حريق دار مسنين يُفجع الأردن.. ماذا يقول المختصون؟

كشفت وزيرة التنمية الاجتماعية أن الحريق "امتدّ في المركز الذي يقطنه 111 نزيلا على مساحة 80 مترا"، كاشفة عن عمليات إخلاء لباقي المسنين إلى مراكز أخرى بعد تضرر المبنى، ونقل المصابين إلى مستشفيات حكومية لتلقي العلاج.

وقالت وفاء بني مصطفى إن التحقيقات الأولية للحريق تشير إلى أنه وقع بفعل أحد النزلاء من المسنين، وجاءت حالات الوفاة نتيجة لاستنشاق الأدخنة الكثيفة المتصاعدة داخل المبنى المغلق.

ومن جانبه، قال العقيد فريد الشرع، مدير دائرة الإعلام والتثقيف الوقائي، والمتحدث الأسبق باسم مديري الدفاع المدني في حديث مع بلينكس: "يجب أن تتوفر متطلبات السلامة العامة في أي منشأة وتحديدا المختصة برعاية كبار السن".

وأضاف: "من المفترض توفير كود البناء الوطني الأردني الذي يقوم على توفير أنظمة إنذار ومداخل ومخارج وأنظمة إطفاء غير وجود الإدارة الوقاية والحماية الذاتية في الدفاع المدني التي تعمل كل فترة في عمل كشوفات مفاجئة ودورية".

وتابع الشرع، خبير السلامة العامة: "مشكلة الحرائق متكررة، وتحدث بشكل سنوي، وبعضها ينتج عن وسائل التدفئة، ومن الممكن بخطأ بشري واحد أن يحترق مبنى كامل".

وفي عام 1979 تأسست جمعية الأسرة البيضاء لرعاية كبار السن، لتأمين الرعاية الصحية لهم، والتي تشمل الرعاية الطبية الأولية، إضافةً إلى تأمين مسكن كريم، وتأمين احتياجاتهم قدر الإمكان، مع اتباع الطرائق العلمية في العمل، والالتزام بجودة الخدمة.

وتعنى الدار باستضافة الرجال والنساء المسنين الذين تدهورت حالتهم الصحية، أو يعانون محدودية الموارد المالية أو من لا معيل لهم.

قال الخبير الأمني، بشير الدعجة إنه حتى الآن لم تظهر معلومات حول توفر شروط السلامة العامة والصحة المهنية في الجمعية، مضيفا: "الدفاع المدني عندما يُرخص مثل هذه الجهات أو أي منشأة سواء خاصة أو عامة فهو يقوم بالكشف الحسي، ولا يتم إعطاء تراخيص إلا إذا كانت هناك منظومة متكاملة للأمن والسلامة، من نظام الإطفاء ومقاومة الحريق ووجود مرشات في الغرف".

وأشار الدعجة، وهو الناطق الأسبق باسم مديرية الأمن العام في حديثه مع بلينكس إلى أن التصريحات الرسمية أكدت أنّ الحريق كان "بفعل فاعل"، موضحا: "إذا كان هنالك شخص يحاول إضرام الحرائق فإن منظومة إطفاء الحرائق الموجودة لا تستطيع مقاومته خاصة أن في الغرف الأثاث والقماش والاسفنج والأدوات القابلة للاشتعال".

وقال الدعجة إن منظومة الحرائق موجودة، ولكن إذا وقع الحريق بعيدا عن المرشات وأدوات الإنذار، فإن الحريق يتسع ولا تستطيع المنظومة إيقافه خاصة إذا توفر الهواء، هذه المنظومة تستطيع إعطاء الإنذار إذا وقع في مكان محدد.

ويعتقد الدعجة أنّ السيناريو الأرجح أن منظومة الحريق لم تكن في المستوى المطلوب في التعامل مع الحريق، ومع وجود الظروف ساعدت الحريق في الانتشار، مع الوقت والتحقيقات سيتبين هل هناك منظومة حريق آلية تعمل أم طفايات موجود في المركز وعندما شب الحريق لم يكن هنالك اشخاص مناوبين متخصصين بالسلامة والصحة المهنية كانوا موجوين يستطيعون التعامل مع الحريق.

تعاملت مديرية الأمن العام في الأردن بسرعة مع الحريق، وأرسلت نحو 32 سيارة إسعاف وإطفاء والفرق المتخصصة المرافقة لها من الدفاع المدني للعمل الفوري على إخماد الحريق والسيطرة عليه، وتقديم الإسعافات الأولية اللازمة للمصابين، بالتنسيق مع مديرية الشرطة ضمن الاختصاص.

وتمكنت فرق الدفاع المدني من عزل المناطق المتضررة ومنع امتداد الحريق من الطابق الأرضي إلى باقي أجزاء المبنى، وإخماد الحريق بنجاح.

وبحسب التصريحات الرسمية، فإن وزارة التنمية الاجتماعية تقوم بالإشراف على 9 دور لرعاية كبار السن، 5 منها تتبع للقطاع التطوعي، و4 للقطاع الخاص مع وجود 397 منتفعا داخل دور رعاية كبار السن، منهم 204 مسنات، و193 مسنا، وتتحمل الوزارة كلفة خدمة 154 من كبار السن ضمن اتفاقيات "شراء خدمة"، التي تبلغ قرابة 280 دينارا شهريا للشخص الواحد.

وتوفر تلك الدور الرعاية المؤسسية لكبار السن، التي تتضمن توفير الخدمات الإيوائية والصحية والنفسية والاجتماعية، وتُنفذ هذه الدور نشاطات منهجية وغير منهجية.