قواعد ومطارات صينية تقترب من تايوان.. تجهيزات لغزو محتمل؟
كشفت صحيفة "وول ستريت جورنال" الأميركية أن الصين تُجري عملية بناء واسعة النطاق للبنية التحتية على طول ساحلها الشرقي، بما في ذلك مواقع جوية وبحرية تُظهر استعدادها المتزايد لصراع محتمل حول تايوان.
وتُظهر صور الأقمار الصناعية وموادّ أخرى مفتوحة المصدر، اطلعت عليها الصحيفة الأميركية، كيف ستُعزز هذه المرافق موقف الصين إذا شنّت غزوًا على تايوان.
تُطالب بكين بتايوان كإقليم تابع لها، وتعهدت بالسيطرة عليها بالقوة إذا لزم الأمر. فماذا في عملية التجهيزات العسكرية قبالة مضيق تايوان؟
قواعد برمائية ومطار بمليارات الدولارات
تتراوح المواقع بين قاعدة جديدة كبيرة للسفن الحربية البرمائية ومطار بمليارات الدولارات يقع على بُعد نحو 3 أميال من الجزر التايوانية الواقعة على خط المواجهة.
وقال مايكل دام، ضابط مخابرات متقاعد في البحرية الأميركية وزميل مقيم أوّل في معهد ميتشل لدراسات الفضاء، والذي يتابع هذه المشاريع عن كثب: "كلّ هذا يُخصص لدعم سيناريو التخطيط العسكري الوحيد للصين، وهو سيناريو تايوان".
وتُعزز هذه الاستثمارات الجهود الشاملة التي يبذلها الرئيس شي جين بينغ لتصبح بلاده مُجهزة وقادرة على السيطرة على تايوان. وسيكون الغزو عبر المضيق للسيطرة على الإقليم أمرًا بالغ التعقيد. وما إذا كان شي ينوي شن مثل هذا الهجوم يبقى سؤالا مفتوحاً.
وقد كثّف المسؤولون العسكريون الأميركيون تحذيراتهم خلال الأشهر الأخيرة بشأن نوايا بكين، قائلين إن البلاد تسير في مسار خطير. فالصين تُحدّث معداتها من الرؤوس الحربية إلى الطائرات الحربية، وتُجري تدريبات عسكرية متزايدة باستمرار، وتصبّ الخرسانة.
وقال دام إن المنشأة ليست على مضيق تايوان، وهو ما قد يكون ميزة، لأنّ هذا الممر المائي من المرجح أن يكون "منطقة إطلاق نار حرّ" في أيّ صراع. فبدلاً من تركيز سفنها الحربية، يمكن لأسطول الغزو الصيني الإبحار إلى تايوان من نقاط مختلفة على طول الساحل.
وسيتطلب هذا النهج مزيداً من التخطيط لضمان وصول القوات إلى المكان المناسب في الوقت المناسب، ولكنّه سيُعقّد قرارات خصوم الصين بشأن ما يجب استهدافه ومتى وأين.
وقال كولين كوه، الزميل البارز في كلية إس. راجاراتنام للدراسات الدولية في سنغافورة، إنّ حجم المنشأة يشير إلى أنّها بُنيت للاستخدام الموسع في زمن الحرب.
وأوضح أنّ هذه القاعدة يمكن أن تكون بمثابة نقطة انطلاق لجزء من أسطول الغزو المتجه إلى شمال تايوان، حيث تقع عاصمة الإقليم، تايبيه.
بالقرب من تايوان، يوجد رصيف بحري جديد في خليج يويهتشينغ يزيد طوله عن ميل، مما يسمح لعدد كبير من السفن بالعمل انطلاقًا منه.
ووفق تقرير "وول ستريت" فقد شوهدت نحو 20 سفينة خلال الأيام الأخيرة، بما في ذلك ناقلات دبابات، وسفن إنزال بحري، وناقلات نفط، وزوارق خفر سواحل، وجميعها ستلعب دورًا في حالة أي هجوم على تايوان.
