عقب تشخيص الإصابة بقطع في الرباط الصليبي، غرد نيمار على وسائل التواصل الاجتماعي قائلا: "هذا وقت حزين جدا، أعرف أنني قوي لكني هذه المرة سأكون في حاجة أكبر لأسرتي وأصدقائي، ليس من السهل تجاوز تأثير الإصابة والجراحة، تخيلوا مواجهة كل هذا من جديد بعد 4 أشهر من التعافي".

وسرعان ما قدم زميله السابق في برشلونة وباريس سان جيرمان الأرجنتيني ليونيل ميسي الدعم للبرازيلي، إذ نشر صورة لهما على خدمة قصتي بحسابه الرسمي في إنستغرام، وأرفقها بعبارة "كن قويا"، وبدوره، شارك حساب الهلال السعودي على موقع إكس منشور نيمار، وعلق: "نتمنى لك الشفاء العاجل".

تعد الإصابة الحالية هي الـ12 للبرازيلي نيمار، في آخر 3 أعوام، أي منذ أكتوبر 2020، بحسب ترانسفير ماركت.

وغيّبت الإصابات الـ11 السابقة نيمار عن الملاعب لمدة تتجاوز الـ 300 يوما، بإجمالي غياب بلغ 66 مباراة مع فريقه السابق باريس سان جيرمان الفرنسي والمنتخب البرازيلي، فيما سيغيب 180 يوما على الأقل، بسبب الإصابة الجديدة، بحسب تقديرات طبية.

أطول مدة غياب لنيمار عن الملاعب في الأعوام الثلاثة الماضية بلغت 130 يوما، بسبب إصابة في الكاحل، وكانت في الفترة من 20 فبراير 2023 وحتى 30 يونيو 2023، ولم يشارك 15 مباراة.

ويعد هذا رقما كبيرا من الإصابات، وبإضافتها إلى إصابات مؤثرة سابقة مثل تلك التي حدثت في مونديال 2014 في بلاده، والأخرى في مونديال روسيا، يمكن أن توضح حجم معاناة الموهوب البرازيلي.

الرباط الصليبي هو زوج من الأربطة موجود في الركبة، وهما الرباط الصليبي الأمامي (ACL)، والرباط الصليبي الخلفي (PCL)، ويتقاطعان على شكل حرف (X)، ومن هنا جاءت التسمية، كما أنهما يعرفان أيضا باسم "الرباط المتقاطع، أو (المتصالب)".

وبحسب موقع "مايو كلينيك" الأميركي، فإن دور الرباط الصليبي هو ربط عظم الفخذ بعظم الساق "الظنبوب"، إذ يمنع الرباط الصليبي الأمامي عظم الساق من الانزلاق أمام عظم الفخذ، فيما يمنع الرباط الصليبي الخلفي عظم الساق من الانزلاق إلى الوراء تحت عظم الفخذ.

وبشكل عامل، يعتبر الرباط الصليبي الأمامي ضابط إيقاع حركة اللاعب، والمتحكم في تغيير اتجاهه بدون مشاكل، إذ يقوم بمهمة الإبقاء على الفخذ والساق في نفس اتجاه حركة اللاعب.

في تقرير سابق لموقع "ذا أثلتيك" عن الرباط الصليبي، أحصى اختصاصي جراحة العظام البريطاني أندي وليامز نحو 232 إصابة بتمزق في الرباط الصليبي الأمامي حدثت للاعبين كرة القدم في الفترة الماضية، ووجد أن معدل غياب اللاعب عن النشاط الكروي هو 8 أشهر كاملة.

ورأى وليامز أن المدة يمكن أن تطول أكثر بحال كانت الأربطة الأخرى في الركبة، أو الغضروف المفصلي متأثرة جراء الإصابة، وأكد أن بعض التشخيصات التي تحدد مدة العودة بعد 6 أشهر غير دقيقة، إذ يمكن أن يستمر الغياب إلى عام كامل أحيانا، وذلك حسب الحالة.

وفي حالة نيمار الحالية، قدّر موقع ترانسفير ماركت غياب النجم البرازيلي لمدة 6 أشهر، على أن يعاود نشاطه مع الهلال السعودي في الـ30 من أبريل المقبل.

ووفقا لذلك سيفقد الهلال نيمار في 24 مباراة، تلعب في غضون الـ194 يوما المقبلة.

وعما إذا كانت الإصابة الأخيرة ستؤثر سلبا على مستقبل نيمار، قال الدكتور بيل نولز، الذي يعد مرجعا عالميا فيما يتعلق بهذا النوع من الإصابات، إن الوضع الحالي لا يعني نهاية مسيرة اللاعب، مضيفا في تصريحات لموقع "ذا اثلتيك": "كلما تعرض الرياضي لهذه الإصابات في عمر أكبر، يصبح (معرضا للخطر) بعد العودة، لكن هذا لا يعني نهاية مسيرته".

وأضاف: "بالنسبة للاعب مثل نيمار، فهو من نجوم النخبة، فإن لديه فرصة للعودة مرة أخرى إلى مستواه".

وعن علاقة الإصابات السابقة بالحالية، رأى نولز أن نيمار لم يتعرض من قبل لقطع في الرباط الصليبي، وكانت إصابته الأخيرة في الكاحل، وهو ما يقلل من خطر معاناته.

وبشكل عام، قال نولز إن المشكلة لا تكمن في التعافي من الرباط الصليبي بقدر ما تتعلق بالجانب النفسي، إذ يتعرض الدماغ خلال الابتعاد الطويل لما أسماه بـ"الإهانة الفيزيولوجية العصبية"، إذ يستغرق الدماغ مدة تتراوح من 18 إلى 30 شهرا، في التخلص منها واستعادة وظائفه السابقة، قبل العودة للتألق كما يجب.

بحسب صحيفة غلوبو البرازيلية، فإن الهلال سيكون بمقدوره طلب تعويض من الاتحاد الدولي لكرة القدم (فيفا) عن إصابة نيمار، وذلك في إطار برنامج فيفا لحماية الأندية، والذي يدفع بموجبه مبالغ مالية عن إصابات اللاعبين خلال الاستحقاقات الدولية.

وتصل إجمالي مدفوعات فيفا للأندية تحت هذا البند إلى 80 مليون يورو سنويا، بحسب غلوبو، إذ يتم دفع ما قيمته 7.5 مليون يورو عن غياب اللاعب (لمدة سنة)، بنحو 20.5 ألف يورو مقابل الغياب عن كل يوم.

وبما أن نيمار سيغيب نصف عام على الأقل، فيمكن للهلال الاستفادة من مبلغ 3.7 ملايين يورو، لكنها تساوي القليل مما يدفعه النادي لنيمار، والبالغ 105 مليون دولار في الموسم، بحسب فوربس.