"غلاكتيكوس سان جيرمان".. كيف انهار مشروع المليار دولار؟

منذ انتقال ملكية باريس سان جيرمان إلى القطري ناصر الخليفي في 2012، بدأ في تأسيس حقبة جديدة عنوانها النجاحات والإنجازات، وجلب بالفعل لذلك عددا من الأسماء الكبيرة على رأسهم زلاتان إبراهيموفيتش، وتياغو سيلفا وكافاني، كما عزز المنطقة الفنية بمدربين كبار مثل أنشيلوتي ولوران بلان وأوناي إيمري.

لكن ذلك لم يسفر سوى عن هيمنة كاملة على المشهد المحلي، فيما تمنّع لقب دوري الأبطال على الفريق.

وفي 2017، اتجهت إدارة النادي إلى تدشين حقبة جديدة، وبدأت بجلب أفضل موهبة هجومية في فرنسا، وربما العالم، وهو كيليان مبابي، إلى جانب البرازيلي نيمار الضلع الثالث في مثلث "MSN" البرشلوني الفتاك، الذي تأذى منه سان جيرمان في الريمونتادا التاريخية 6ـ1 في ذلك العام.

ولحق بنيمار ومبابي عددا من اللاعبين أصحاب الخبرات مثل ماورو إيكاردي، وعبدو ديالو، وليناردو بارديس وكيرير وغيرهم.

ونجحت هذه الخطة في وصول الفريق إلى نهائي أبطال أوروبا 2020 لأول مرة في تاريخه، لكنه خسره أمام بايرن ميونيخ.

وفي العام التالي خرج سان جيرمان من نصف النهائي أمام مانشستر سيتي، فاتجهت الإدارة إلى استكمال خطة "الغلاكتيكوس"، ووصل الأرجنتيني ليونيل ميسي من برشلونة، والقائد سيرجيو راموس من ريال مدريد، لتستمر ملحمة مطاردة حلم الأبطال.

مع قدومهما في 2017، دفع سان جيرمان لضم نيمار ما قيمته 239 مليون دولار تمثلت في الشرط الجزائي لبرشلونة، في حين دفع 205 ملايين دولار لضم مبابي من موناكو الفرنسي.

وبحسب ديلي ميل البريطانية فإن سان جيرمان صرف على الثلاثي ميسي ونيمار ومبابي فقط ما قيمته 1.01 مليار دولار، شاملة رسوم الانتقال وأجورهم مع النادي.

وتقاضى الثلاثي ما قيمته 574 مليون دولار كرواتب في هذه المدة.

أما بقية الصفقات الأخرى منذ 2017 فكلفت النادي نحو 676 مليون دولار، وأبرز هؤلاء الحارس دوناروما، وسيرجيو راموس، وإيكاردي، وأشرف حكيمي.

بدا الهدف من ضم ميسي للغلاكتيكوس واضحا، وهو تزويدهم بالخبرة اللازمة في المواجهات الكبيرة، من أجل البناء على نهائي 2020، ونصف نهائي 2021، والفوز بأول نسخة في الأبطال (2022).

لكن تلك الأحلام سرعان ما انتهت في البرنابيو، بعد عودة نارية من ريال مدريد الذي كان خاسرا في ذهاب ثمن النهائي بهدف، ليعود ويفوز 3-1 إيابا، ويحصد اللقب لاحقا.

وشكلت هذا الخسارة بداية فقدان كل من ميسي ونيمار للحماس مع المشروع، قبل أن يكمل بايرن ميونخ ذلك، بعدما أقصى سان جيرمان العام الماضي من الدور نفسه، إذ فاز عليه ذهابا وإيابا.

وأعقب ذلك الخروج رحيل نيمار إلى الهلال السعودي الصيف الماضي، وميسي إلى إنتر ميامي، كما تقول الكواليس إن ميسي نصح مبابي بعد تلك الهزيمة بالرحيل إلى ريال مدريد إن أراد الفوز بالأبطال والكرة الذهبية.

لا شك أن أثر رحيل مبابي لن يكون سهلا على الفريق الباريسي، بل على الدوري الفرنسي كاملا، وذلك لحجم وثقل النجم في عالم كرة القدم اليوم.

وبالنسبة لسان جيرمان وفي الحالة العادية، ربما يكون فشل الغلاكتيكوس الذي كلف الخزينة هذه المبالغ الضخمة، مدعاة لتغيير التوجه برمته، وتدشين حقبة مغايرة يتم فيها بناء الفريق بصورة مختلفة، قبل العودة مجددا للقمة، لكن لا يبدو ذلك هو المرجح حاليا في حديقة الأمراء.

والسبب هو التقارير المتزايدة عن رصد النادي الباريسي لثلاثة نجوم كبار، يتصدرهم المصري محمد صلاح نجم ليفربول، ومهاجم نابولي فيكتور أوسيمين، ومهاجم مانشستر يونايتد ماركوس راشفورد.

وهنالك تحركات أخرى نحو فرينكي دي يونغ ورافائيل لياو ومارتينلي.

وبعيدا عن جدل تصنيف هؤلاء كغلاتيكوس أم نجوم صف ثانٍ، لكن وصولهم سيعني لا محالة استمرار الصرف الكبير على النجوم، في وقت لا تبدو هنالك ضمانات لحصد اللقب (المستعصي) قريبا، وذلك لجهة التطور الكبير في مستويات الخصوم، وأيضا مبابي نفسه الذي سيمنح ريال مدريد دفعة قوية بمقدورها أن ترشحه للهيمنة على الكأس "ذات الأذنين" لأعوام.