تقع قاعدة مروحيات جديدة ومتوسعة قبالة تايوان مباشرةً في مقاطعة فوجيان الصينية. ستكون مروحيات الجيش التي تنطلق من هنا، لنقل القوات إلى تايوان أو لتوفير نيران الدعم لقوات الإنزال، على سبيل المثال، في وضع جيّد للوصول إلى الشواطئ الجنوبية الغربية لجزيرة تايوان الرئيسية. ويُعتبر عدد من هذه الشواطئ مواقع هبوط محتملة لهجوم برمائي، وفق الصحيفة.
ويرى محللون أنّه يمكن للقاعدة الجوية للمروحيات دعم هجوم على جزر بينغو، وهي أرخبيل تايواني مهمّ في المضيق. فالاستيلاء على جزر بينغو في وقت مبكر من الصراع سيمنح الصين زخمًا حاسمًا، مما يسمح لها باستخدام الأراضي التي استولت عليها لمواصلة الهجمات على جزيرة تايوان الرئيسية على بعد بضع عشرات الأميال.
وقال داميان سايمون، الباحث في شركة استشارات استخباراتية تُدعى "مختبر إنتل"، والذي يدرس المنشأة باستخدام صور الأقمار الصناعية، إن الطائرات الصينية من دون طيار استخدمت المطار.
وأضاف أنّ القاعدة قيد التوسع بشكل أكبر، حيث تُظهر صور حديثة تطهير الأراضي في منطقتين متجاورتين على الأقلّ، ربما لمزيد من مهابط المروحيات، وفق ما كشفته صور الأقمار الاصطناعية.
تغيير استخدام المطارات من المدني إلى العسكري
تظهر الصور مطارات ضخمة في أرجاء الصين، لكن ٢ منها على الأقلّ يقعان في مواقع تجعلهما في مواقع مواجهة لمضيق تايوان وتعتبرهما القيادة الصينية العسكرية مهمين في حال اندلاع مواجهة ومن المرجح أن تُعلق بكين الرحلات الجوية التجارية من وإلى هذه المرافق.
مع وجود العديد من المدرجات وحظائر الطائرات ووقود وفير ومعدات لتحميل الطائرات ومجموعة من القدرات اللوجستية الأخرى، يمكن إعادة توظيف هذه المطارات الكبيرة بسرعة للاستخدام العسكري.
محللون عسكريون قالوا إنّ هذه المطارات إنها يمكن أن تكون بمثابة نقاط أمامية للتزود بالوقود أو دعم للطائرات الحربية التي تعرضت مطاراتها الرئيسية للقصف. كما يمكن أن تكون بمثابة مناطق انطلاق حيث يمكن جلب القوات والعتاد الحربي من أجزاء أخرى من الصين لنقلها إلى تايوان، حيث ستحتاج القوات الصينية في المعركة إلى إعادة إمداد مستمرة بالذخيرة وقطع الغيار وغيرها من الموادّ، ربما لأشهر عدّة.
ويمتدّ أحد المطارات عبر جزيرة دادينغ في مضيق تايوان. وقد عملت الجرافات الصينية لسنوات لمضاعفة مساحة الجزيرة وإفساح المجال لمطار شيامن شيانغآن الدولي.
هذا ومن المتوقع أن يبدأ تشغيل المنشأة العام المقبل، وهي تقع الآن على بُعد 2.3 ميل فقط من كينمن، وهي أرخبيل تايواني نائي قد يكون هدفًا صينيًا مبكرًا في حال غزو شامل.
ليس موقعه فقط ما يجعل المطار ذا قيمة للأغراض العسكرية. فبالإضافة إلى قدرته على استقبال عشرات الملايين من المسافرين سنويًا، صُمم ليكون مركزًا لوجستيًا للشحن الجوي، وهذا يعني أنه يتمتع بشبكة سكك حديدية وطرق متينة، ومستودعات ضخمة، وكميات كبيرة من المعدات اللازمة لنقل البضائع بسرعة.
وكشفت صور الأقمار الاصطناعية وجود مطار مدني آخر في شمال مضيق تايوان، حيث ظهر مدرج جديد على سطح الماء مباشرةً. وستتيح توسعة هذا المرفق والواقع بالقرب من مدينة فوزهو الصينية، مساحة أكبر بكثير للطائرات للتوقف والسير والتشغيل.