أمن
.
بعد قرابة ٢٣ عاما من تخطيطه لأحداث 11 سبتمبر التي راح ضحيتها 2753 شخصا، كشفت وزارة الدفاع الأميركية أن خالد شيخ محمد، و2 آخرين في سجن عسكري أميركي بخليج غوانتانامو في كوبا وافقوا، على الإقرار بالذنب، لتفادي عقوبة الإعدام.
بيان صادر عن البنتاغون أكد التوصل أيضا إلى اتفاقين للإقرار بالذنب مع اثنين من المعتقلين الآخرين، وهما وليد محمد صالح بن مبارك بن عطاش، ومصطفى أحمد آدم الهوساوي، الذين شاركا في التخطيط لخطف طائرات ركاب تجارية للاصطدام بمركز التجارة العالمي في مدينة نيويورك ومبنى البنتاغون.
واستنكر زعيم الجمهوريين في مجلس الشيوخ الأميركي، ميتش ماكونيل، اتفاقات الإقرار بالذنب قائلا: "الشيء الوحيد الأسوأ من التفاوض مع الإرهابيين هو التفاوض معهم بعد احتجازهم"، متهما إدارة الرئيس الديمقراطي، جو بايدن "بالجبن في مواجهة الإرهاب".
خالد شيخ محمد عرف أنه مخطط عملياتي لتنظيم القاعدة، خطط لبعض العمليات الإرهابية الأكثر شهرة للمنظمة، وأبرزها هجمات 11 سبتمبر على مركز التجارة العالمي والبنتاغون في عام 2001.
في عام 1983، انتقل شيخ محمد إلى الولايات المتحدة وتحديدا إلى جامعة نورث كارولينا الزراعية والتقنية الحكومية، وحصل على درجة في الهندسة الميكانيكية في عام 1986. بعد التخرج، سافر إلى أفغانستان، حيث يُعتقد أنه تلقى تدريبا عسكريا أثناء الاحتلال السوفييتي، بحسب موسوعة بريتانيكا.
ورغم أنه أعلن مسؤوليته عن تفجير مركز التجارة العالمي في نيويورك عام 1993، إلا أن محمد لفت الانتباه الدولي لأول مرة بسبب مشاركته في ما يسمى بـ"مؤامرة بوجينكا"، وهي خطة أعدها ابن شقيق محمد، رمزي يوسف.
وكان المتآمرون المتمركزون في مانيلا بالفلبين يهدفون إلى تفجير 11 طائرة ركاب متجهة إلى الولايات المتحدة عبر المحيط الهادئ بقنابل لا يمكن اكتشافها. وتضمنت عناصر أخرى من المؤامرة هجمات على بابا الفاتيكان، يوحنا بولس الثاني، والرئيس الأميركي بيل كلينتون، ومحطات الطاقة النووية المدنية.
واكتشف المسؤولون الفلبينيون المؤامرة في يناير 1995 عندما اندلع حريق في شقة مانيلا حيث كان يوسف وشريكه عبد الحكيم مراد يصنعان القنابل. وعندما عاد مراد إلى الشقة، ألقي القبض عليه. وفر يوسف من البلاد ولكن قبض عليه في باكستان في فبراير 1995 وسلّم إلى الولايات المتحدة، بحسب المعهد الملكي للخدمات المتحدة للدراسات الدفاعية والأمنية.
اعتمدت الخطة المقترحة لمؤامرة بوجينكا، اختطاف طائرة واستخدامها كصاروخ لمهاجمة مقر وكالة الاستخبارات المركزية. وعرض خالد هذه الخطة على أسامة بن لادن في عام 1996، مع اقتراح استخدامها لمهاجمة أهداف رمزية في الولايات المتحدة.
ويُعتقد أن بن لادن وافق على الخطة في وقت ما في أواخر عام 1998 أو أوائل عام 1999، وانضم خالد رسميا إلى تنظيم القاعدة.
وبدأ خالد، إلى جانب بن لادن ومحمد عاطف، تجميع فرق الخاطفين. وفي أوائل ديسمبر 1999، عقد محمد اجتماعا تعليميا مع 3 من عملاء القاعدة الذين سينفذون هجمات الـ11 من سبتمبر، بحسب الموسوعة البريطانية.
وبعد تلك الهجمات، ارتفعت مكانة خالد داخل تنظيم القاعدة بشكل كبير، إذ شارك في عمليات إرهابية أخرى ضد الولايات المتحدة، بما في ذلك محاولة "تفجير" طائرة الخطوط الجوية الأميركية بواسطة حذاء مفخخ، والتي أحبطها الركاب في الـ 22 من ديسمبر 2001.
كما يُنسب لخالد شيخ محمد أنه نفذ عملية إعدام مراسل صحيفة وول ستريت جورنال دانييل بيرل في عام 2002، وهو الادعاء الذي تأكدت صحته بعد اعترافه الذي نشرته صحيفة نيويورك تايمز.
وفي أوائل عام 2003 خطط محمد لشن هجوم على مطار هيثرو في لندن، لكن الولايات المتحدة وحلفائها أحبطوا الخطة.
في الأول من مارس 2003، وبناء على معلومات استخباراتية، نفذت وكالة الاستخبارات المركزية الأميركية غارة مشتركة مع المخابرات الباكستانية، على مكان تواجد خالد في راولبندي بباكستان هو ومصطفى الهوساوي.
ولخطورة خالد، قررت الاستخبارات المركزية الأميركية نقله عبر أماكن عدة بين أوروبا وآسيا، ليصعب تتبعه من أنصاره، قبل نقله لمقره الأخير بسجن غوانتانامو، بحسب مذكرة بحثية نشرتها جامعة كنت البريطانية، وكانت الأماكن كالتالي:
© 2024 blinx. جميع الحقوق محفوظة