دولة عربية على خط سلاسل التوريد بين واشنطن وبكين

موقع المغرب وفيتنام وبولندا والمكسيك وإندونيسيا الجغرافي وقدرة هذه البلدان على تعزيز التجارة إذا تمثل 4% من الناتج المحلي الإجمالي العالمي، مكنها من هذا الدور.

فقد لاحظ العديد من الاقتصاديين في بنك التسويات الدولية في بيانات من أكثر من 25 ألف شركة أن سلاسل التوريد تطول، حيث أصبحت بلدان أخرى، خصوصا في آسيا، بمثابة محطات إضافية في التجارة بين الصين والولايات المتحدة.

وغالبا ما تقوم الشركات التي تحول سلاسل التوريد بعيدا عن الصين بنقل الإنتاج إلى البلدان التي تكون اقتصاداتها متكاملة مع اقتصاد الصين، مثل فيتنام.

وأصبحت المكسيك، حيث ارتفعت استثمارات المصنعين الصينيين بشكل ملحوظ خلال الأعوام الأخيرة، بمثابة حلقة وصل مهمة في التجارة بين الولايات المتحدة والصين. لذا فإن الأمر لا يتعلق بالانفصال بين اقتصاد الولايات المتحدة والصين، بل إنهما فقط ينفصلان في أماكن مختلفة، حسب وصف بلومبرغ.

أصبح المغرب، موطن أكبر احتياطيات الفوسفات في العالم، لاعبا مهما في تحول صناعة السيارات العالمية. فيعدّ المعدن مكونا رئيسيا في بطاريات الليثيوم، وهي مجموعة متنوعة سريعة النمو من الخلايا القابلة لإعادة الشحن المستخدمة في المركبات الكهربائية.

تتمتع البلاد بالفعل بقطاع سيارات مزدهر، حيث تنتج المصانع المملوكة لشركة Renault وStellantis آلاف السيارات يوميا، بدعم من العشرات من الموردين الأميركيين المعروفين.

وفي عام 2022، شهد المغرب الإعلان عن مشاريع مصانع جديدة بقيمة 15.3 مليار دولار بتمويل من مستثمرين أجانب، وهو ما يعادل تقريبا ما أُنفق خلال السنوات الـ٥ السابقة مجتمعة. ولا يظهر الاتجاه أي علامات على التباطؤ، حسب تحليل بلومبرغ.

أضاف الصراع بين إسرائيل وحماس عاملا جديدا إلى العلاقة المتوترة بين القوتين العظيمتين، وتأمل واشنطن أن تتمكن بكين من استخدام نفوذها لدى إيران لمنع التصعيد إلى حرب أوسع في الشرق الأوسط، وفق رويترز.

وقال مسؤولون أمريكيون إن هذه القضية أثيرت بشكل متكرر خلال اجتماعات وزير الخارجية الصيني، وانغ يي، لكن لم يكن من الواضح ما إذا كانت واشنطن قادرة على إقناع بكين بالتعهد باستخدام نفوذها للمساعدة في احتواء الصراع.

وقال مسؤول آخر في الإدارة "أعربنا عن قلقنا العميق إزاء الوضع وضغطنا على الصين لتبني نهج بناء على نحو أكبر، وهذا سيشمل بالطبع اتصالاتها مع الإيرانيين للحث على الهدوء".

ونددت الصين بأعمال العنف والهجمات على المدنيين في الصراع، وبينما أعلن وانغ أن تصرفات إسرائيل "تتجاوز نطاق الدفاع عن النفس"، فإنه لم يذكر حماس بالاسم في تصريحاته، وفق رويترز.

بينما يستعد الرئيس الصيني، شي جين بينغ، لحضور قمة أبيك في سان فرانسيسكو خلال نوفمبر، فإنّ سلسلة من التبادلات الدبلوماسية تعد بمثابة أخبار جيدة للعلاقات بين الولايات المتحدة والصين، وفق فورين بوليسي.

وقد حظي حاكم ولاية كاليفورنيا، غافين نيوسوم، بترحيب حار في بكين، في حين قام كبير الدبلوماسيين الصينيين وانغ يي بزيارة إلى واشنطن، وهي الأولى التي يقوم بها وزير خارجية صيني منذ عام 2018، وتحدث زعيم الأغلبية في مجلس الشيوخ الأميركي تشاك شومر عن "الارتباط الجاد" مع شي، في زيارته الخاصة للصين.

لكن علامات الاستقرار هذه تتناقض بشكل غريب مع خطاب الصين في أماكن أخرى، وفق فورين بوليسي.

ويضيف الموقع أنه رغم كلّ الكلمات اللطيفة نسبيا وراء الأبواب المغلقة، فإن المسؤولين الصينيين ووسائل الإعلام الحكومية لا يزالون معاديين بشدة للغرب، بدرجة أكبر بكثير مما كانوا عليه قبل جائحة كرونا. وشهدت قمة الحزام والطريق الأخيرة في بكين احتضانا كاملا لموسكو، تم تعزيزه في اجتماع للقادة العسكريين الروس والصينيين، والذي شهد أيضا إدانة الجانبين لواشنطن.

تستمر التوترات بين الجيشين الأميركي والصيني حتى في وقت يستعد قادتهما لقمة محتملة هي علامة على الصعوبات التي تواجهها القوتان العالميتان في إدارة أحد أكثر الجوانب حساسية في علاقتهما، وفق وول ستريت جورنال.

احتل الخلاف مركز الصدارة في مؤتمر أمني في بكين، حيث وجه جنرال صيني كبير انتقادات مستترة لسياسة واشنطن الخارجية وموقفها العسكري، واصفا إياها بأنها تهديدات خطيرة للسلام والاستقرار في جميع أنحاء العالم مع احتدام الحروب في أوكرانيا وغزة.

قال رئيس المجلس العسكري الصيني، تشانغ يوشيا: "إن بعض الدول تريد رؤية الفوضى في العالم"، من خلال تعزيز مصالحها الخاصة وزرع الاضطرابات والتدخل في الشؤون الداخلية للدول الأخرى. وقال: "أينما تمتد أيديهم، فهذا هو المكان الذي لا يمكن فيه حصول السلام والهدوء".