تكنولوجيا

لينا خان المرأة التي يخشاها جيف بيزوس

نشر

.

Bouchra Kachoub

باحثة وأكاديمية "مذعورة" بسبب شركة أمازون، نشرت مقالا في العام ٢٠١٧ عن احتكارات الشركة. ٥ سنوات فقط مرّت على هذا المقال حتى قررت نفس الباحثة مواجهة الشركة، لكن من منصب مختلف هذه المرة: رئاسة لجنة التجارة الفيدرالية الأميركية. والطريقة التي ستتبعها: تفكيك العملاق التكنولوجي إلى عدة شركات أصغر، حسب تقرير خاص لمجلة بوليتيكو.

لينا خان، أصغر رئيسة للجنة التجارة الفيدرالية، تؤمن بمفهوم المنافسة الكاملة وتبغض احتكار السوق لأنه يؤدي بالشركات المحتكرَة إلى فرض أسعار مرتفعة على المستهلكين، بهدف زيادة أرباحهم.

في 2017، شرحت خان في مقالها كيف تحولت شركة أمازون العملاقة من متجر إلكتروني إلى شبكة عنكبوتية شاملة التخصصات: شبكة توصيل، وخدمات لوجستية، وخدمات دفع وائتمان واقتراض، ودار مزادات، ودار نشر للكتب، ومنتجة أفلام، ومصممة أزياء، وصانعة أجهزة إلكترونية، والأخطر، خدمة تخزين سحابية.

خدمة التخزين السحابية تلك، تحفظ كل معلومات المواقع الإلكترونية الخاصة التي نتصفحها يوميا على هواتفنا، أو حتى المواقع الحكومية التي تُخزّن فيها بياناتنا الشخصية.

هذا التحول والاحتكار الذي شهدته شركة أمازون تسبب "الذعر" لخان، حسب ما وصفتها صحيفة وول ستريت جورنال.

الآن، تستعد لجنة التجارة الفيدرالية الأميركية لرفع دعوى قضائية ضد أمازون بتهمة الاحتكار، في خطوة قد تؤدي إلى تفكيك وإعادة هيكلة شركة التجارة الإلكترونية العملاقة، وفقا لتقرير نشرته مجلة بوليتيكو.

أمازون في المحكمة بعد أيام

ونقل التقرير عن مصادر خاصة، أنه من المتوقع أن يتم رفع دعوى قضائية واسعة النطاق ضد أمازون في أغسطس 2023، وفي حال نجاحها فإن ذلك قد يؤدي إلى إعادة هيكلة الشركة العملاقة التي تزيد قيمتها عن 1.3 تريليون دولار.

تقود اللجنة منذ سنوات تحقيقاً في العديد من الممارسات التجارية لأمازون، مثل الاشتراك في برنامج أمازون برايم الذي يمنح المشاركين خدمات توصيل استثنائية عن الزبائن العاديين.

كما تزعم اللجنة أنّ أمازون تتبع قواعد تساعد في حجب المواقع المنافسة، التي تقدم منتجات وخدمات منافسة لخدمات أمازون بأسعار منخفضة، وقواعد أخرى تجبر التجار على استخدام خدمات أمازون اللوجستية والإعلانية، بحسب التقرير.

في إطار تحقيقها، أجرت لجنة التجارة الفيدرالية مقابلات مع العشرات من الشهود داخل أمازون وخارجها كما جمعت ملايين المستندات من "أمازون" وأطراف ثالثة على مدى السنوات الثلاث الماضية.

وبدأت التحقيقات بشأن أمازون في عهد إدارة دونالد ترامب مع رئيس اللجنة السابق جو سيمونز، لكنه أعطى الأولوية آنذاك لتحقيق يخص شركة ميتا المالكة للفيسبوك، لكن في عهد رئيسة اللجنة الحالية لينا خان، اُعيد تنشيط التحقيق في أمازون.

يفيد موقع بيزنيس توداي أن اللجنة الفدرالية قدمت شكواها ضد أمازون بمحكمة فيدرالية في سياتل بولاية واشنطن، عوض المحكمة الداخلية للجنة التي يعمل فيها مفوضو اللجنة كمدّعين عامين وقضاة، وهو ما يجنب رئيسة اللجنة خان الإنتقادات، بحسب تقرير بوليتيكو.

