في شهر سبتمبر الماضي نشر مرصد كرة القدم (CIES) ومقره في زيوريخ تقريرا عن أكثر الأندية إنفاقا في العقد الماضي، وتحديدا من 2014 وحتى 2023، وتصدره مانشستر يونايتد القائمة بلا منازع.

وبلغ صافي إنفاق النادي الإنكليزي على شراء اللاعبين 1.959 مليار يورو، فيما جنى في الفترة نفسها 563 مليون يورو، بصافي إنفاق قدره 1.369 مليار يورو.

وكانت حصيلة هذا الإنفاق 5 ألقاب فقط ليس من بينها دوري أبطال أوروبا أو البريمييرليغ. ويوضح هذا المبلغ فقر الإنجازات وحجم وشكل الفوضى التي يعيشها النادي على الصعيد الإداري والتي انعكست عليه فنيا.

طوال حقبة ما بعد السير أليكس فيرغسون، تعاقب على مانشستر يونايتد 5 مدربين، بعقود رسمية. ورغم السمعة الكبيرة التي سبقتهم، لكن لم ينجح أي منهم في تثبيت أركان الفريق، وقيادته للمستوى الذي تطمح له الجماهير.

الخسارة التي حدثت أمس أمام الفريق التركي والتي كان بطلها تين هاغ، فإن المدرب الهولندي لم يكن الوحيد الذي أضاف رقما لسجل الأرقام القياسية بعد حقبة السير.

مع المدرب ديفيد مويس، خسر الفريق على ملعبه أمام إيفرتون لأول مرة منذ 21 عاما، ولحقتها خسارة قياسية أخرى، بالسقوط في ملعبه أيضا أمام نيوكاسل للمرة الأولى في تاريخه منذ 41 عاما.

على الرغم من أن الهولندي لويس فان غال قاد الفريق إلى لقب يوروبا ليغ، إلا أن لعنة فيرغسون، كبدت البرتغالي جوزيه مورينيو أثقل هزيمة على أرضه طوال مسيرته، وكانت 3 ـ 0 أمام توتنهام في الدوري 2018.

أما خليفته النرويجي سولشاير فقد قاد الفريق إلى قبول هزيمة تاريخية أمام خصمه التقليدي ليفربول، بخماسية نظيفة، في رقم قياسي سلبي للفريق على أرضه أمام الريدز.

تسلسل الإخفاقات منذ 2014، جعل الهولندي تين هاغ يجد نفسه أمام عبء كبير يتعلق بتحمله المسؤولية الأكبر للتراجع الحالي. ويعود السبب في ذلك إلى الدعم الكبير الذي وجده سواء فيما يتعلق بجلب صفقاته أم بإعطائه القوة الكاملة في فرض سلطته على اللاعبين.

ودعم النادي تين هاغ في صراعه مع النجم كريستيانو رونالدو العام الماضي، قبل أن ينتهى الخلاف برحيل النجم البرتغالي إلى النصر السعودي.

هذا الموسم كرر النادي الأمر ذاته، وانحاز للمدرب الهولندي في قراراته ضد لاعب الفريق جادون سانشو، والذي أُبعد عن التدريبات الجماعية الشهر الماضي، وزاد أخيرا بمنعه من جميع معدات التدريب في النادي.

في الميركاتو والصفقات، رضخ النادي لضغوط المدرب الهولندي، باستبعاد الحارس ديفيد دي خيا هذا الصيف، وتعويضه بالحارس الكاميروني أندريه أونانا مقابل 47 مليون إسترليني، تحت ذريعة الحاجة لحارس يجيد اللعب بالقدم.

وينسب لعناد تين هاغ و"أخطاء" أونانا التراجع المخيف للفريق في الوقت الحالي. ولعب أونانا دورا سلبيا في هزيمة الفريق الأخيرة أمام غلطة سراي في الأبطال، بعدما مرر كرة خاطئة لكاسيميرو تسببت في طرد الأخير، لمنع هدف محقق للفريق التركي.

وفي الصيف الماضي، وبحسب بي بي سي ضغط تين هاغ بقوة لتسجيل البرازيلي أنتوني مقابل 82 مليون إسترليني، وهو أمر تسبب في معاناة خزينة الفريق لمدة 12 شهرا، من أجل تعديل الحسابات خشية من عقوبات اللعب المالي النظيف.

وأكد النادي بعد الخسارة الأخيرة على ثقته الكاملة في المدرب، قاطعا الطريق على تكهنات بإقالته، بحسب الغارديان، وهو أمر لم يمنحه النادي للكثيرين منذ رحيل فيرغسون.

الارتباك الإداري أحد الأسباب التي أدت لتراجع الفريق، إذ عرضه ملاكه عائلة غليزرز الأميركية للبيع منذ نوفمبر الماضي، دون أن تكتمل الصفقة.

وتسبب هذا الامر في تراكم الغضب على الملاك من قبل الجماهير، والتي باتت تنتظر مباريات الفريق على أولد ترافورد، ليس لتشجيع الفريق، وإنما للاحتجاج على الملاك، وهو ما تكرر كثيرا هذا الموسم.

وإلى جانب الغليزرز، هنالك موجة إصابات عاتية يمر بها الفريق حاليا، إذ يفقد نحو 9 لاعبين حاليا. من أبرز الغيابات الطويلة والمؤثرة الأرجنتيني ليساندرو مارتينيز، الذي أصيب بكسر يبعده لـ3 أشهر عن الملاعب