مجتمع

النساء يطرن في الجزائر مع "حفيظة"

نشر

.

blinx & Reuters

من أعلى قمة جبل شاهق يتبعه سهل كبير ونهر تحيط بضفتيه الحشائش، اعتاد السائحون في مناطق متفرقة في العالم أن يقفزوا بالمظلة التي تعطيهم تجربة فريدة من نوعها، بأغلبهم لن ينسوها طوال حياتهم.

لكن امرأة جزائرية حاربت الأعراف التي تقصر تلك الرياضة على الرجال بصفتهم "الأقوى جسديا" وفتحت ناديا خاص بها للطيران المظلي لمساعدة عشاق الرياضات الخطرة على التغلب على مخاوفهم وهم يحلقون فوق مدينة بجاية الساحلية الجزائرية عن طريق تشجيعهم وتحفيزهم.

الأدرينالين يحرك حفيظة

تقول حفيظة شرڤي مؤسسة نادي "هاملة" للطيران المظلي إن حبها للإحساس الذي يسببه الأدرينالين ورغبتها في أن يجربه الناس، ألهمها فكرة بدء هذا العمل الذي يهيمن عليه الرجال عادة.

تحاول حفيظة أن تفند فكرة أن الشجاعة مقتصرة على الرجال، فهي تعتبر نفسها المحبة الأولى للمغامرات التي ترفع مستوى الأدرينالين.

وأردفت حفيظة قائلة "لا أستطيع العيش بدون الأدرينالين، مستحيل، لا أستطيع العيش بدون الطيران الشراعي".

عن سبب اختيارها مشاركة هذا الشغف مع الناس، تقول حفيظة لرويترز "عائلتي وأصدقائي وزملائي كانوا يسألونني كيف أطير بدون خوف، وبالتالي الطريقة الوحيدة لفهم هذا الأمر هي أن يعيشوا ما أعيشه، وقد غيروا رأيهم، وحتى الناس الذين يخافون قبل الإقلاع، بمجرد وصولهم إلى السماء ينسون خوفهم".

من هم جمهور الطيران المظلي؟

معظم من يحاولون تجربة الطيران المظلي مع حفيظة من النساء والأزواج، لكن كثيرا منهم يختارون إهداء هذه الجلسات لزوجاتهم. وما أثار استغراب الجزائريين أن النساء يتوافدن بكثرة على النادي الذي فتحته حفيظة لأنهن يشعرن بأن امرأة مثلهن تقود فكرة جديدة وحماسية.

في ذات السياق، تضيف حفيظة: "نعم معظم زبائني من النساء، وهن أكثر من الرجال، والأغلبية من الأزواج، أنا سعيدة جدا بالأزواج الجزائريين لأنه كانت لدي فكرة خاطئة عنهم، كنت أعتقد أن الرجل الجزائري لا يأخذ زوجته في رحلة، لكن الكثير منهم يأتون ليجعلوا زوجاتهم يخضن تجربة الطيران المظلي باعتبارها هدية زواج أو هدية عيد ميلاد".

هدايا زوجية

قالت إحدى الزبونات التي جاءت إلى نادي "هاملة" لخوض تجربة ممتعة في سماء مدينة بجاية الجزائرية واسمها نهاد: "تذكرة الطيران المظلي كانت هدية عيد ميلادي، قدم لي زوجي نشاط الطيران المظلي كهدية".

وذكر زوجها زينو لرويترز أنه حضر تذكرة الطيران المظلية لزوجته كهدية، وأضاف: "أردتها أن تجرب الطيران المظلي، كانت مفاجأة لها، جئت بها إلى بجاية في عيد ميلادها وحجزت جلسة طيران مظلي بدون أن أخبرها".

مَن يمانع الطيران مع حفيظة؟

المثير في قصة النادي الذي فتحته حفيظة مؤخرا أن معظم من يديره هن نساء، فرئيسة النادي حياة عيسات تقول: "نحن هنا لنثبت العكس، نحن نكسب لقمة عيشنا بالفعل من نشاطنا، إنه شغف، كما أننا نتواصل اجتماعيا، ونغير الرؤى وكذلك الآخرين، وهذا أمر جيد للجزائر".

لكن جزءا بسيطا من المغامرين يرفضون فكرة الطيران مع حفيظة، وعن هذا الموضوع أوضحت حفيظة: "الأغلبية لا تمانع الطيران معي، ونادرا ما يفضل شخص ما الطيران مع رجل، إذا كان متدينا، لكن الأغلبية لا تبالي وتريد فقط تجربة إحساس الطيران إلى أقصى حد، سواء كان المدرب رجلا أو امرأة، فهم لا يمانعون".

حمل التطبيق

© 2024 blinx. جميع الحقوق محفوظة

© 2024 blinx. جميع الحقوق محفوظة