أمن‎

أزمة سياسية وقانونية بأميركا.. ماذا جاء في إحاطات "ضربة سبتمبر"؟

نشر
blinx
في وقت حساس يتعرّض فيه كبار المسؤولين العسكريين لضغوط شديدة على خلفية ضربات بحرية ضدّ قوارب مشتبه بها في تهريب المخدرات قبالة سواحل فنزويلا، نفى الأدميرال فرانك "ميتشل" برادلي أمام الكونغرس وجود أيّ نداء استغاثة أو طلب تعزيزات من ناجيَي قارب الكوكايين في 2 سبتمبر.
شهادة برادلي تنسف الرواية الدفاعية الأولى عن الضربة المزدوجة في الكاريبي، ويحوّل الحملة البحرية ضدّ "الناركو-إرهاب" إلى ملفّ قانوني وسياسي ملتهب بين الحزبين الجمهوري والديمقراطي حول شبهة استهداف بحّارة منكوبين قد يرقى إلى جريمة حرب، وسط دعوات لاستقالة بيت هيغسيث، وزير الحرب الأميركي.
ومنذ سبتمبر، دمّرت القوات الأميركية أكثر من 20 زورقا يشتبه بأنها تستخدم في تهريب المخدرات في البحر الكاريبي وشرق المحيط الهادئ، بضربات أوقعت أكثر من 87 قتيلا.

شهادة برادلي

يكشف التقرير الحصري الذي نقلته شبكة "سي إن إن" الإخبارية، أن الأدميرال برادلي أبلغ المشرّعين، في إفادات مغلقة الخميس، أن الرجلين اللذين قُتلا في الضربة الثانية على قارب كوكايين لم يملكا أي أجهزة اتصال، خلافا لما روّجه مسؤولون دفاعيون عن أنهما كانا يطلبان دعما، وفقا لـ٣ مصادر مطلعة.
الفيديو الذي عرض في جلسة الاستماع يُظهر ناجيَين أعزلين يتشبّثان بقارب مقلوب لنحو 41 دقيقة قبل أن تُطلِق القوات الأميركية صاروخين إضافيين يقتلانهم في بداية سبتمبر.
الاعتراف الجديد يعمّق الشكوك القانونية حول الحملة البحرية في الكاريبي.

انقسام بين الجمهوريين والديمقراطيين

وفقا لرئيس لجنة الاستخبارات بمجلس الشيوخ، توم كوتون، الجمهوري من أركنساس، والسيناتور الديمقراطي، كريس كونز، من ديلاوير، استخدم الجيش ما مجموعه أربعة صواريخ لإغراق القارب: صاروخان في الضربة الأولى، وفقا لكونز، واثنان في الضربة الثانية.
كانت هذه هي الرواية الأكثر تفصيلا لضربة 2 سبتمبر حتى الآن، ومع ذلك لم تحقق إجماعا من الأعضاء.
يُعتبر قتل الأشخاص المنكوبين في السفن جريمة حرب، ويُعرّفهم دليل قانون الحرب التابع للبنتاغون بأنهم الأشخاص "الذين يحتاجون إلى المساعدة والرعاية".
رغم أن معظم الجمهوريين قد أشاروا إلى دعمهم للحملة العسكرية الأوسع للرئيس الأميركي، دونالد ترامب، في منطقة البحر الكاريبي، إلا أن الضربة الثانية في 2 سبتمبر قد استدعت تدقيقا من الحزبين.
ولكن بعد جولة من الإحاطات المغلقة التي قدمها برادلي، فإنّ ما كان من المفترض أن يكون التدقيق الأكثر أهمية في الكونغرس في الحملة حتى الآن، بدا وكأنه قد انقسم على أسس حزبية.

هيغسيث والانتقادات

انتقد وزير الحرب بيت هيغسيث التغطية الإعلامية للضربة الثانية، في البداية، ووصفها بأنها "تقارير ملفقة وتحريضية ومهينة". إلا أنه بعد أيام قليلة، أكّدت السكرتيرة الصحفية للبيت الأبيض كارولين ليفيت وقوع الضربة الثانية، وقالت إن برادلي هو من أمر بها.
لا يزال دور هيغسيث في الضربة الثانية، بما في ذلك الأوامر الدقيقة التي أصدرها لبرادلي، موضع تدقيق.
وصرّح رئيس لجنة الاستخبارات في مجلس النواب الديمقراطي جيم هايمز، ومشرعون آخرون أن برادلي أخبرهم أن هيغسيث لم يصدر أمرا "بقتلهم جميعا"، كما ذكرت صحيفة واشنطن بوست في البداية.
وفقا لأحد المصادر المطلعة، أوضح برادلي أنّ هيغسيث قال قبل بدء المهمة إنّ الضربات يجب أن تكون مميتة، وأنّ وزير الحرب لم يُبلّغ بالناجين إلا بعد مقتلهم.
قال ريك كروفورد، رئيس لجنة الاستخبارات في مجلس النواب من أركنساس، لشبكة CNN: "أشعر بالثقة وليس لدي أي أسئلة أخرى بشأن هيغسيث".
لكن الصياغة الدقيقة لأوامر هيغسيث المتعلقة بضربة 2 سبتمبر، أو أكثر من 20 ضربة أخرى نفذها الجيش في مياه الكاريبي، لا تزال غير واضحة، وكذلك المبرر القانوني الأوسع للحملة، وفق السبكة الإخبارية.

حمل التطبيق

© 2025 blinx. جميع الحقوق محفوظة

© 2025 blinx. جميع الحقوق محفوظة