن الأخير أصر على ذلك فقوض حركة الطفل وجرده من ملابسه ليقوم بفعلته. في تلك الأثناء، حاول ابني مقاومة المغتصب لكنه لم يستطع الإفلات منه.

تكمل الأم "خلال لحظة وقوع الحادثة، صدف مرور شاب من بلدة رحبة في المكان، فاكتشف الواقعة ورأى أن الطفل يتعرض لاعتداء، فسارع فورا لتحريره وضرب المعتدي ونقله أمام منزلنا لإبلاغنا بما حصل".

تلفت الأم إلى أن العائلة تثبتت مما حصل عبر استنطاق نجلها، فبادرت إثر ذلك لتقديم شكوى لدى أجهزة الأمن المعنية، وهناك أقر المغتصِب بفعلته وبالتهم المنسوبة إليه، وذلك قبل تحويله إلى سجن خاص بالأحداث.

تؤكد والدة الطفل الضحية أن الحادثة كانت مروعة، لكنها أكدت أنها ستتابع حالة طفلها النفسية من أجل معالجته بعد الواقعة التي ألمت به، تقول: "ابني كان جريئا وأبلغنا بما حصل معه ولم يخف. هذا الأمر ساعدنا كثيرا في كشف الحقيقة كاملة ونتمنى أن يأخذ القضاء مجراه انتصارا لحق طفلي".

الطفلة اللبنانية "ش."، 15 عاما من جنوب لبنان، هي ضحية حادثة خطف واعتداء جنسي، فيما المتورط هو "أ.ح." من مدينة صيدا، وما يزال متواريا عن الأنظار حتى هذه اللحظة.

بلينكس حصلت على تفاصيل الحادثة عبر مطلعين على الملف، كشفوا أن القصة بدأت حين جرى الطلب من "أ.ح." المجيء إلى منزل عائلة "ش" في إحدى البلدات الجنوبية للاهتمام برجل مُسن، وتضيف "حينها، رأى الشخص المذكور الطفلة داخل المنزل فطلب الحديث معها ووجه إليها تهديدات في حال لم تنفذ طلبه وتلتقي به في منطقة الغازية في جنوب لبنان".

المصادر تقول إن الطفلة القاصر لبت طلب "أ.ح." ومن الغازية خطفها الأخير بعدما رشّ مادة منومة على وجهها، في حين أن هناك سيدة أخرى تدعى "هـ." اشتركت معه في الحادث.

بحسب المصادر، فقدت الطفلة وعيها لتستيقظ وتجد نفسها داخل أحد الفنادق في بيروت، إذ كانت تمكث داخل غرفة يوجد فيها "أ.ح." و "هـ.".

التحقيقات كشفت أن القاصر شعرت بآلام شديدة في جسدها بعدما استعادت وعيها، فيما ثيابها كانت ممزقة. عندها، استغلت نوم المعتدين للهرب، وطلبت مساعدة أشخاص في المنطقة التي كانت بها ضمن بيروت إلى أن نُقلت باتجاه منزل أحد أقربائها في ضواحي العاصمة.

ما تبين خلال التحقيقات أن الطفلة خضعت لفحص مخدرات، فتبين أنه جرى منحها حبوب "هلوسة"، بينما خسرت عذريتها أيضا إثر تعرضها للاغتصاب.

حادثة أخرى وقع ضحيتها الطفل اللبناني "م." من جنوب لبنان، حيث أقدم شخص يبلغ من العمر 40 عاما على التحرش به واغتصابه.

تفيد التحقيقات التي اطلعت عليها بلينكس بأن السوري ويدعى "م.س." أقر بجريمته، مشيرا إلى أنه استدرج الطفل أكثر من مرة إلى منزله مستغلا غياب زوجته.

تكشف المصادر أن "م.س." والذي تبين أنه دخل خلسة إلى لبنان، اعترف أمام المحققين أنه تحرّش بالطفل 4 مرات وفي إحداها اغتصبه، مشيرة إلى أن الجاني كان يقوم خلال المرات التي يختلي خلالها مع الطفل بخلع ملابسه أمامه.

مصدر في قوى الأمن الداخلي كشف لبلينكس أن هناك العشرات من المحاضر الأمنية المرتبطة بحالات التحرش والاغتصاب جرى تسجيلها داخل المخافر والفصائل العسكرية، كاشفا أن العناصر الأمنية مسؤولة تماما عن حماية المعتدَى عليه فور لجوئه إلى المخفر، فيما التحقيق لا يجري معه إلا بحضور "مندوب أحداث".

أرقام جمعية "حماية" المعنية بتعزيز الحماية الشاملة للأطفال تكشف التالي:

• متوسط عدد التبليغات التي تتلقاها الجمعية شهريا بشأن قضايا تحرش أو اغتصاب: 20 حالة شهريا.
• إجمالي عدد التبليغات التي تلقتها الجمعية خلال العام 2023: 261 حالة تبليغ.
• إجمالي عدد التبليغات خلال النصف الأول من العام 2023: 122 حالة تبليغ.
• إجمالي عدد التبليغات التي تلقتها الجمعية خلال النصف الأول من العام 2024، حتى شهر مايو:91 حالة.

• عدد الأطفال الذين خضعوا لرعاية جمعية "حماية" خلال العامين 2023 و2024: 352 حالة.
• عدد الإناث والذكور الذين أبلغوا "حماية" عن تعرضهم للتحرش والاغتصاب: 118 من الذكور و234 من الإناث.