خزّان زيت الزيتون العالمي يَجفّ.. كيف يؤثر ذلك علينا؟

كان متوسط السعر في أغسطس أعلى بنسبة 130% عن العام السابق، عندما تجاوزت الأسعار المستوى القياسي السابق البالغ 6 آلاف و242 دولارا للطن، الذي سجُّل خلال العام 1996، وفق وزارة الزراعة الأميركية، وتجاوزت أسعار زيت الزيتون العالمية 8 آلاف و٩٠٠ دولار للطن خلال سبتمبر.

الأسعار ارتفعت بشكل مطرد منذ أن أصبح حجم الأضرار التي لحقت بالمحصول واضحا وملموسا. ومع ذلك، فإن المخاوف الأخيرة بشأن الإمدادات في إسبانيا، التي تشكل 45٪ من صادرات زيت الزيتون العالمية، أدّت إلى ارتفاع الأسعار مع محاولة السوق تقنين الإمدادات خلال نهاية السنة التسويقية.

نتيجة الأسعار المرتفعة، من المتوقع أن يظل استهلاك زيت الزيتون ثابتا أو منخفضا خلال السنة التسويقية 2022/23 في كلّ الدول باستثناء تركيا، التي حظرت حكومتها مؤخرا صادرات زيت الزيتون بالجملة في محاولة لضمان الإمدادات المحلية وتخفيف ضغط الأسعار حتى مع وجود إنتاج محلي قياسي، وفق وزارة الزراعة الأميركية.

وفي حين أدّت الأسعار إلى اعتدال الاستهلاك إلى حدّ ما، فإن التفضيلات الاستهلاكية والثقافية لزيت الزيتون تجعل من الصعب استبداله رغم الإمدادات الوفيرة من الزيوت النباتية الأخرى. لكن الارتفاع الشديد في الأسعار في السوق سيساعد في تقليل الطلب بشكل أكبر هذا الموسم.

يميل المصدرون الأكثر حساسية للأسعار في الشرق الأوسط وشمال أفريقيا إلى تقليل استهلاك زيت الزيتون لصالح الأسعار المرتفعة المعروضة في سوق التصدير، وفق وزارة الزراعة الأميركية، ما يعني فرصا أكبر لزيادة التصدير، لتعويض انخفاض المعروض في السوق العالمية.

ومع ذلك، فقد أثبت المشترون الأقلّ حساسية للسعر أن تفضيلهم لزيت الزيتون يظلّ أقلّ مرونة نسبيا مع ارتفاع الأسعار.

على سبيل المثال، تشكل واردات الولايات المتحدة عادة نحو 30٪ من تجارة زيت الزيتون العالمية، لكن من المرتقب أن تصل هذا العام إلى 35٪ و37٪ في السنة التسويقية 2023/24، حسب تقديرات الوزارة.

تعاني إسبانيا، أكبر منتج ومصدر لزيت الزيتون في العالم حسب سي إن بي سي، من جفاف شديد منذ أشهر. كما سجلت البلاد ثالث أحرّ صيف لها، حيث بلغ متوسط درجة الحرارة في الصيف أعلى من المعتاد بمقدار 1.3 درجة مئوية، وفقا لوكالة الأرصاد الجوية الحكومية.

انخفض إنتاج زيت الزيتون في إسبانيا خلال الموسم الأخير إلى نحو 610 آلاف طن، وهذا انخفاض بأكثر من 50٪ مقارنة بالمعدل المعتاد الذي يتراوح بين 1.3 إلى 1.5 مليون طن، وفق سي أن بي سي.

وقال محلل البذور الزيتية والزيوت النباتية، كايل هولاند، لشبكة سي أن بي سي: "ما يزيد من تعقيد الوضع المخاوف بشأن انخفاض الإنتاج في الدول الأوروبية الكبرى الأخرى المنتجة لزيت الزيتون، بما في ذلك إيطاليا واليونان، حيث تسود ظروف الجفاف".

وتُعد اليونان وإيطاليا ثاني وثالث أكبر منتجي زيت الزيتون، وفقا للمجلس الدولي للزيتون، وهو منظمة حكومية دولية تتكون من أعضاء تشكل دولهم أكثر من 98٪ من إنتاج الزيتون على مستوى العالم.

أدّى ارتفاع الأسعار، إلى تسمية زيت الزيتون بـ"الذهب السائل"، فقام البعض بسرقته، وفق سي إن بي سي، التي أشارت إلى سرق نحو 50 ألف لتر من زيت الزيتون البكر الممتاز من أحد مصانع الزيت الإسبانية، يوم 30 أغسطس من هذا العام.

وقبل ذلك بوقت قصير، سرق اللصوص 6 آلاف لتر من زيت الزيتون البكر الممتاز بقيمة 50 ألف يورو، نحو ٥٣ ألف دولار أميركي، من مصنع زيت Terraverne.

زيوت الزيتون البكر هي الزيوت المستخلصة من ثمرة شجرة الزيتون ولم تخضع لأي معالجة سوى الغسل والطرد المركزي والترشيح، وفق ما جاء على موقع المجلس الدولي للزيتون.