3 أسباب وراء فشل دفاعات إسرائيل الجوية أمام المسيرات

مساء 13 أكتوبر، رفع ضباط من الشرطة الإسرائيلية سماعة الهاتف واتصلوا بالقوات الجوية وبعثوا لهم تقارير تفيد برصد طائرة مشبوهة في سماء حيفا. لكن القوات الجوية استبعدت القلق، معتقدة أن الطائرة المسيرة تابعة لإسرائيل.

سرعان ما اتضح خطأ هذا التقييم عندما ضربت طائرة حزب الله المسيّرة معسكر تدريب للواء غولاني في بنيامينا جنوب حيفا، متسببة بمقتل 4 جنود وإصابة أكثر من 60، والأهم من ذلك بحسب التقرير، أن الضربة أقلقت المسؤولين الإسرائيليين وفتحت أعينهم على ضعف قدرات إسرائيل في التصدي للطائرات المسيّرة.

من جهته قال حزب الله إنه هاجم معسكر اللواء بالعديد من المسيرات الانقضاضية، ووسائل إعلام إسرائيلية تحدثت عن احتمالية إطلاق صاروخ من قبل الطائرة المسيرة قبل أن تنفجر في صالة طعام الجنود.

تقارير أخرى تحدثت عن أن حزب الله أطلق صواريخ لإلهاء القبة الحديدة، فيما كانت المسيرة تعبر الأجواء الإسرائيلية على ارتفاع منخفض.

وفعلا، بعد العملية بساعات أكد حزب الله هذه الرواية، وقال إنه أطلق مجموعة من الصواريخ لإلهاء القبة الحديدة وبعدها أطلق مسيرات بعض يستخدم للمرة الأولى.

تمتلك إسرائيل "القبة الحديدية" و"آرو 3" و"مقلاع داوود" وأثبتت هذه الأنظمة الثلاثة فعاليتها في اعتراض الصواريخ والقذائف الباليستية.

وبينما تنتظر إسرائيل نظام ثاد الأميركي الدفاعي، فإن خبراء عسكريين أكدوا للصحيفة أن هذه الأنظمة الدفاعية تواجه صعوبة في التصدي للطائرات المسيرة بطيئة الحركة.

تأتي هذه الصعوبة لثلاثة أسباب:

1. هذه الطائرات الصغيرة تُصنع من مواد نسبة المعادن فيها أقل من الصواريخ، وأنظمة الدفاع الإسرائيلية وحتى العالمية تزداد فعاليتها كلما ازدادت نسبة المعادن في الجسم المراد التصدي له.
2. تصدر الطائرات المسيرة حرارة أقل من الصواريخ التقليدية. والحرارة هي التي تساعد الأنظمة الدفاعية الإسرائيلية على تحديد الأجسام التي تعتبرها "معادية".
3. يمكن للمسيرات الطيران تحت النطاق الذي تغطيه الرادارات، وإن طارت في مدى الرادارات فغالبا ما يُخطأ في تصنيفها كطائرات مدنية.

أوفر هاروفي، الرئيس السابق لقسم الطائرات المسيرة في القوات الجوية الإسرائيلية، قال لصحيفة نيويورك تايمز إن هذه التطورات تتطلب تحديث أنظمة الرادار ودمجها مع تقنيات جديدة مثل أجهزة الاستشعار البصرية والصوتية، وأنظمة استقبال الإشارات الراديوية للكشف عن الطائرات المسيرة بشكل أفضل. الرئيس السابق أوضح للصحيفة أن أنظمة الدفاع الإسرائيلية تم تصميمها لمواجهة الطائرات الحربية والصواريخ سريعة الحركة.

الخبير في أنظمة كشف الطائرات المسيرة أون فينيغ مقتنع بما يقوله هاروفي عن ضرورة تعديل الأنظمة الدفاعية الإسرائيلية، لكنه يرى أن تعديل هذه الأنظمة لاكتشاف الطائرات المسيرة يتطلب إعادة تصميم كبيرة، وقال للصحيفة: "لا يوجد حل سحري لكشف الطائرات المسيرة، ولكن دمج تقنيات متعددة يمكن أن يعزز الدفاعات الإسرائيلية بشكل كبير".

أحد الإسرائيليين في حيفا والذي يدعى فيكي كادوش، أبلغ السلطات الإسرائيلية عن الطائرة المسيرة قبل الضربة بوقت قصير، ولكنه شعر بالإحباط عندما لم يُؤخذ تحذيره بجدية.

كادوش قال لراديو الجيش الإسرائيلي المعروف باسم "غالي تساهال": "سمعنا الطائرة وهي تحلق على ارتفاع منخفض فوق منزلنا وعرفنا أن هناك شيئا غير طبيعي". الجيش الإسرائيلي فتح تحقيقاً في الحادث، بينما اعترف المتحدث الرسمي باسم الجيش: "يجب أن نقدم دفاعا أفضل".

تأتي سلسلة الهجمات بالطائرات المسيرة في وقت تزداد فيه التوترات بين إسرائيل وإيران. بعد أن أطلقت إيران وابلا من الصواريخ الباليستية على إسرائيل قبل أسبوعين تقريبا، ويعتقد الخبراء أن الرد المتوقع من إسرائيل قد يؤدي إلى مزيد من الهجمات بالصواريخ والطائرات المسيرة من إيران، خاصة بعد أن أثبتت الطائرات المسيرة فعاليتها ضد إسرائيل، حسبما تقول الصحيفة.