صفقات مغرية.. "ميتا" تواجه جائحة الاحتيال عبر منصاتها
إذا وجدت إعلانا لمنتج جديد عبر منصات ميتا "إنستغرام وفيسبوك" فانتبه، ربما يكون الأمر فخا مثلما حدث لكثير من عملاء شركة (Half-Off Wholesale).
فالشركة التي تقدم مستلزمات تحسين المنازل ومعدات الحدائق بالجملة من مستودع في إحدى ضواحي أتلانتا وعملاؤها ضحايا إعلانات احتيالية عبر منصات شركة ميتا.
يحكي إدغار غوزمان مدير الشركة ما يواجهه لصحيفة
وول ستريت جورنال، إذ يتلقى مكالمات من عملاء غاضبين ردّوا على إعلانات شاهدوا أنها تخصه على إنستغرام وفيسبوك.
تعرض الإعلانات الاحتيالية تخفيضات كبيرة مغرية لمدمني الصفقات 29 دولارًا مقابل حمولة أدوات كهربائية، وصناديق مختلطة من مرتجعات موقع أمازون تبدأ المزايدة عليها من دولار واحد فقط، على سبيل المثال.
يرسل العملاء مدفوعاتهم، لكن المقابل من السلع لا يصل أبدا، ليخبرهم غوزمان وموظفي شركته " لقد تم خداعكم".
ويقول غوزمان "المؤلم هو أننا نضطر لإخبار الناس بأنهم وقعوا ضحية احتيال – ونحن لا نقوم أصلًا بأي مبيعات عبر الإنترنت"، مشيرًا إلى أن شكاوى العملاء بسبب عمليات الاحتيال تؤدي إلى تقييمات سلبية تضرّ بسمعة شركته الحقيقية. وأضاف: "نواصل الإبلاغ عن الصفحات المزيفة إلى شركة ميتا، لكن لا يحدث شيء أبدًا".
اقتصاد الاحتيال عبر الإنترنت
في حالة غوزمان، أظهر بحث في مكتبة إعلانات ميتا هذا الربيع وجود أكثر من 4,400 إعلان استخدم عنوان شركته خلال العام الماضي، رغم أن الشركة لم تكن مسؤولة سوى عن 15 إعلانًا فقط.
وقد أظهرت تحليلات داخلية من عام 2022 أن 70% من المعلنين الجدد على المنصة يروّجون للاحتيال أو السلع المحظورة أو منتجات "رديئة الجودة"، بحسب منظّمون ماليون وبنوك، ووفقًا لوثائق داخلية اطلعت عليها الصحيفة.
يقول موظفون حاليون وسابقون إن ميتا مترددة في وضع قيود على المعلنين، الذين ساهموا في نمو إيراداتها الإعلانية بنسبة 22% العام الماضي، لتتجاوز 160 مليار دولار.
وتُظهر وثائق من أواخر 2024 أن ميتا تسمح للمعلنين بارتكاب بين 8 إلى 32 مخالفة آلية تتعلق بالاحتيال المالي قبل حظر حساباتهم.
وإذا تم تصعيد الحالة يدويًا من قبل الموظفين، ينخفض الحد المسموح به إلى بين 4 و16 مخالفة.
يستخدم المحتالون أساليب معقدة للوصول إلى ضحاياهم من بينها استخدام حسابات بوجوه جدّات، تروّج لـ"هدية مجانية" عبارة عن حامل توابل من شركة McCormick، مقابل رسوم شحن رمزية بقيمة 9.99 دولار عبر موقع ويب يستخدم شعار الشركة واستبيانًا للمستخدمين ولعبة للفوز بجوائز.
وقد وقعت مارا جونسون من كاليفورنيا، 58 عامًا، ضحية لهذه الحيلة إذ أدخلت بيانات بطاقتها البنكية، لتتعرض لعدة عمليات سحب احتيالية بمئات الدولارات.
من أكثر أنواع الاحتيال شيوعًا هو بيع الحيوانات الأليفة، رغم أن ميتا تحظر بيع أو تبادل الحيوانات الحية بين الأفراد إلا في سياقات محددة.
عمليات البحث عن "جراء للبيع" على مدى عدة أيام أظهرت آلاف الإعلانات، معظمها لا يذكر أي جهة موثوقة مثل مربي معتمد أو جمعية إنقاذ. كثير من الإعلانات تضمنت صورًا مسروقة لمجموعة كلاب وأدّعى أصحابها أنهم "قريبون"، بينما تبيّن أنهم يعملون من الكاميرون.
لكن وثائق راجعتها الصحيفة تُظهر أن ميتا قللت من أولوية مكافحة الاحتيال في السنوات الأخيرة، وفضلت تجنب حذف الإعلانات عن طريق الخطأ.