المحامي اللبناني واصف الحركة، كان من الذين عاصروا حقبة النظام السوري في لبنان، كما أنه دخل في مواجهة مباشرة معه.
يقول الحركة لبلينكس إنَّه في العام 1991، وحينما كان يدرس الحقوق في جامعة بيروت العربية وكان ينتمي الى منظمة كفاح الطلبة، حاول السوريون توقيفه هو وآخرين ونقله إلى مركز اعتقال، لكنه تمكن من الفرار.
لم يتردَّد الحركة إثر ذلك من توزيع منشورات ضد النظام السوري في لبنان، وقال "كانت هذه وسيلة من وسائل المواجهة، فالنظام كان يخشى أصحاب الرأي الحر ولم يوفر جهدا لملاحقتهم، منذ ذلك الحين بقينا نواجهه".
وتابع "والدي ومجموعة من رفيقاته ورفاقه كانوا من بين المعتقلين الذين واجهوا ظلم النظام وقد توفي متأثرا بالتعذيب الذي طاله".
ومن بيروت إلى طرابلس، كان هناك معتقل للمخابرات السورية يسمى بـ"مسلخ الأميركان"، ويقول اللبناني أحمد، تحفّظ على ذكر اسمه الكامل لدواع أمنية، إن هذا المكان كان خطيرا بالنسبة لسكان المدينة، فالجميع كان يخشى المرور من هناك.
وقال أحمد لبلينكس إن والده واجه العذاب لدى السوريين بعدما تم اعتقاله لفترة أشهر، مشيرا إلى أن المخاوف التي راودت العائلة بسبب اختفائه كانت كبيرة.
يلفت أحمد إلى أنّ العذاب النفسي الذي واجهه قبل وبعد احتجاز والده كان كبيرا لدرجة أنه كان يخشى التكلم بأي أمر سياسي أمام أحد كي لا يصبح رهن الاعتقال، ويضيف "كنا نخاف من المخابرات السورية المنتشرة في كل مكان. كانت كلماتهم لا تُنسى مثل قرّب لهون ولاك، انزال ولاك".
بالنسبة لأحمد، فإن تغييب والده لأشهر وتعذيبه جعل لديه "رهبة" إزاء ممارسات السوريين في لبنان، ويقول "ما شهدناه كان احتلالا بكل ما للكلمة من معنى، وما إن خرج الجيش السوري من بلادنا عام 2005 حتى شعرنا أننا تحررنا حقا.. لقد كُسر الخوف لدينا وبتنا لا نشعر بأي رهبة أو شعور يأسرنا".
ويتابع "المشاهد التي رأيناها في السجون والذكريات التي تحملها سجون سوريا في لبنان ستكون شاهدة على ما عشناه جميعا، وحقا للحرية طعم آخر لا يعرفه إلا من واجه الاعتقال والتخويف"، وفق قوله.