لينا خان في مؤتمر صحافي أعلن فيه الرئيس جو بايدن إلغاء الرسوم الخفية التي تفرضها الشركات على المستهلكين. أ ب

مطاردة أمازون في قضايا مماثلة تمتد من ولايات نيويورك وكاليفورنيا والعاصمة واشنطن، ومن المرتقب أن تنضم ولايات أخرى إلى مقاضاة أمازون بعد حصولها من اللجنة الفيدرالية على المزيد من المعلومات.

في قضايا مماثلة متعلقة بشركات عملاقة للتكنولوجيا، فشلت لجنة التجارة الفيدرالية الأسبوع الماضي في منع شركة مايكروسوفت من شراء شركة أكتيفيجن لألعاب الفيديو بـ 69 مليار دولار.

وفي فبراير 2023، فشلت اللجنة أيضاً في منع شركة "ميتا" من الاستحواذ على تطبيق "Within" للواقع الافتراضي. وبحسب مجلة بوليتيكو، تطمح اللجنة، إلى التغطية على هذا الفشل من خلال تصعيد الرهان ضد أمازون.

اعرف أكثر عن..

عملاق يساوي دول كبرى

  • أسس جيف بيزوس أمازون، في 5 يوليو 1994، كمحل لبيع الكتب على الإنترنت في سياتل، واشنطن.
  • كانت الشركة تدعى في الأصل كادابرا قبل أن يتغير اسمها إلى أمازون بعد بضعة أشهر من تأسيسها.
  • تزيد قيمة الشركة العملاقة عن 1.3 تريليون دولار.
  • تعتمد الشركة على تنويع منتجاتها وخدماتها التي تشمل التجارة الإلكترونية والبث المباشر والحوسبة السحابية والأجهزة الذكية. ومن بين المنتجات الغريبة التي تعرضها شركة أمازون على موقعها علبة حشرات مجففة للاستهلاك ونسخة مصنعة من الدهون التي تتراكم في جسم الانسان.
  • أنفقت شركة أمازون ما مجموعه أكثر من 50 مليار دولار للاستحواذ على 97 شركة تجارة إلكترونية حول العالم، منها شركة سوق الإماراتية للتجارة الالكترونية.
  • تشتهر أمازون بابتكارها تقنيات جديدة مثل المساعدين الافتراضيين ومتاجر أمازون غو، Amazon Go.
  • وفقًا لأحدث تقرير سنوي لشركة أمازون، توظف الشركة أكثر من 1.5 مليون موظف، بين دوام كامل وجزئي.
  • واجهت أمازون انتقادات كثيرة بشأن توفير ظروف غير ملائمة للعمل من بينها إلزام العاملين في مستودع أمازون الرفع والحمل واللف بشكل متكرر بوتيرة خطيرة يتسبب في إصابات في الظهر والكتف والمعصم والركبة.

أكثر وأكثر عن..

لينا خان.. صائدة أمازون

  • خبيرة أميركية- بريطانية في قانون مكافحة الاحتكارات وقانون المنافسة في الولايات المتحدة. عينها الرئيس الأميركي جو بايدن لرئاسة لجنة التجارة الفيدرالية الأميركية في 15 يونيو 2021. تشغل منصب أستاذة في كلية الحقوق بجامعة كولومبيا.
  • أصغر رئيسة للجنة التجارة الفيدرالية على الإطلاق، وسادس رئيسة لها منذ أن أنشأ الكونجرس الوكالة كوصي على قوانين مكافحة الاحتكار وحماية المستهلك في عام 1914.
  • تصدرت خان الأخبار عام 2017 عندما نشرت مقالا في جريدة جامعة يال للقانون بخصوص مكافحة احتكار أمازون، الأمر الذي خلق جدلا في الأوساط القانونية والتجارية في أمريكا.
  • منذ تعيينها، اتُهمت خان بالتحيز ضد شركات التكنولوجيا الكبرى، بما في ذلك الجهود التي تبذلها كل من أمازون وفيسبوك لرفضها من أي تحقيق أو إجراء آخر يتعلق بهذه الشركات.
  • تعرف خان بعملها لمكافحة الاحتكار، لكن خبرتها القانونية غير الأكاديمية تتمركز حول حماية المستهلك، والتي تمثل في الواقع غالبية أنشطة لجنة التجارة الفيدرالية.
  • منذ توليها رئاسة لجنة التجارة الفيدرالي، وجهت خان العديد من دعاوى حماية المستهلك ضد أمازون.

حمل التطبيق

© 2024 blinx. جميع الحقوق محفوظة

© 2024 blinx. جميع الحقوق محفوظة