"أخطر خرق أمني لإسرائيل".. حرب الجواسيس تشتعل مع إيران

في ٢١ أكتوبر، اعتقل جهاز الشاباك 7 إسرائيليين بتهمة التجسس لصالح إيران، بتهمة تصوير مواقع حيوية مقابل الحصول على أموال، إذ أنهم نقلوا معلومات حساسة وصوّروا قواعد عسكرية ومنشآت أمنية تم استهدافها خلال الحرب، بحسب زعم جهاز الأمن الإسرائيلي.

الجواسيس الـ7 الذين تتراوح أعمارهم بين ١٩ و٢٣ عاما عرفوا باسم "خلية القدس الشرقية"، يقودهم شخص عمره ٢٣ عاما اسمه رامي عليان، جنده أحد العملاء الإيرانيين ليجند بدوره بقية أعضاء الشبكة بحسب تايمز أوف إسرائيل، لتعده "أخطر خرق أمني لإسرائيل على الإطلاق".

وتقول الشرطة الإسرائيلية في بيان لها إن 2 من المتهمين قدما معلومات مهمة لإيران حول البنية التحتية لاستهدافها بضربات صاروخية.

وذكرت أن الثنائي عمل على جمع معلومات حساسة عن القواعد الإسرائيلية والبنية التحتية للطاقة على مدار عامين، وكانا على علم بأن هذه المعلومات تعرض الأمن القومي للخطر.

وبحسب الشرطة فإن "الشبكة أجرت مهام استطلاع مكثفة على قواعد الجيش الإسرائيلي في جميع أنحاء البلاد، مع التركيز على منشآت القوات الجوية والبحرية والموانئ ومواقع نظام القبة الحديدية والبنية التحتية للطاقة مثل محطة الطاقة في الخضيرة".

وتحولت المهام إلى أنشطة أكثر خطورة مثل إشعال النار في مركبة مقابل 2000 شيكل (529 دولارا)، "أو شراء أسلحة"، إذ كلف عليان بإلقاء قنبلة يدوية على أحد أفراد الأمن الإسرائيلي، وتحديد موقع جندي في القدس وتلقى 15 ألف شيكل، نحو ٤ آلاف دولار لشراء القنبلة، لكنه لم ينفذ المهمة في النهاية.

إسرائيل تزعم أن هذه الشبكة لم تقف عند حد تصوير المواقع وجمع المعلومات وعمليات التخريب، بل إنها خططت لاغتيال علماء في مجال الطاقة النووية، إذا أعطوا ٢٥ ألف شيكل بصورة مبدئية لتصوير معهد وايزمان للعلوم حيث يعمل العالم، ومكان سكنه وشراء سلاح، مسدس غلوك ١٩، لقتله وعائلته وإحراق منزله للحصول على باقي المبلغ المتبقي بإجمالي ٢٠٠ ألف شيكل، 53 ألف دولار، في صورة عملات رقمية، بحسب إذاعة الجيش الإسرائيلي.

مقابل ١٠٠ ألف دولار، كانت إيران قد جندت فلاديمير فارخوفسكي، البالغ من العمر نحو 35 عاما، من سكان بيتح تكفا، لاستجوابه بشبهة تجنيده من قبل إيران لاغتيال شخصية إسرائيلية، بحسب القناة ١٢ وإذاعة الجيش الإسرائيلي.

في الأيام التالية لاعتقاله، كشف أن فارخوفسكي يعاني من صعوبات مالية منذ هجرته من أوكرانيا قبل 8 سنوات، إذ كان يبحث عن حلول مالية سهلة وسريعة، وخاصة أنه متورط في قضية احتيال مالي مرتبطة ببطاقة ائتمان.

وعمل فارخوفسكي كحارس أمن وتورط في صعوبات مالية بعد وقت قصير من وصوله إلى إسرائيل، وأدين ليقضي فترة الخدمة المجتمعية عام ٢٠١٧، بحسب يديعوت أحرونوت.

وقال مصدر عمل سابقا في وزارة الدفاع الإسرائيلية للصحيفة إن المهاجرين أسهل في استهدافهم في هذا النوع من العمليات، مقارنة بأولئك الذين ولدوا في إسرائيل لأنهم أقل انتماء.

في هذا الصدد، يشير دفير كاريف، الذي عمل في جهاز شين بيت، إلى أن إيران تقترب من أشخاص لديهم ماض إجرامي، أو أولئك الذين انتهكوا القانون بالفعل، أو أفراد يائسون، إذ يتم إغراؤهم عبر إعلانات، بعضها على فيسبوك أو عروض لخدمات الترجمة بلغات مختلفة، مع دفع آلاف الشواكل لكل صفحة.

يتشابه ذلك، في قصة مردخاي ميلمان البالغ من العمر أكثر من ٧٠ عاما، صاحب السجل الجنائي السابق، إذ وقع في تركيا في يد من أقنعوه أنهم وسطاء لرجل أعمال إيراني، ليدخل إليها خلسة ليحاول الاتفاق على قتل رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو أو سلفه نفتالي بينيت، لكنه طلب مليون دولار وهو الأمر الذي رفضه الإيرانيون ليحصل في النهاية على ٥ آلاف دولار مقابل اجتماعه معهم.

أما العقوبة، فقد تتجاوز السجن، إلى الحد الذي يمكن من خلاله إسقاط الجنسية الإسرائيلية عن هؤلاء المتورطين، إضافة إلى فرض عقوبات مالية تشمل تجميد الأصول التي يملكونها في محاولة لمواجهة الموجة المتزايدة من الجواسيس الذين يقعون في شباك العملاء الإيرانيين، بحسب ما صرح به مسؤول أمني إسرائيلي ليديعوت أحرونوت.

في أغسطس، ألقت إسرائيل القبض على إيدن دباس صاحب الـ30 عاما، بعدما طلب منه مشغله الإيراني بعض المهام التي تبدو غريبة بعض الشيء مثل وضع رؤوس دمى مقطوعة على باب منازل مسؤولين إسرائيليين مقابل ١٢ ألف دولار، بحسب هآرتس.

وفي يوليو ٢٠٢٤، ألقي القبض على إليمليخ شتيرن، 21 عاما، بعد تكليفه بمهام تتضمن تسليم طرود تحتوي على رسائل تهديد، بما في ذلك رأس مقطوع لحيوان، إلى أبواب الإسرائيليين.

وطُلب من شتيرن أيضا إشعال حريق في غابة وقتل شخص ما، لكنه لم ينفذ هذه المهام، بحسب ما نقلت CNN عن الأمن الإسرائيلي.

وذكر تقرير هآرتس أن إيران تسعى بشكل متزايد لتجنيد إسرائيليين للقيام بمهام تجسس أو تنفيذ أنشطة تخريبية داخل إسرائيل. الأسلوب الأكثر شيوعا للتجنيد يتم من خلال منصات التواصل الاجتماعي مثل تلغرام، وواتساب، وفيسبوك، وإنستغرام.

ويتنكر العملاء الإيرانيون في هيئة محترفين مثل وكلاء عقارات، ويغرون الإسرائيليين بإمكانية كسب المال بطريقة سهلة، ولكن في حالة دباس استخدمت طهران أسلوب يُعرف بـ"النهج الأمامي"، حيث يتواصل المشغلون الإيرانيون مع الإسرائيليين بشكل مباشر من دون إخفاء هويتهم.