أمن‎

حرب أوكرانيا تستنزف الـTNT.. والبنتاغون في سباق لتصنيع المادة

نشر
blinx
كشفت صحيفة "نيويورك تايمز" عن مسؤولين في صناعة التفجيرات المدنية أنّ الحرب في أوكرانيا أدّت إلى نقص عالمي حادّ في مادة تي إن تي (TNT) الأساسية في تعبئة القذائف والصواريخ، بعدما حوّلت بولندا إنتاجها لدعم كييف، وتوقّفت روسيا والصين عن التصدير إلى واشنطن.
منذ أكثر من قرن، اعتمدت الولايات المتحدة على مادة الـTNT في تصنيع الأسلحة العسكرية وأعمال التفجير التجاري مثل التعدين وبناء الطرق.
إلّا أنّ هذا النقص أثّر مباشرة على الصناعات الأميركية، من إنتاج الأسلحة إلى مقالع الحجارة التي توفر الموادّ الأساسية للبناء والبنى التحتية.
وبحسب الصحيفة، خلال السنوات الأخيرة، اعتمد البنتاغون على مصنع واحد في بولندا لتوفير هذه المادة، ولكن يبدو أنّ وزارة الدفاع ربما تكون قد أمّنت مصادر أخرى لمادة تي إن تي أيضا.
وأشارت متحدثة باسم الجيش، تحدّثت بشرط عدم الكشف عن هويتها لأنّها غير مخوّلة بالحديث علنًا عن وصول الجيش إلى المتفجرات، إلى أن الجيش لم يعد يعتمد كليًا على المصنع في بولندا، وأشارت إلى استمرار الجهود المبذولة لتعزيز الإنتاج المحلي للوقود والمتفجرات في الولايات المتحدة.
فماذا في خطط البنتاغون وما أهمية هذه المادة لصناعة الأسلحة؟

استخدامات المادة ومخاطرها

تصنيع مادة تي إن تي، أو ثلاثي نيتروتولوين، يُنتج نفايات خطرة، وبحلول منتصف ثمانينيات القرن الماضي، أغلقت وزارة الدفاع الأميركية، البنتاغون، آخر منشأة تُنتجها في الولايات المتحدة.
هذا الإغلاق فتح الباب للموردين الأجانب، لا سيما في الصين وروسيا وبولندا وأوكرانيا، عارضين المتفجرات بأسعار منخفضة، مع التعامل مع النفايات الخطرة بأنفسهم.
وكان المصدر الثاني والمهم للإمدادات للاستخدام التجاري هو مادة تي إن تي المُستعادة من ذخائر مثل الألغام الأرضية والقذائف والقنابل التي يُخرجها البنتاغون من الخدمة بانتظام.
وبينما اعتُبرت هذه الأسلحة قديمة جدًا بحيث لا يمكن للقوات الأميركية استخدامها، كانت المتفجرات الموجودة بداخلها لا تزال صالحة للاستخدام بالكامل ويمكن إعادة تدويرها.
لكن وفقًا لمسؤولين في صناعة التفجيرات المدنية، فقد جفّت هذه المصادر مع اختيار الجيش الأميركي الاحتفاظ بالأسلحة القديمة في ترسانته منذ الحرب الروسية- الأوكرانية عام 2022.
وكانت بولندا المورّد الوحيد المعتمد للبنتاغون لمادة TNT. لكنها ترسل الكثير مما تصنعه عبر حدودها إلى أوكرانيا، التي تستخدم كلّ ما تنتجه لأغراضها العسكرية.
يأتي ذلك في وقت توقف فيه مصدران رئيسيان آخران لمادة TNT، وهما روسيا والصين، عن تصديرها إلى الولايات المتحدة، وفقًا للمسؤولين.
كلّ هذا وضع ضغوطًا على إنتاج الأسلحة الأميركية، بالإضافة إلى عمليات التفجير في محاجر الصخور التي تنتج معظم الموادّ الخام للجسور والطرق والمباني في أميركا.

