سينما
شهد مهرجان البحر الأحمر السينمائي 2024 في جدة عودة غير متوقعة لجوني ديب إلى عالم الإخراج مع فيلمه الجديد Modì: Three Days on the Wing of Madness. فبعد سنوات من الانقطاع عن الإخراج، قرر ديب العودة ليمثل تجربة فنية تتناول حياة الفنان الإيطالي المبدع أميديو "مودي" موديلياني.
وأعاد هذا الفيلم، الذي يُعد دراما سيرة ذاتية تستند إلى حياة الرسام والنحات الإيطالي أميديو موديلياني، الممثل الهوليودي الشهير إلى قلب الحدث السينمائي في مهرجان البحر الأحمر، حيث عرض الفيلم للمرة الأولى في المملكة العربية السعودية.
فيلم Modì: Three Days on the Wing of Madness هو رحلة استكشافية للـ72 ساعة الأكثر تأثيرا في حياة الفنان موديلياني، وهو فنان بوهيمي إيطالي عرف بإبداعه الفريد والغامض.
وخلال مقابلة حصرية لجوني ديب مع بلينكس، كشف عن شعوره بشأن العودة للإخراج بعد غياب طويل، حيث قال: "عندما أخرجت The Brave، كنت غارقا في شيء أكبر بكثير مما توقعت، كان لدي رؤية واضحة، ولكن عندما علمت أن الفيلم تم اختياره للمشاركة في مهرجان كان، أدركت أنني لم أكن مستعدا لهذا الحدث الكبير. كان هناك ضغط كبير لإنهاء العمل، ولم يكن لدي الوقت الكافي لتنفيذ رؤيتي كما أردت".
وعند مقارنة تجربته السابقة بهذا الفيلم، يحكي ديب بابتسامة: "الشعور الآن أفضل بكثير من المرة الأولى.. هذه المرة كان الأمر مختلفا. لم أكن أشعر بأي ضغط أو توقعات، وتمكنت من الاستمتاع بكل لحظة أثناء عملية الإخراج".
ينسب ديب الفضل لإنتاج الفيلم إلى الحرية التي وفرها الممثلون والفريق الفني له، "كانوا داعمين لي، وتمكننا من صناعة فيلم حقيقي يعكس روح الشخصيات".
أثناء مسيرته التي استمرت 27 عاما، لم يُخرج ديب سوى فيلم The Brave، ولم يشعر أنها تجربة يريد تكرارها، ولكن مع فيلم Modì، يحكي ديب أن ما حدث كان "شيئا مختلفا".
ولم يكن هذا الفيلم في باله، إلا أن جاءه اتصال من "الممثل الأميركي العريق آل باتشينو ليطلب مني الإخراج"، حسب ما يقول لبيلينكس، مضيفا: "عندها، شعرت أنها فرصة لا يمكنه تجاهلها، إذا طلب مني آل ذلك، فلا بد أن لديه سببا وجيها. لم أكن قد فكرت في العودة للإخراج طوال 27 عاما، ولكن عندما جاءني هذا الطلب، كنت أشعر أن هذه فرصة لا يمكن تجاهلها".
وتدور أحداث الفيلم في شوارع باريس المدمرة جراء الحرب العالمية الأولى، حيث يعيش أميديو موديلياني في حالة من الاضطراب الذهني والجسدي، في تلك الأيام الثلاثة، يحاول موديلياني الهروب من ضغوط الشرطة، ويشعر بإرهاق شديد من مسيرته الفنية، بل إنه يرغب في مغادرة المدينة وترك عالم الفن وراءه، إلا أن هذا القرار يصطدم برفض أصدقائه البوهيميين.
وواصل ديب حديثه عن كيفية تعامله مع هذا الفيلم بالقول: "عندما دخلت الفيلم، لم يكن لدي رؤية واضحة في البداية، لكن بمجرد أن بدأنا التصوير، بدأ الفيلم يروي لي ما يريده أن يكون.. الممثلون وأداؤهم الرائع كان بمثابة إرشاد لي، وتبدأ القصة بالتكشف بشكل طبيعي ومؤثر".
ووصف جوني تجربته هذه المرة على أنها "طبيعية" مقارنة بتجربة إخراج فيلم The Brave التي كانت "متسرعة".
ويحكي: "كان من الصعب إنهاءه لمهرجان كان، ولم أكن مستعدا، لكن مع Modì، كان الأمر سلسا، لم أكن أضع خططا.. تركنا الفيلم يرشدنا".
أحد المواضيع التي تحدث عنها ديب في المقابلة كان الدعم الكبير الذي تلقاه من مهرجان البحر الأحمر، الذي يُعد واحدا من أبرز المهرجانات السينمائية في المنطقة، يحكي ديب: "من خلال مهرجان البحر الأحمر، كان لدي الحرية في صناعة الفيلم كما أراه، دون أي تدخل غير ضروري. وهذا الدعم هو شيء لا يُقدّر بثمن. كانت تجربتي معهم إيجابية للغاية خلال السنوات الماضية. لديهم ثقة كبيرة في صانعي الأفلام واتخاذ القرارات الصحيحة".
كما أضاف ديب أنهم لم يقيدوا عملية الإنتاج، على عكس ملاحظات الاستوديو التي تعامل معها سابقا.
وفي سياق الحديث، تحدث ديب عن فرص التعاون مع الفنانين العرب في المستقبل، حيث أبدى إعجابه بالفنانين السعوديين. والثقافة العربية، "كنت محظوظا بلقاء بعض الفنانين الرائعين هنا في السعودية". وقابل ديب خلال زيارته الفنان التشكيلي أحمد مطر، وهو "رسام مبدع" كما يصفه، وتحدثا عن إمكانية التعاون في المستقبل، ورجح ديب فرص عمله في السعودية مستقبلا.
في أفلامه السابقة، عادة ما يمثل ديب شخصيات خارجة عن المألوف ولكنها تشبهه في بعض النواحي، وبينما هو لا يمثل ديب في هذا الفيلم، فهو ما لا يزال يعتقد أن مودي يشبهه، ويقول: "أنا وموديلياني نكسر القوالب بطريقتنا الخاصة.. كلانا واجهنا صراعات، على الرغم من أنني كنت أكثر حظا في النجاة من صراعي".
ولم يوضح ديب إذا كان يقصد بصراعه علاقته مع زوجته السابقة آمبر هيرد، التي انتهت بالمحاكم، وسلسلة وثائقيات على منصات البث بسبب تدهور علاقتهما.
أما مودي، فكان "فنانا عظيما سبق عصره، ومثل الكثير من الفنانين، لم يتم تقدير أعماله في حياته، وكان يعيش دائما مع الوعي بالموت بسبب مرض إصابته بمرض السل، الذي أنهى حياته في النهاية، لذلك كان لديه إلحاح هائل على الإبداع بسبب وعيه المستمر بأن الوقت ضيق"، بحسب ديب.
ويظن ديب أن مودي "فعل الصواب بما لديه من وقت" لأن فنّه لا يزال حيا اليوم، "حتى وإن لم يحقق النجاح في حياته".
© 2025 blinx. جميع الحقوق محفوظة