ازدراء أديان وأخطاء.. انتقادات تضرب "أولمبياد باريس"

تمثلت اللقطة الأكثر إثارة للجدل في حفل افتتاح أولمبياد باريس في أحد العروض الذي جسد لوحة العشاء الأخير للمسيح مع تلاميذه، والتي رسمها الإيطالي ليوناردو دافنشي عام 1498، وباتت منذ ذلك الحين تحمل الكثير من الدلالات (المقدسة) عند المسيحيين.

وخلال حفل الافتتاح قامت مجموعة من الممثلين بملابس نسائية (دراغ كوين) بتقديم عرض ساخر جسد اللوحة، وشارك فيه عدد من عارضي الأزياء المتحولين جنسيا.

وظهر الممثل اليهودي الفرنسي توماس جولي بجسد عار خلال عرض اللوحة، وهو يعد من المثيرين للجدل، بسبب مواقفه وانتمائه إلى مجتمع الميم.

وأثارت اللوحة جدلا عالميا واسعا، وجرت الكثير من الانتقادات على فرنسا وحفل افتتاح الاولمبياد.

ودخلت النائبة الفرنسية في البرلمان الأوروبي مارين ماريشال على خط الجدل والأزمة، وأرسلت رسائل "اعتذار مضمن" للمسيحيين حول العالم.

وقالت ماريشال في تغريدة على حسابها بموقع "إكس": "إلى جميع المسيحيين في جميع أنحاء العالم الذين يشاهدون حفل الافتتاح ويشعرون بالإهانة من هذه المحاكاة الساخرة للعشاء الأخير، اعلموا أن فرنسا ليست هي المتحدث هنا، بل أقلية يسارية مستعدة لأي استفزاز".

وبدوره، انتقد الصحافي الأميركي كايل بيكر أولمبياد باريس، وقال إنه أصبح "ديستوبيا" بالكامل.

وندد بيكر بالرسائل التي حملها العرض الساخر، وقال: "لقد أوضحت الألعاب الأولمبية أن المشاهدين المسيحيين غير مرحب بهم البتة".

انقسمت صحف العالم حيال حفل الافتتاح، ففي وقت ركز فيه بعضها على التفرد الفرنسي، ونقل الحفل إلى خارج الآفاق المعتادة، وكذا مدح فكرة القوارب على نهر السين، ركزت صحف أخرى على الاستهزاء بالحفل.

ووظفت صحيفة "ديلي ميل" البريطانية، عنوان رواية "البؤساء" للكاتب الفرنسي الشهير فيكتور هوغو، لتسقطه على حال أحد عازفي البيانو في الحفل، وقد أربكته زخات المطر العنيف، بجانب صور للجماهير بأزياء حماية بلاستيكية من مياه الأمطار.

وصفت "ديلي ميل" الأمر بالكارثة، وقال: "يا لها من كارثة، لقد تحول حفل الافتتاح إلى فوضى.. غطى المطر الموسيقى، واضطر الرياضيون والجمهور إلى ارتداء سترات وقاية، فيما لم يجد الحضور خارج المناطق الرئيسة حلا أفضل من الاختباء".

ومن جهة أخرى، سلط مغردون على وسائل التواصل الاجتماعي سهام النقد على خطأ بروتوكولي صاحب حفل الافتتاح، ويتعلق بالعلم الأولمبي.

وبمجرد إعلان الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون إعلان افتتاح أولمبياد باريس، تم رفع العلم الأولمبي في ساحة توركاديرو وهو مقلوب رأسا على عقب.

أمر آخر حدث خلال حفل الافتتاح، وأثار جدلا كبيرا، وذلك بعد قيام مقدم الحفل بتقديم بعثة كوريا الجنوبية على أنها بعثة كوريا الشمالية، مما أثار غضب سول عاصمة كوريا الجنوبية.

وعبرت كوريا الجنوبية عن أسفها العميق لهذه الحادثة، وطالبت بضمانات من المنظمين بعدم تكرار هذا الخطأ.

وفي جولة في ساحة بلدية باريس "هوتيل دو فيل" في قلب العاصمة باريس والقريبة من نهر السين خلال حفل الافتتاح، رصدت "بلينكس" تذمر عدد من الجماهير من عدم توفير شاشات كافية لمتابعة حفل الافتتاح في هذه المنطقة الحيوية.

ولجأ الكثير من الجماهير إلى المقاهي القريبة من البلدية للتفاعل مع الطابور الأولمبي وتشجيع بلدانهم.

يذكر أن تذاكر حضور حفل الأولمبياد في المناطق المخصصة للجمهور بالقرب من نهر السين، تراوحت بين 900 يورو و3 آلاف يورو.

لم تتوقف الضربات تجاه أولمبياد باريس عند محطة جدل الافتتاح، إذ استيقظت فرنسا، السبت، على إضراب كوري جنوبي ضد قريتها الأولمبية.

ونقلت صحيفة "ذا كوريا تايمز" مغادرة 6 سباحين أولمبيين، الجمعة، مقر إقامتهم بالقرية الأولمبية الواقعة شمال العاصمة الفرنسية، ليتجهوا إلى السكن في فنادق بالقرب من صالة (لا دفونس أرينا) بالقرب من ضاحية نانتير الباريسية.

وبحسب رئيس الاتحاد الكوري للسباحة تشونغ تشانغ هون فإن الأعضاء الستة في فريقه فضلوا السكن في فندق يبعد نحو 5 دقائق سيرا على الأقدام، لخوض سباق 200×4 تتابع سباحة في الأولمبياد.

وتبعد القرية كثيرا عن المناطق الحيوية وأماكن الأحداث الأولمبية، باستثناء استاد دو فرانس الواقع في الضاحية نفسها.

وقبل ذلك تداولت وسائل إعلام أنباء عن انتقادات للجنة المنظمة، بسبب الظروف السيئة لـ45 الف متطوع في الحدث، إذ يعملون لمدة 8 ساعات وطوال 6 أيام، بدون أجر ولا سكن.