مصنع أميركي بتكلفة تقارب نصف مليار دولار

هذه الضغوط دفعت الكونغرس للموافقة على بناء مصنع جديد لمادة TNT يديره الجيش في كنتاكي بتكلفة 435 مليون دولار.
ومن المتوقع أن يبدأ تشغيله في أواخر عام 2028، ولكنه سينتج المتفجرات للاستخدام العسكري فقط، ولا توجد خطط لبيع أيّ منها للقطاع الخاص للمساعدة في تخفيف النقص المحلي.
وخلال السنوات الأخيرة، اعتمد البنتاغون على مصنع واحد في بولندا لتوفير مادة TNT التي يحتاجها. لكن يبدو أنّ وزارة الدفاع ربما تكون قد حصلت على مصادر أخرى لمادة تي إن تي أيضًا.
أشارت متحدثة باسم الجيش، تحدثت شريطة عدم الكشف عن هويتها لأنها غير مخولة بالحديث علنًا عن وصول الجيش إلى المتفجرات، إلى أن الجيش لم يعد يعتمد كليًا على المصنع في بولندا، وأشارت إلى استمرار الجهود المبذولة لتعزيز الإنتاج المحلي للوقود والمتفجرات في الولايات المتحدة.

انعكاس نقص مادة الـTNT على مشاريع البناء

قد يؤدي النقص في المادة في أسواق الولايات المتحدة إلى إبطاء تقدم مشاريع البناء المحلية وزيادة تكلفة بعض الموادّ الخام.
كلارك ميكا، رئيس رابطة تجارية لصناعة المتفجرات، قال في مقابلة: "العالم كما نعرفه لا وجود له من دون متفجرات صناعية".
وأضاف أنّه بالنسبة لأيّ شيء يتم تعدينه تقريبًا، "تستخدم المتفجرات في ٩ مرات من أصل ١٠".
ويوضح ميكا، الذي تعلّم "صناعة التفجير التجارية" وجعلها أقلّ إزعاجًا، قائلا إن المسوحات والحسابات التي كانت تُجرى يدويًا في السابق، أصبحت تُنتج الآن بسرعة ودقة أكبر بفضل الطائرات من دون طيار، والماسحات الضوئية ثلاثية الأبعاد، وأجهزة الكمبيوتر التي تحدد مكان وزمان تفجير الكمية الكافية من المتفجرات.
وشرح قائلًا: "يبدأ الأمر بحفر حفرة وملئها بالمتفجرات".
وبينما كان السيد ميكا يراقب في أحد محاجر الصخور، قامت شاحنات متخصصة بخلط نترات الأمونيوم مع موادّ كيميائية أخرى لإنشاء عامل تفجير مُكثّف، ثمّ ضُخّ في الثقوب.
وعادةً ما تُستخدم كميات صغيرة من مادّة تي إن تي لجعل هذا الخليط ينفجر.
وتُفعّل متفجرات إلكترونية صغيرة، مُؤقّتة بأجزاء من الثانية، شحنات معززة من مادة تي إن تي بحجم علبة الصودا، توضع في أعلى وأسفل كلّ حفرة، مما يؤدي إلى ضغط عامل التفجير وتفجيره.
بعد أن هدأ الغبار، بدأت الجرافات والحفارات وشاحنات التفريغ العملاقة في نقل الغرانيت المحطم إلى آلات التكسير فوق الحفرة مباشرةً لطحنه لاستخدامه في الصناعات الثقيلة.

بدائل لمادة TNT في الاستخدامات المدنية

ولضمان استمرار عمليات التفجير كهذه وبينما تستمر الحرب في أوكرانيا، تبحث الشركات عن بدائل لمادة TNT.
ويتمّ بالفعل تصنيع أحد الموادّ المرشحة، ويُسمى رباعي نترات البنتا إريثريتول، أو PETN، في ٣ مصانع في الولايات المتحدة، ولكن من غير الواضح مدى سرعة زيادة الإنتاج، وفق الصحيفة.

حمل التطبيق

© 2025 blinx. جميع الحقوق محفوظة

© 2025 blinx. جميع الحقوق محفوظة