أمن
.
تشهد مدينة البوكمال بريف محافظة دير الزور السورية توترات أمنية وفوضى عشائرية بدأت قبل أسبوعين ولا تزال مستمرة حتى الآن، أشعلتها حادثة سرقة سرعان ما تطورت بالتدريج لتصل إلى مواجهات، مما دفع ميليشيات تتبع الحرس الثوري الإيراني هناك للاستنفار.
ورغم أن التوترات بصورتها العامة تأخذ طابعا محليا، تذهب المعطيات والتطورات على الأرض باتجاه أبعد، وفق مراقبين. ويرتبط ذلك بما يشكله موقع هذه المدينة من أهمية ضمن خارطة النفوذ الإيراني في المنطقة.
تقع البوكمال على الحدود السورية-العراقية، وبعد 2017 تحوّلت إلى جسر بري يستخدمه "الحرس الثوري" لنقل الأسلحة والإمدادات العسكرية لبقية ميليشياته في سوريا وصولا إلى لبنان. فما الذي يجري فيها الآن؟ وما قصة الفوضى التي تهدد نفوذ طهران على طريقها البري؟
بدأت القصة بحادثة سطو مسلح نفذه عناصر من ميليشيا "الفوج 47" التابع للحرس الثوري الإيراني، واستهدفت منزل الشيخ أيمن الدندل أحد وجهاء عشيرة الحسون.
ورداً على ذلك اندلعت اشتباكات بين مسلحي العشيرة وعناصر الفوج 47، وغالبيتهم من أبناء عشيرة المشاهدة، بحسب ما قال مدير المرصد السوري لحقوق الإنسان، رامي عبد الرحمن.
ويقول عبد الرحمن لبلينكس: "نتحدث عن مواجهات بين طرف مدعوم من إيران وآخر عشائري أيضاً لكنه لا يحظى بذات النفوذ والدعم في المنطقة".
وما تزال التوترات والمواجهات المتقطعة مستمرة حتى الآن، وفق عبد الرحمن، وأشار إلى فشل تدخلات حصلت خلال الأيام الماضية من أجل التوصل لتهدئة.
تنتشر في البوكمال الكثير من الميليشيات المحلية والأجنبية، وتتبع جميعها لـ"الحرس الثوري" الإيراني.
ويوضح مدير شبكة "دير الزور 24"، عمر أبو ليلى أن ما يجري في المدينة "يعكس أبعادا متعددة للصراع الإقليمي والمحلي، حيث يتشابك النفوذ الإيراني في المنطقة مع التحديات التي تفرضها العشائر المحلية التي تحاول الحفاظ على سيادتها ومصالحها".
ويقول الصحافي لبلينكس إن قادة من "الحرس الثوري" كانوا اجتمعوا مع قائد "الفوج 47"، مضيفا أن القادة منحوا أبو عيسى تفويضا باستخدام القوة بشكل مباشر ضد أي تهديد محتمل من أبناء العشائر المسلحة، بعد تصاعد التوترات مع عشيرة الحسون.
ما يزال وجهاء عشيرة الحسون يطالبون عناصر الفوج بالخروج من البوكمال، وترفض قيادة الأخير ذلك. ويعتبر مدير "المرصد السوري"، عبد الرحمن أن "الفوضى العشائرية الحاصلة يبدو أنها تُستغل من أميركا وجهات دولية".
ومن جهته يشير الصحفي أبو ليلى إلى أن عشيرة الحسون رفعت سقف مطالبها للصلح، وباتت تعتبر أن وجود الميليشيات في البوكمال بات يشكل تهديدا لأمنها واستقرارها.
© 2024 blinx. جميع الحقوق محفوظة