يوسف يواجه التهجير بخيمة فوق أنقاض غزة

بعد أن أمرت إسرائيل جميع المدنيين بمغادرة شمال غزة، لجأ كثيرون منهم إلى الجنوب الذي قصفته إسرائيل أيضا.

بعدها، غزت قواتها البرية الجنوب ودفعت الفلسطينيين النازحين إلى خيام أشد ازدحاما على الحافة الجنوبية للقطاع على الحدود مع مصر.

وفي خانيونس، يقول عبد الجابر محمد الفرا (8 سنوات)، إنه ووالده وشقيقه الأصغر فروا من منزلهم بلا متاع، بعد أن أطلقت القوات الإسرائيلية النار عليهم أثناء بحثهم عن مأوى في المستشفى الأوروبي.

وسرد قصة سماعهم صوت دبابات في الشارع وركضهم واختبائهم من قوات المشاة خلف جدار وإطلاق جندي النار على الجدار.

وتلتحم عائلة الفرا بكتلة ضخمة من النازحين غير القادرين على العودة إلى منازلهم، ويعتمدون كليا على مساعدات غير كافية، ولا يرون نهاية في الأفق للحرب.

وفي مخيم مؤقت بالقرب من المستشفى، حيث تبحث عائلة الفرا الآن عن مأوى، يقول يوسف سالم حجازي إن منزل عائلته في الشمال دكه القصف.

يحكي أنهم رغم ذلك يريدون العودة إلى هناك لنصب خيمة بين الأنقاض وتدشين حياتهم من جديد.

ويبحث حجازي عن الأمل في تصريحات بلينكن التي حث فيها إسرائيل على تخفيف هجومها والسماح للمدنيين بالعودة إلى منازلهم، لكنه لا يرى اتساقا فيها: "لا فائدة من كلامه. لا نرى شيئا. نتابع الأخبار، لكن لا نرى شيئا نبني عليه أي أمل في الواقع. لا نرى أي بارقة أمل".

وقال شحادة طبش لدى وصوله إلى المستشفى الأوروبي في خانيونس، بعد أن فقد اثنين من أقاربه في غارة جوية، إن أي شيء يتحرك يعتبر هدفا.

وتقول وزارة الصحة في غزة، إن أكثر من 23 ألفا و700 فلسطيني قُتلوا، في الهجمات الإسرائيلية على القطاع منذ الـ7 من أكتوبر، فضلا عن آلاف آخرين في عداد المفقودين يرجح أنهم قتلوا ولا يزالون تحت الأنقاض.

قال وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن، قبل وصوله إلى تل أبيب، الثلاثاء 9 يناير، للقاء رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو، إن إسرائيل عليها "التزام مطلق" ببذل مزيد من الجهد لحماية المدنيين.

وقال ماثيو ميلر، المتحدث باسم وزارة الخارجية الأميركية، إن بلينكن شدد خلال اجتماعه بنتنياهو على "أهمية تجنيب المدنيين المزيد من الأذى، وأيضا حماية البنية التحتية المدنية في غزة".

في المقابل، تأتي حالة شعبان عباد (45 عاما)، وهو متخصص في تكنولوجيا المعلومات من مدينة غزة، نزح أولا إلى خانيونس ثم إلى رفح مع أطفاله الـ5، يقول إنهم يتعرضون لقصف من طائرات وأسلحة أميركية الصنع، لذا فهو يرى أنه يتعين على بلينكن التوقف عن مثل هذه التصريحات.

ويضيف عباد أنه منذ وصول بلينكن إلى المنطقة وحتي مغادرته، لم يتوقف القصف على غزة وعلى رفح التي من المفترض أن تكون مكانا آمنا. وتساءل: "ألا يرى بلينكن هذا؟".

يدعو الوزراء الإسرائيليون من اليمين المتطرف بصورة متزايدة الفلسطينيين إلى مغادرة غزة، في مقابل إعادة الإسرائيليين بناء المستوطنات هناك.

تقول صحيفة وول ستريت جورنال إن هذا يعقد من قدرة إسرائيل الحفاظ على الدعم الدبلوماسي للحرب وضمان بقائه السياسي في الوقت ذاته.

وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن قال لنتنياهو "ترفض الولايات المتحدة بشكل قاطع أي مقترحات تدعو إلى إعادة توطين الفلسطينيين خارج غزة"، ليرد عليه نتنياهو أن ذلك ليس ضمن خطة إسرائيل.

ويقول تقرير الصحيفة: "لم يوضح نتنياهو وحكومته رؤية واضحة بشأن غزة ما بعد الحرب، ما أثار مخاوف المجتمع الدولي بشأن مرحلة ما بعد الحرب".