رياضات أخرى
.
كتب المصارع الكوبي ميخاين لوبيز التاريخ من جديد، بمشاركته في دورة الألعاب الحالية "باريس 2024"، بعدما حقق ذهبية وزن 130 كغم في منافسات المصارعة الرومانية، مسجلا إنجازا تاريخيا غير مسبوق.
وبات ميخاين لوبيز أول رياضي في الألعاب الأولمبية الصيفية يحقق الميدالية الذهبية في إحدى المنافسات في 5 دورات متتالية، متفوقا على عدد من أساطير الأولمبياد (يتقدمهم السباحان الأميركيان مايكل فيلبس وكاتي ليديكي)، حققوا الذهبية في مسابقة واحدة في 4 دورات أولمبية متتالية.
وتوج صاحب الـ42 عاما مسيرته التاريخية في مشاركته الأولمبية السادسة، بتحقيق ذلك الإنجاز غير المسبوق، ليحفر اسمه بين الرياضيين الأعظم في تاريخ الألعاب الأولمبية على مر التاريخ، قبل أن يقرر خلع حذاءه والاعتزال.
يعد ميخاين لوبيز من مواليد 20 أغسطس 1982، في مدينة بينار ديل ريو الكوبية، وبدأ رحلته مع المصارعة بمزيج ملهم من المثابرة والعمل الجاد والموهبة الطبيعية التي كانت حاسمة في مشوار نجاحه التاريخي في تلك الرياضة.
وأظهر لوبيز منذ صغره قوة بدنية كبيرة، وتصميمًا لا يتزعزع، قاداه لمواجهة تحديات نشأته في أسرة ذات موارد محدودة، وتعلم قيمة الجهد والمثابرة.
وعلى الرغم من الصعوبات الاقتصادية التي واجهتها عائلته فإن والديه دعما أحلامه، مما سمح له بتطوير شخصية حازمة ومنضبطة كانت سمة مميزة ملازمة له في مسيرته الرياضية.
بدأ ميخاين مسيرته مع المصارعة لأول مرة في سن العاشرة، وتدرب تحت إشراف مدربين محليين، ورغم الصعوبات المادية فإن تفانيه وشغفه جعلاه يبرز، بجانب الدعم من مجتمعه الذي كان أمرا حيويا زوده بالحافز اللازم للتغلب على العقبات والتقدم في حياته المهنية.
مع تقدمه في السن واجه لوبيز تحديات كبيرة، بما في ذلك نقص الموارد الكافية، إلا أن مرونته وتركيزه مكناه من التغلب عليها، حيث تدرب بشكل مكثف وشارك في المسابقات المحلية، لتلفت موهبته انتباه مدربي المنتخب الكوبي، ويبدأ في رسم مسيرته التاريخية.
بدأ المصارع الكوبي التاريخي مشواره في الألعاب الأولمبية في أولمبياد أثينا 2004 بشكل متواضع لم يكن يوحي بأن هناك أس\ورة قادمة على طريق الألعاب الأولمبية، وحقق انتصارين في مستهل مشاركته، قبل أن يتلقى خسارة وحيدة لم تتكرر في تاريخه الأولمبي على مدار 20 عاما، وكانت أمام الروسي خاسان بارويف.
وللمصادفة أن الدورة ذاتها شهدت مشاركة شقيقه ميشيل، الذي يكبره بـ6 سنوات، والذي تمكن من تحقيق الميدالية البرونزية الوحيدة في مسيرته في منافسات الوزن الثقيل في الملاكمة، والذي استلهم منه ميخايين بعدها مسيرته الناجحة.
بعدها خاض ميخاين لوبيز 5 دورات أولمبية كتب خلالها التاريخ، بتحقيق 5 ميداليات ذهبية في إنجاز لم يحققه أي رياضي آخر، رغم بلوغه 42 عاما، واعتزاله المنافسات الرسمية قبل نحو 3 سنوات، بعد مشاركته في أولمبياد طوكيو 2020، لتصل حصيله الإجمالية إلى 22 مباراة، تلقى خلالها هزيمة واحدة.
حملت الذهبية التاريخية الخامسة لميخاين لوبيز مذاقا خاص لعدة أسباب، أبرزها أنها جاءت في ظل اعتزاله اللعب منذ أولمبياد طوكيو بعد بلوغه 39 عاما حينها، وعدم خوضه أي منافسات رسمية على مدار 3 سنوات.
وخاض المصارع الكوبي على مدار تلك السنوات العديد من التحديات مع نفسه، من أجل تحدي عامل السن أولا وبلوغه 42 عاما في باريس، وكذلك تثيبت وزنه حتى لا يتخطى الـ130 كغم، وتطبيق استراتيجية صارمة من أجل تجنب الإصابات التي قد تحطم حلمه.
ميخاين لوبيز. رويترز
وتمكن الرجل الحديدي بإصراره من قهر كل تلك التحديات الشخصية، قبل أن يتفرغ لقهر منافسيه، الذين كان آخرهم التشيلي ياسماني أكوستا صاحب الأصول الكوبية في الأساس، والذي كان يتدرب معه في إحدى مراحل حياته، وهو ما منح الفوزا أهمية إضافية ثانوية بجانب أهميته التاريخية.
© 2024 blinx. جميع الحقوق محفوظة